منوعات الجمعه-مطلوب عريس بابا جدو.. “الشوجر دادي” .. ظاهرة خطيره تجتاح أوساط البنات في مصر

وكالات- اثير نيوز
رصد- ناهد

وكأن رواية “العذراء والشعر الأبيض” لم تكن فقط من وحى خيال الروائى الراحل “إحسان عبد القدوس”، فمع تطور العصر تغير الكثير ولكن ظل “الشعر الأبيض” يُغرى الفتيات.
“الشوجر دادى”.. مصطلح يطلق على علاقة ترتبط بين الشابة الجميلة الصغيرة وثرى كبير فى السن.

تحول المصطلح الى ظاهرة اجتماعية فى مصر من خلال ارتباط الشابات بكبار السن من الأثرياء، والعزوف عن الارتباط بمن فى مثل سنهن، لعدم قدرته على تحقيق احتياجاتها المادية.

▪︎لم يعد الجمال والعضلات محط أنظار الفتيات

أصبح سن الشباب وحده.. ليس المطلوب حاليا. بل لم يعد محل إغراء للفتاة.. فلا الجمال ولا الطول ولا العضلات التى تقوم ببنائها فى الصالات الرياضية، يجعلك محط انظار الفتيات. وإنما أصبح الطلب على “الشوجر دادى”، الذى يستطيع ان ينفق الكثير من المال على الفتاة، وينقلها من مستوى اجتماعى الى آخر فى غمضة عين.
وربما ترجم هذا المفهوم، أحدث أغنية للفنان محمد قماح، والتى حملت عنوان “أنا مش نجيب ساويرس”! جاءت كلمات الأغنية اشبه بصرخة يطلقها الشباب فى وجه الفتيات، بأنهم لا يملكون ثروة كبيرة كالتى يملكها الرجل الثرى القادر على تنفيذ رغباتها المادية.
▪︎فتيات انستجرام
بحسب استشارى الصحة النفسية، دكتور “ابراهيم مجدى”، فإن هذه الظاهرة التى دخلت المجتمع المصرى مؤخرا، بسبب المسلسلات وأفلام نتفليكس، وتأثيرات العولمة، وما يتم بثه من قصص على مواقع التواصل الاجتماعى مثل انستجرام، لقصص ارتباط تجمع بين فتاة شابة مع رجل كبير فى السن، وتبدأ بنشر صور لها وهى تتلقى الهدايا القيمة تارة.. وهى ترافق فى رحلاته حول العالم تارة اخرى. ما يجعلها من المؤثرين على السوشيال ميديا.. وبالتالى أصبحت تلك المشاهد غير فجة.. بل أصبحت تشجع الفتيات على هذا الأمر.
أوضاع اقتصادية سيئة .. وشهوة الهيمنة
يقول “ابراهيم”، “هناك ما يعرف بعلم النفس الاقتصادى، وهو الذى يجعل الفتاة تواجه أوضاع اجتماعية أو اقتصادية، تفوق قدرتها على التحمل، وتريد ان تعيش حياتها بشكل مريح، فتلجأ للدخول فى هذا النوع من العلاقات، وذلك يرجع إلى التفاعل الحادث بين سوء الاوضاع الاقتصادية، والخبرة الحياتية المحدودة، إلى جانب عدم القدرة على تحمل ضغوط الحرمان”.
نقطة هامة أخرى يذكرها “ابراهيم”، وهو ان “الشوجر دادى”، ايضًا يبحث عن مشاعر مضطربة. يريد اشباعها بداخله. مثل الاستمتاع بخضوع تلك الفتاة الصغيرة له. ويشعر بلذة هيمنته عليها، فى تصرفاتها وكل ما يخص حياتها.. وهو ايضًا من السلوكيات التى تشير إلى الاضطرابات النفسية لديه.
▪︎الجنس أيضًا قد يكون سبب..
أشارت إحدى الدراسات، إلى أن من أسباب اقبال الشابات بالدخول فى علاقات عاطفية مع كبار السن، يكون من التجارب الفاشلة التى عاشتها الفتاة مع الشباب. فضلاً عن بعض الفتيات ينجذبن” للشوجر دادى” على المستوى الجنسى، ويكون ذلك نتيجة لاستدعاءات داخلية لدى الفتاة تجعلها تشعر بالاحتواء أثناء العلاقة والإشباع، من قِبل ذلك الرجل الذى مر بتجارب كثيرة،  بجانب الدعم المادى الذى يوفره لها”.
من زواج القاصرات للأثرياء المسنين.. الى علاقات الشوجر الدادى الكاجوال
▪︎يرى الدكتور ابراهيم، أن الشوجر دادى، عرفته مصر بمفهوم آخر قديما، عندما كانت الفتيات القاصرات فى القرى، يتم تزويجهن الى الأثرياء الكبار فى السن من الخليج، أو يتزوجها العمدة، والذى يكون هذا الزوج المُسن.. هو بوابة عبور الفتاة من حياة الفقر الى الرفاهية.
▪︎تناولت السينما والمسلسلات هذه القضية بشكل كبير. كان آخرها مسلسل “زواج القاصرات” حيث عمدة احدة القرى يتزوج فتيات صغيرات من أسر فقيرة، فتكون الفتاة طوق النجاة لها ولأسرتها نحو حياة مليئة بالمال والذهب.
ولكن.. لم يعد الفقر وحده سبب الارتباط بكبار السن
▪︎بدأ المجتمع المصرى يشهد انتشار تلك الظاهرة بشكل علاقات مفتوحة خارج الاطار الرسمى للزواج، بين فتيات شابات يحملن مؤهلات عليا ويعملن فى وظائف جيدة، ومن أسرة ليست بالفقيرة.. ومع ذلك يبحثن عن “الشوجر دادى”.
▪︎برأى دكتور ابراهيم، أن الشوجر دادى هنا هو رجل يملك موارد وخبرات، ويبحث عن تجديد شبابه مع فتاة لديها طموحات مادية. مما يجعل العلاقة قائمة على المصالح والمنافع المشتركة. يقول: “لا يوجد فى تلك العلاقة شخص واقع عليه الظلم.. فالرجل لن يتزوج الفتاة وهى تعلم بذلك وتوافق طالما يلبى كافة طموحاتها المادية”.
بحسب رأى “ابراهيم”، أن هذا الرجل الكبير فى السن، الذى اهملته الزوجة.. يبحث عن الحنان حتى وان كاذبا، وهى بالمقابل تجد عنده العاطفة والحنان مضاف اليه التدفق المالى فيتبدلان المصالح ويعيشان حياة تكافلية”.

▪︎“الشوجر دادي” فى عالم السوشيال ميديا
فى البحث عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعى اثناء البحث عن معلومات حول تلك الظاهرة.. وجدنا أنه هناك 3 مراحل يعيشها الرجل المُسن، قبل أن يحظى ببلوغه مرتبة الـ (هوني دادي) النادرة والأعلى فى الدرجات عند الفتيات الشابات.

▪︎والـ (هونى دادى).. أعلى تصنيف في هذه الفئة من الرجال، فهو في البداية يُصنَّف كـ (سبليندا دادي)، يمتلك إمكانات مادية محدودة، ويعمل جاهدُا للفوز باللقب المنشود، من خلال استغلال المُناسبات للظهور وجذب الفتيات اليه”.
كلما قام بزيادة التدفق المادى للفتاة، يبدأ فى الانتقال الى درجة الشوجر دادى، وهنا عليه الالتزام بعدة قواعد، منها تخصيص جزءًا ثابتًا ومحدودًا من دخله لإسعاد الفتاة.
▪︎أمَّا الدرجة الأعلى.. فهو الـ (هوني دادي) الرجل الكريم، الذى لا يوجد حدود لدخله، يحقق للفتاة كافة احتياجاتها، ينفق بسخاء وعطاء لا حدود له.

▪︎”الشوجر دادي..” بين المظلومية والدخول فى الاكتئاب-
يقول الدكتور ابراهيم، في هذا النوع من العلاقات تتظاهر الفتاة بأنها ليست سيئة السلوك، وتبدأ فى وضع تبريرات بعيدة عن هدفها المادى.. يقول :” تجد الفتاة تقول أمثلة لتمنح نفسها الراحة النفسية مثل، انا احبه بالفعل.. فقدت والدى فى سن صغير وانا ابحث عن الحنان.. أبى انفصل عن والدتى وانا اشعر بالضياع ولا أحد يفهمنى مثله.. بل ويصل الأمر ان الفتاة تقنع نفسها بأنها ستجعله مع الوقت يتزوجها.. وهو ما لا يحدث ولن يحدث”.
ويرى أن هذا النوع من العلاقات القائمة على المصالح، نوع من الاضطرابات النفسية والتى قد تسبب للطرفان فيما بعد، الشعور بالذنب والذى قد تمتد آثاره الى الدخول فى مراحل من الاكتئاب.

■يختتم حديثه قائلا: “نصيحتى للفتاة أن تبدأ حياتها بمن في سنها،”فالشوجر دادي” عاجلا ام آجلا سيتركك وحيدة في أخر المطاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *