شعراء العرب… يهود ومسيحيون في زمن الجاهلية!

أشهر شعراء العرب، اعتبروا من “الجاهلية” في كتبنا، وندر أن تذكر دياناتهم الحقيقية.

حاتم الطائي
لربما يكون أحد أشهر الأسماء العربية، منذ وجوده إلى يومنا هذا. حاتم الطائي شاعر عربي، كان أميرا لقبيلة طئ، يعد مضرب مثل في الكرم والجود والسخاء لدى العرب جميعها. يشبع الجائع ويطعم الطعام ويفرج عن المكروب، ولم يرد طالب حاجة قط، يعطي كل ما يُسأل. وقد كان وهو طفل تظهر عليه أمارات الكرم، متأثرا بأمه التي لا تدخر شيئا ولا يسألها أحد شيئا إلا أعطته.

حاتم الطائي مع ذلك لم يكن مسلما ولم يكن وثنيا، كما حاولت بعض الكتب أن توصل إلينا.

حاتم الطائي كان مسيحيا، وقد جاء في “تاريخ دمشق” لابن عساكر، أن ابنة الطائي أسرت في إحدى غزوات المسلمين، فجاءت النبي محمد تقول له: “يا محمد، إن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب، فإني بنت سيد قومي، وإن أبي كان يحمي الذمار ويفك العاني ويشبع الجائع ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجة قط، أنا ابنة حاتم الطائي”.

قال لها النبي: “هذه صفة المؤمنين حقا. لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، والله يحب مكارم الأخلاق”.

السموأل
أوفى من السموأل.. ربما قد سمعت بهذه العبارة يوما ما. السموأل من أشهر شعراء العرب، واسمه الكامل السموأل بن غريض بن عادياء الأزدي، واسمه هذا معرب عن شموئيل بالعبرية أو سموئيل.

كان يهوديا، وقد اعتنق قومه الديانة اليهودية قبيل انتقالهم إلى خارج اليمن لقبائل ملوك نجران ثم إلى شمال الجزيرة العربية، تحديدا إلى حصن منيع هناك بناه جده عادياء.

أما قصة وفاء هذا اليهودي، فهي أنه فضل أن يُقتل ابنه على أن يفرط في دروع أُودعت لديه أمانة. بعض من تفاصيلها أن امرئ القيس استودع السموأل دروعا كانت ملوك كندة تتوارثها، فطلبها ملك الحيرة فلم يعطها له السموأل، فأرسل إليه جيشا يداهم حصنه وأخذ ابنا له كان خارج الحصن رهينة، فخيروه بين إعطائهم الدروع أو قتل ابنه، فاختار السموأل الوفاء بالذمة.

وينشد السموأل في ذلك: “وفيت بأدرع الكندي إني إذا ما خان أقـوام وفيـت”

عنترة العبسي
عنترة بن شداد، أوعنترة عبلة، لقصة حبه الشهيرة، وأحيانا أبو الملغس. أمه كانت أمة حبشية اسمها زبيبة، وكان أبوه شداد قد نفاه ثم اعترف به لاحقا فألحق بنسبه، كعادة العرب، تستبعد ابن الأمة فإن أنجب اعترف به، وإن لا، بقي عبدا.

والحقيقة أن عنترة بن شداد عرف عن نفسه بنفسه، واعترفوا بنسبه لأنه أجاد أعمال الفروسية وكان شجاعا مقداما كما أنقذ قومه من غارات القبائل الأخرى وانتصر لهم في أخرى، حتى أنه قيل: عنترة أشجع العرب وأشدها.

عنترة كان مسيحيا وفق ما يورده كتاب “النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية”[1]، ذلك أن أصله حبشي والحبشة كانوا نصرانيين، وكانت العرب كثيرا ما تعيره بسواده فكان يرد عليهم:

“لئن أك أسودا فالمسك لوني وما لسواد جلدي من دواء

ولكن تبعد الفحشاء عني كبعد الأرض من جو السماء”.

النابغة الذبياني
زياد بن معاوية، يكنى بأبي أمامة ولقب بالنابغة لشعره النابغ. وهو من الطبقة الأولى التي اشتهرت من الشعراء، وقيل إنه أشعر شعراء قومه بل والعرب كلها.

حين أغار النعمان بن وائل بن الحلاج الكلبي على بني ذبيان أخذ منهم وسبى سبيا من غطفان وأخذ عقرب بنت النابغة فسألها من أنت؟ فقالت: أنا بنت النابغة. فقال لها بعد أن أقسم: ما أحد أكرم علينا من أبيك وما أنفع لنا عند الملك. ثم جهزها وخلاها، وأطلق سبي غطفان وأسراهم قائلا: ما أرى النابغة يرضى بهذا منا.

النابغة كان مسيحيا، وفق كتاب “النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية”، وذلك بشهادة كتاب تاج العروس الذي نقل عن الأصمعي، أنه أورد في بيان معاني الصليب: “والصليب العلَم. قال النابغة: ظلت أقاطيع أنعام مؤبلة، لدى صليب على الزوراء منصوب… وقيل، سمى النابغة العلمَ صليبا لأنه كان نصرانيا”.
امرؤ القيس
جندح بن حجر، اشتهر بامرئ القيس، وهو لقب غلب عليه لأن زمن حكمه كان كثير الشدة، ومعناه رجل الشدة، وكان يقال له أيضا الملك الضليل. امرؤ القيس كان وثنيا عن أبيه ولكنه غير مخلص للوثنية، بل كان أقرب إلى المسيحية، يخلو شعره من آثار الشرك وعبادة الأصنام كما أنه تضمن إشارات واضحة إلى شؤون النصارى، ناهيك عن انتشار النصرانية في قبيلة كندة[1]، ويعرف أنه كسر صنما مشهورا تعظمه العرب يقال له ذو خلصة.

أمرؤ القيس يعتبر أشهر الشعراء المقدمين، وأشهر شعره معلقته اللامية: “قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل \ بسقط اللوى بين الدخول فحومل”.

عمرو بن كلثوم
عمرو بن كلثوم التغلبي، ويلقب بأبي الأسود، وهو أيضا من الشعراء المقدمين لدى العرب، وكان من أعز الناس نفسا ومن الشجعان، حكم قبيلة تغلب وهو فتى صغير وعمر طويلا، واشتهر بفتكه بملك المناذرة عمرو بن هند.

له معلقة شهيرة قيل إنها في نحو ألف بيت، لكن لم يبق منها إلا ما حفظه الرواة، وفيها من الفخر والحماسة الكثير، تبدأ كما يلي:

“ألا هبي بصحنك فاصبحينا \ ولا تبقي خمور الأندرينا”.

وعمرو بن كلثوم هذا، كان مسيحيا، والشواهد على ذلك كثيرة، أبرزها أن قبيلة تغلب كانت تدين بالنصرانية، إلى ما بعد الإسلام بأربعة قرون[2].

قس بن ساعدة
قس بن ساعدة الإيادي، كان في عهده خطيب العرب وشاعرها وحكيمها وحكمها. هو أول من علا على شرف وخطب عليه. وأول من قال في كلامه: “أما بعد”. وهو أول من قال: “البينة على من ادعى واليمين على من أنكر”. وأول من كتب “من فلان إلى فلان”.

ذكرت بعض المراجع التاريخية أن ابن ساعدة كان مسيحيا وكان أسقف كعبة نجران، فيما ذكرت مصادر أخرى أنه حنيفي يؤمن بالديانة الإبراهيمية.

طرفة بن العبد
هو أبو عمرو بن طرفة بن العبد. مع أنه لم يعش كثيرا لأنه سيعدم مراهقا، إلا أنه في حداثة سنه أنشد معلقة اعتبرت “إعجازية” في مثل عمره. هكذا، يعتبر أحد أشهر الشعراء العرب بل ومن طبقتهم الأولى.

أما معلقته الشهيرة فمطلعها:

“لخولة أطلال ببرقة ثمهد \ تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد”.

طرفة بن العبد، كان هو أيضا مسيحيا[3].

الحارث بن حلزة
الحارث بن حلزة، شاعر مشهور من شعراء الطبقة الأولى. ولشدة فخره بقومه، ضرب به المثل في الفخر، فقيل: “أفخر من الحارث بن حلزة”. وكان من المعمرين فقد توفي على نحو 150 سنة.

وله معلقة شهيرة أنشدها للملك عمرو بن هند ردا على عمرو بن كلثوم، وتعد حسب النقاد آية في الملحمية، ومطلعها كما يلي: “آذنتنا ببينها أسماء \ رب ثاو يمل منه الثواء”.

الحارث بن حلزة، كان مسيحيا، لأن قبيلته بكر كانت تدين بالنصرانية جميعها[4].

زهير بن أبي سلمى
زهير بن أبي سلمى المزني، أحد الثلاثة المقدمين على سائر الشعراء؛ وهم امرؤ القيس وزهير والنابغة الذبياني. قيل عنه شاعر الشعراء؛ وشاعر أهل الجاهلية زهير. وتكرر عنه ما قاله عمر بن الخطاب فيه، بأنه شاعر الشعراء ولا يقول إلا ما يعرف ولا يمتدح الرجل إلا بما يكون فيه.

له شعر غزير، أشهره معلقته:

“أمن أم أوفى دمنة لم تكلم \ بحومانة الدراج فالمتلثم”.

وزهير أيضا كان مسيحيا، في شعره ما يحمل على القول إنه كان مؤمنا بالله وبالبعث والحساب، من ذلك:

“فلا تكتمن الله ما في نفوسكم \ ليخفى ومهما يكتم الله يعلم

يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر\ ليوم الحساب أو يعجل فينقم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *