عصي القول.. رقية الزاكي | تطبيع خارج الأسوار!

عصي القول.. رقية الزاكي | تطبيع خارج الأسوار!

التطبيع مع اسرائيل ليس أمرا هينا حتى يتم خارج الاسوار الحصينة من بينها سور البرلمان او مجلس الشعب او الهيئة التشريعية القومية اياً كان المسمى.

خطوات التطبيع مع اسرائيل قطعت اشواطا بعيدة والتوقيع على اتفاقيات ابراهام للسلام ليست ببعيدة بل هناك حديث عن توقيع تم بالفعل في مطلع 2021م .

ومنذ ذلك التاريخ وضعت على طاولة الخرطوم بنود لاتفاق دبلوماسي او و ثيقة مع تل ابيب اسوة بدول عربية اخرى والتعويل كان على الادارة الامريكية الا ان الاخيرة اوقفت أي تحركات لها في هذا الخصوص تعبيرا عن رفضها لحدوث انقلاب عسكري في الخرطوم في الخامس والعشرين من اكتوبر 2021م وتمسكت بانه انقلاب معيق لتشكيل حكومة مدنية وليس اجراء تصحيحيا كما يقول منفذوه.

ومع وجود نفس الظروف في الوقت الحالي تبقى التساؤلات حاضرة على نحو بارز ما هو الجديد؟ وهل ستمضي العلاقة بين الخرطوم وتل ابيب بدون دعم امريكي ام ان موعد تشكيل حكومة مدنية قد اقترب ومايحدث الآن استباق لما هو آتٍ؟

لكن أياً كانت التطورات فان توقيت اتخاذ خطوات في قضية بهذه الدرجة من الحساسية ليس أمرا هينا وليس أمرا يمكن ان يتم بمجرد اجراء لقاءات داخل الخرطوم او خارجها.

مثل هذا القرار لن يتم إلا عبر آلية منتخبة يمكن ان تتولى مسألة مناقشة المشروع قبولا او رفضا بكل المصوغات والادلة والبراهين وليدافع حينها كل عن موقفه الرافض او المؤيد للتطبيع مع اسرائيل.

والحديث عن تطبيع في الوقت الحالي ادخل مخاوف تجاوزت تقييم الخطوة نفسها واصبحت تتحدث عن عدم رغبة في تفويض شعبي في مسائل تحتاج لاستفتاء وموافقة مدنية.

المسرح السياسي الحالي مليئ باحداث وسيناريوهات لعملية سياسية جارية وفي هذا التوقيت يصبح الحديث عن تطبيع مع اسرائيل بمثابة ربكة للمشهد السياسي سيما وهو مشهد متأزم اصلا!..

والدليل ان الكثير من الجدل الذي يدور الآن على خلفية زيارة ايلي كوهين وزير الخارجية الاسرائيلي تجاوز ( مع وضد) التطبيع الى جدل كثيف حول أحقية السلطة الحالية في اتخاذ خطوة مهمة كهذه من عدمه.

مقالات ذات صلة