عبد الله مسار يكتب.. مستشفى فضيل

عبد الله مسار يكتب: مستشفى فضيل

البروفيسور سليمان صالح فضيل، هو الطبيب الإنساني الذي ولد وترعرع وعاش في مدينة الفاشر، ذلك البدوي الذي عاش في بادية شمال دارفور، وأبوه عمنا صالح صالح فضيل، مارس مهنة الطب كمساعد طبي وجاب كل دارفور، وعلّم أبناءه جميعاً علماً مُتقدِّماً وينتفع به، وجميعهم درسوا الجامعات ووصلوا أعلى وأرقى درجات العلم.

بروفيسور سليمان صالح فضيل هذا الطبيب الإنساني، الذي تعلّم العلم حتى وصل الأستاذية في علوم الطب، وتخصّص في الباطنية وعلم المناظير، وهو رجلٌ بسيطٌ ومتواضعٌ وإنسانيٌّ، وصاحب أدب رفيع وعلم جم وخُلق، وهو رجل لطيف ومرح وصاحب دعابة، ورجل مواصل مع أهل السودان وخارجه.

هذا الرجل أنشأ هذا الصرح العملاق مستشفى فضيل، وهو اسم على مسمى، صرح طبي كبير.

جئت إلى هذا المستشفى مستشفياً ومريضاً يوم الجمعة ٢٠٢٣/٣/١٧م إلى قسم الحوادث لحالة مرض طارئة احتاجت إلى إجراء عملية جراحية عاجلة، واُستقبلت استقبالاً كريماً بشوشاً من أطباء الحوادث، وبدأ معي الجميع كل الإجراءات من تشخيص وتحاليل طبية وفحوصات عامة، واستدعى الطبيب اختصاصي الباطنية وقام باللازم نحوي وبسرعة، رغم أن اليوم جمعة، ومعلوم أنها عطلة رسمية، واحتاج الأمر إلى استدعاء الطبيب المختص والطبيب الجراح، وكذلك اختصاصي التخدير وكل الفنيين والكوادر المساعدة والممرضين، وأُجريت لي عملية عاجلة وأدخلت الحجرة عاجلاً،

ووجدت اهتماماً منقطع النظير من العاملين في المستشفى، الذي يكتظ بالمرضى رغم أنّ اليوم عطلة، ولكن لاحظت الوجود المكثف لكل التخصصات المطلوبة من أطباء في تخصصات مختلفة وكوادر مساعدة وفنيي معامل وتحاليل، ولاحظت وجود أسِرّة جَيِّدَة للذين يرتادون الحوادث قبل تحديد إلى أيٍّ من الغرف يتجه المريض، أيضاً لاحظت النظافة والنظام داخل المستشفى من الاستقبال حتى دخول الغرف وحتى العمليات، وواضحٌ أنّ النظام الإداري في المستشفى مُنضبطٌ ومُتطوِْرٌ، وواضح أن المستشفى تقوم عليه إدارة فاهمة وواعية ومتابعة. وصحيح أنه صرحٌ اقتصاديٌّ، ولكنه خدميٌّ وإنسانيٌّ، يؤمه عددٌ مهولٌ من المرضى، وفيه عناية فائقة.

وأنا هنا أشكر، الطبيب الجراح واختصاصي الباطنية واختصاصي التخدير والكوادر الطبية المساعدة والعاملين في المستشفى، الذين اهتموا بي جداً، وأشكر البروفيسور سليمان صالح فضيل، على هذا الصرح الخدمي الوطني العملاق، وأعتقد من رأى ليس كمن سمع.

واستطيع أن أقول، من خلال تجربتي هذه، على الدولة أن تسهل مهام القائمين على الخدمات الطبية والتعليمية لتسهل على المرضى وجود خدمات طبية وطنية بدلاً من السفر إلى الخارج والصرف بالعملة الصعبة، وممكن نفس الخدمة وطنياً، فقط لو وجدت العناية والاهتمام.

شُكراً لمستشفى فضيل، وشُكراً للعاملين فيه، وشُكراً للبروفيسور سليمان صالح فضيل، ونسأل الله تعالى الشفاء العاجل لكل مريض،

ومزيداً من التقدم لهذا المستشفى، ولكل مُؤسّساتنا الصحية.

تحياتي،،،

مقالات ذات صلة