مساحة حرة اسماعيل شريف يكتب… هل تحارب تماضر السماسرة ام الطلاب؟؟

أثير نيوز

اصدرت الأستاذة تماضر الطريفي وكيل وزارة التربية والتعليم قرارات تتعلق بضوابط جديدة لاستخراج وتوثيق الشهادة السودانية واخرى تتعلق بمعادلة الشهادات الاجنبية في رؤية مبنية علي محاربة عمليات السمسرة التي تتم بواسطة بعض ضعاف النفوس ويجني عبرها السماسرة مبالغ مالية طائلة مخلفين سمعة سيئة لادارة امتحانات السودان ووزارة التربية والتعليم السودانية
اعترافات بعضهم واقرارهم باستلام عمولات تتجاوز الالف جنيه للشهادة السودانية الواحدة كانت تقف خلف قرارات السيدة الوكيلة ولكن غفلت الاستاذة تماضر عن بعض الجوانب الهامة وهي تصدر ما يشبه العقاب الجماعي لسلوك فردي كان بالامكان ردعه بمزيد من الشفافية وتوضيح اسس ورسوم ومطلوبات المعاملات مع قسم استخراج وتوثيق ومعادلة الشهادات بإدارة الامتحانات.

   السودان بلد مترامي الاطراف يتمتع الناس فيه بعلاقات ممتده واواصر صداقات مميزة ودرجت العادة على تكليف الاسر بالولايات للاقارب بالعاصمة في الانابة عنهم في بعض التعاملات الاداريه لتقليل الصرف وتعتبر الشهادة الثانوية السودانية واحدة من هموم مشتركة لكل السودانيين ولاتوجد فروع بالولايات لتقوم باستخراج الشهادة علي الرغم من ان الوزارة تقوم بارسال هذه الشهادات للمدارس الا ان حوجة الطالب للشهادة لاغراض التقديم يجعل من تكليف احد الاقارب او المعارف او الأصدقاء بالخرطوم بعملية استخراج الشهادة حوجة اضطرارية

اصدرت الوكيله قرار بضرورة حضور الطالب شخصيا او احد اقاربه من الدرجة الاولى( الوالد الوالدة او الاخ والأخت) او إرفاق توكيل من محامي شرطا لطلب استخراج الشهادة وهذا فيما ارى تعسفا وجورا يطال طبيعة السودانيين السمحة في نجدة المحتاج ومساعدة الناس
اما فيما يتعلق الامر بالطلاب الاجانب فهذا ولعمري العجب العجاب.. خرجت الأستاذة تماضر بقرارات تخالف العقل والمنطق والعرف فقرارها بضرورة حضور الطالب الاجنبي بنفسه لاستخراج الشهادة السودانية او معادلة الشهادة الاجنبية امر مجحف ومكلف
على الرغم من زيادة ادارة امتحانات السودان الرسوم بالنسبة للطالب الاجنبي  من 200‪ دولار الى 400‪ دولار رسوم التقديم للجلوس لامتحان الشهادة السودانيه  كذلك زيادة رسوم استخراج الشهادة من 15 دولار الى 50 دولار ورسوم معادلة الشهادة الاجنبية من 30  جنيه سوداني الي 50دولار ورسوم التوثيق  من16  جنيه سوداني الى 50دولار ايضا الا ان تلك الزيادات لم تشفع لهم وزاد الامر بضرورة تكبد مشاق الحضور شخصيا او حضور احد الاقارب من الدرجة الأولى او ابراز الشخص المكلف بمتابعة الاجراء لتوكيل رسمي حتى يتمكن من مباشرة تلك الاجراءات
وذلك يتنافى مع مطلوبات الدراسه في كل دول العالم حيث تكتفي الكثير من البلدان بمراسلات الكترونيه ويتم قبول الطالب وارسال الفيزا له لدخول هذا البلد او ذاك.. ولكن هنا يتم التشدد وحرمان الدوله من موارد كبيره يحققها قطاع السياحة التعليميه وهي تفتقد اصلا للسياحة الترفيهية او العلاجيه…
  طالب العلم يحتاج الى تيسير الامر وتسهيل كافة الإجراءات امامه حتي يحصل علي فرصة الدراسة بالسودان.. ولكن يبدو ان الوكيلة في حربها علي السماسرة جنت علي طلابها وطالباتها وكذلك علي الطلاب الاجانب..واسرهم والسماسرة كما هو معلوم يستثمرون في الازمات وكلما ضيقت الدولة عليهم الخناق وعقدت الإجراءات كلما جنو هم ثمرة تلك التعقيدات بفرض مزيد من الاتاوات علي طالبي خدماتهم
تماضر الطريفي… الحكمة ثم الحكمة ثم الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *