هاجر سليمان تكتب .. (زاندا)

هاجر سليمان تكتب: (زاندا)

مسلسل (زاندا) وعدد من المسلسلات الرمضانية التى تعرض الآن على شاشة التلفزيون، تعكس واقعاً سودانياً حقيقياً نعيشه الآن.
الممثل البارع احمد الجقر اجاد اداء دوره ببراعة فى المسلسل، وما دار فى حلقات المسلسل اصبح يعكس واقعنا.. مستشفيات بلا رحمة ومرضى يجأرون بالشكوى من المرض ولا مستشفى يستقبلهم. وامثال هذه الحالات كثيراً ما تمر بنا، فتجد اسرة تحمل مريضها وتبحث بين المستشفيات ولا تجد مستشفى يستقبله، والسبب ان المستشفيات العامة باتت تسيطر عليها ادارات رديئة وباهتة همها الاول والاخير الصراع حول الكراسى والسيطرة عليها، فتجد اطباء يتصارعون حول المناصب صراع الافيال الذى يتسبب فى ضياع الحشائش الصغيرة وهم المرضى، اما المستشفيات الخاصة فحدث ولا حرج، فقد اصبحت عبارة عن فنادق وقبلة للجبايات وتحقيق الغنى السريع، فالمستشفيات الخاصة عبارة عن غول يلتهم كل من حوله، وترفض دخول المرضى اليها الا اذا كانوا من الطبقات الثرية والاكثر مالاً القادرين على دفع المال.
ومهنة الطب اصبحت لدى بعض الكوادر الطبية مهنة لجمع المال وتحقيق الغنى السريع والمكاسب الشخصية، وتجرد بعض الاطباء من المهنية والاخلاق، حتى أن كثيراً من المرضى يلقون حتفهم على ابواب المستشفيات الخاصة التى ترفض استقبالهم لعدم تمكنهم من دفع مبالغ طائلة وأمنيات لزوم تلقى العلاج، وبلغت تلك المستشفيات مبلغاً من الجشع بأن تم احتجاز جثمان ومنع اهله من استلامه الا عقب تسديد المبالغ المطلوبة منهم.. ويا هو ده السودان.
حكاية مضيعة الاموال فى المقامرات ولعب الميسر واردة، وهنالك نماذج كثيرة لاشخاص فقدوا ما لديهم من اموال جراء ممارسة الحرام واللهو والعبث.
اما حكاية الاسر التى تخلت عن الاقارب فهذا حادث فى مجتمعنا، وللاسف الآن هنالك اسر تخلت عن صلات الدم والقربى، فتجد العم لا يسأل عن ابناء اخيه والخال يتخلى عن ابناء أخواته وتنقطع صلات الدم والقربى، وبعضهم يتواصل من اجل المصلحة، اما فى حال كانوا فقراء فالجميع يتخلى عنهم حتى الاعمام والاخوال والمقربين، وباختصار كل ما يدور في مسلسل (زاندا) عبارة عن دراما حقيقية مستقاة من وحي المجتمع السودانى، وبامكاننا ان نقول ان الدراما السودانية الآن تخطو خطى حثيثة نحو التقدم والمنافسة والطرح الهادف.
وبالطبع رمضان هذا العام شاهدت فيه لقطات لعدد من المسلسلات السودانية، وحقيقة هى جذابة، وحتى المقطع المتعلق بفتاة الليل الذى وجد صدى واسعاً وردود افعال ليس مقطعاً خيالياً، وانما هو قصة حقيقية من واقعنا وتحدث بصفة دائمة، والآن ما أكثرهن فتيات الليل اللائى امتهن البغاء لاعالة اسرهن.
وامثال هذه الظواهر يجيء تشريحها والعمل على حلحلتها بدلاً من كيل الاساءة والتعجب والضحك والجعجعة في الفاضى، فهؤلاء الفتيات لكل واحدة منهن قصة مختلفة قادتها لهذا الطريق الشائك الذى اصبح بالنسبة لهن مصدر دخل.. فبعضهن مات دعائلهن الوحيد وبعضهن يفعلن ذلك من اجل اعالة ام مريضة واخوة اطفال، وهناك الكثير من القصص التى يجب ان نقف عندها.
كسرة:
يا الفنان احمد المأمون ما عافية ليك كلو كلو.. غايتو بشتنت اغنية (ولى المساء) دى جنس بشتنة.. غايتو الفنان الراحل سيد خليفة لو كان حياً وسمعك بتغنيها كده حيمشي يشتكيك ويمنعك نهائياً من ادائها.. فالاغنية جميلة فقط اداؤك ضعيف جداً.. والغريبة ما في زول نبهك، فالاغنية جردتها من الاحساس العميق المحيط بها

مقالات ذات صلة