كتب الطيب عبد الماجد تعال نوريك …!!

    عزيزي عبد الله
    لن أنجر وراء جمعك بأخواننا في البحرين وهم أهل علم وثقافة وأنا اعرف ذلك و أعيه ….!!
    لذلك سأخاطبك شخصياً لأنك وحدك تحمل وزر ما خطته يداك …!!
    لك أن تنتقد ما حدث في شاشتكم الرياضية وهو لعمري حقك الطبيعي ومحل تقديرك …!!

    ولكن دعني أحدثك عن تلفزيون السودان الذي جعلته مثالا ًللفشل ومقياسا ك ( ريختر) لقياس حدة الإنزلاقات الإعلامية …..!!

    وإذا قدر لمشهد ( الديلفري ) على الهواء ان يأخذ رقمة
    لتجاوز السبعة على ريختر الحقيقي …ويفوق

    لكن دعني أخبرك عن تلفزيون السودان الذي جعلته مضرباً لمثلك وهدفًا لمزحتك
    ( الثقيلة )

    فقد تأسس هذا العريق في خواتيم العام 1962
    منسجمًا في توثيق مناحي الحياة السياسية والثقافية والفنية والاقتصادية العامرة في ذلك التوقيت بالسودان كواحد من أعرق التلفزيونات في المنطقة …!!

    واستطاع هذه التلفزيون ان يقدم من البرامج ذات العمق والمضمون ماجعل من تعاقبوا على إدارته من أهل العلم والمعرفة والثقافة والحصافة
    وقد تجاوزا حدودنا الإقليمية وعبروا بخبراتهم الي دول الجوار …!!
    ودونك أحد عرابينا الخبير ( على شمو ) والذي كان مستشاراً في ووزارة الإعلام والثقافة بابوظبي …
    وأهل الإمارات متى ما جاءتهم السانحة يذكروا الرجل بالخير …..وقد كرموه أكثر من مره …!!
    وقد كان مذيعاً في هذا التلفزيون ومديرا له
    حاور من خلاله كوكب الشرق أم كلثوم على شاشته
    قبل عقود وفي عقر داره بأم درمان وهي التي وصلت الى كل إذن عربية ودون تطبيق طلبات الطعام وتربعت على المشاعر والقلوب …
    وقد تولى حقيبة الإعلام في بلادي مرتين وكان مستشارًا إعلاميًا يشار له بالبنان ….واستاذاً زائرا في كثير من الجامعات العربية والدولية …!!

    تلفزيوننا يا هداك الله أداره الفخيم ( محمد خوجلي صالحين ) والذي كان أيضاً وزيرًا للإعلام ….ومديرا للإذاعة السودانية …!! وصوت إذاعي يخلب الألباب …!!
    وعندما يتقدم مذيع لاختبار قدراته ويكون ( صالحين ) في لجنة التقييم فذلك أصعب عليه و أشق من مناقشة الدكتوراة ….لمعايير الرجل الصارمة في الاختيار وملامستها السقف …!!
    ويعتبر من مؤسسي إتحاد إذاعات الدول العربية وترأس لجنة البرامج فيها على مدى دورتين وقد كان ينضح مهنيه وعمق ….!!
    هذا الرجل يا عبد الله نال زمالة الإذاعيين العالمية من جامعة سراكيوز عام 1962 ….

    ثم جاء على رأسه أستاذنا ( محمود أبو العزايم )
    وهذا اسمه كرسمه كله عزم وثقة ويعد أحد أساطين الثقافة والصحافة والإعلام في بلادي وعندما يكتب مقالاً فانه يربك دفاعاتك ….قبل أن ينفعك ويحتويك …!!
    وقد كان أيضا مديراً للإذاعة والرجل تقرأه وتسمعة وتشاهد …!!!

    تأتي أنت لتضرب كل هذا الإرث المحترم بهذه
    الإشارة الفجة …..!!

    طيب كنت تسأل ياخ ….!!؟؟

    تلفزيوننا أداره يا رعاك الله …..
    الأستاذ ( حمدي بدر الدين ) والذي يعد أحد ابرز الإعلاميين بكل المنطقة
    فقد عمل مذيعًا في كثير من الإذاعات العالمية والإقليمية وكان صوته يجلجل في اذاعة صوت امريكا ونال من المعارف الإعلامية ما نال في الولايات المتحدة وألمانيا وجاء مديراً لتلفزيون السودان في نهاية السبعينات من القرن الماضي وانشا فيه من الإدارات المتخصصة وقتها ما تتبعة الان كثير من التلفزيونات الحديثة نسبياً …!!

    أود أن أخبرك يارجل بانه كان لدينا برنامج للمسابقات في ثمانينات القرن الماضي يعده ويقدمه هذا الرجل بعنوان ( فرسان في الميدان ….)
    وقد كان سابقاً لزمانه وأوانه وكل برامج المسابقات التي تراها الان ويتفوق عليها فكراً ومضمون ….!!
    ولم يكون مستوردًا أو يحاكي فقد كان سودانياً صميم
    ادعوك لحضور حلقة منه علي ( اليوتيوب ) ستعقد الدهشة لسانك وقتها كيفاً وكماً وحضور
    وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون …!!

    وقد قدمنا للعالم إعلاميين أفذاذ وكبار تخرجو من هذا التلفزيون المدرسة …والذي صال في أروقته وجال جيل من الكبار والكبار أكثر مما تتصور …!!

    هل تعرف البروفيسور عبد الله الطيب ….!!؟
    اذا كنت تعرفه فهذا هو الأصل …!!
    وإذا كنت لأتعرفه فالقصور منك وليس منه ….!!
    فهو أفضل من يعرف عن العربية ومكامنها في تاريخنا المعاصر ….يحاضر أمام الرؤساء والملوك والشعوب بذات القدر من العلم والتواضع
    واسأل عنه أساطين اللغة سيخبروك إن كنتم لاتعملون …!!
    وقد قلدته السعودية جائزة الملك فيصل لإسهاماته المتميزة والنوعية كعالم جليل ونحرير وقد كان له برنامج راتب في هذا التلفزيون الذي ( تنعيه )
    بعنوان ( سير وأخبار ) والذي لو لم يقدم التلفزيون غيره لكفاه …..!!
    وإذا تم عرضه الان في أي قناة فضائية عربيه فقطعًا هو أغلي من برنامج من سيربح المليون …!!
    مؤلفه المرشد الي فهم أشعار العرب وصناعتها قدم في خمسة مجلدات ويعتبر ثورة وثروة أدبية خالدة …!!

    ودونك العابر ( الطيب صالح ) عبقري الرواية العربية ….ونستحي ان تستبقه بلقب …
    ( وهذا تعرفه بالطبع شئت أم أبيت ) …!!
    وقد صال في البي بي سي وقتها وجال ووصل فيها الي اعلى الدرجات الوظيفية ….!!
    هل تعلم أنه وبعد كل هذه المسيرة المذهلة عاد الي بيته القديم في الإذاعة السودانية وهي الشقيقة الكبري لتلفزيوننا ( المعتق ) يجريان سويًا كما النيلين ..ويشربان من ذات الرحيق …!!
    فهل تعتقد انه هكذا قد جاء تائها محتار
    لقد جاء لانه يعلم قيمتها وإرثها والثراء ….!!
    اذاعة انشات في العام 1940
    ( تتوقع منها شنو يعني ..!!!؟؟؟ )
    وانتقل بعدها الي دولة قطر وكيلًا في وزارة إعلامها
    ومشرفاً في أجهزتها ….

    وقد اختيرت رائعته موسم الهجرة إلى الشمال ضمن أفضل مئة عمل أدبي على مر التاريخ الإنساني بالمطلقً ….!!
    ( وهذه لن اذكرك بها ) ….!!

    وقد خرج من رحم هذا التلفزيون ما لا يسع المجال لذكرهم
    فلاتكن سطحيًا وتقحم جهاز بهذه العراقة في مثل هذا المقام وبهذا التوصيف البائس ….!!

    ما حدث في قناتكم الرياضية يستحق الاستهجان لكنك أردت ان تخفف من تركيزه بتلفزيوننا …..وقد اخطات الهدف ….

    ففي هذا التلفزيون ذاكرتنا كأمة …!! وعشقنا كبلد ….
    وله فينا رمزية ….
    وهؤلاء كبارنا ونحن على دربهم سائرون ….!!

    ولعلك تدري عن الشعب السوداني ومدي علمه وثقافته والبيان فلايستوي ذلك مع منتوج تلفزيون فقير لا يرقى لمستواه ….!!

    قد تلمس ثمة قصور (تقني) وبرامجي ….
    فقد ضربتنا الدنيا اقتصادياً لكنها لاتقوى على هزيمتنا معرفياً …!
    حيث نلتقيها في سوح الثقافة والفكر والأدب والعلوم وجهًا لوجه ..رافعين الأقلام والقراطيس …ونعلم أننا عابرون …!!

    إذا ساءك منظر طلبية الطعام في الاستوديو فقد أساءنا
    فمملكة البحرين شقيقة لنا واهلها كرام واكثر فيضاً من شنطة ( ديلفري ) تائهة على شاشة العرض …

    أطلب ثقافة وفكراً وعلوم ….تجدنا على الموعد حاضرين ودون تطبيق ووسيط …

    . واعلم تاريخكم الإعلامي وعرابيه مثل رائد الصحافة البحرينية الأستاذ محمود المردي مؤسس جريدة الأضواء في منتصف الستينات ثم صدى الأسبوع وأضواء الخليج ….ولدي فكرة عن الحركة الأدبية والثقافية في هذا البلد …!!

    وقد غنى هرمنا الكبير عبد الكريم الكابلي أغلى من لؤلؤة بضه صيدت من شط البحرين …( وقيل فضة )
    وهي لشاعر بحريني أظن ان اسمه ( على شريحة )
    حيث التقى النيل والخليج ….!!
    فمالك لا تدري عن النيل شيئا…
    ولأشقائنا هناك سلام وتقدير …

    فنحن نفصل الأشياء ولن نأخذهم بجريرتك وليس لنا في مواجهتك عذر …!!

    إن عدتم …عدنا …!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *