مساحة حرة: مبارك الكودة يكتب: كلامكو حلو إلّا فعلكو شين !

الخرطوم- اثير نيوز
عبارة مليانة قالها الخليفة عبد الله ود تور شين في موقف معين ، ولكنها تصلح لأن تظل معياراً للمقارنة لكل من يخالف فعله قوله ، ولذلك اقتبستها دليلاً علي تباين أفعال وأقوال ممن هم علي سدة الحكم اليوم أصحاب( الكلام السمح والذي يتبعه الفعل الشين ) وليعذرني القاريء فما قصدت بالتشبيه المعني القريب لمقولة الخليفة وهو يخاطب أولئك الرعايا كنوع ، إنما قصدت المعني الشامل والبعيد ، وقد تبدو صفة
( شين ) واضحة في سلوك الحليفين من العسكر والمدنيين ، ولا أظني في حاجة لأدلة تفصيلية فالمخرجات الكلية خير دليل لإثبات ما ذهبت إليه ، فالواقع الاقتصادي والسياسي والأمني المتردي بهذه الصورة المخيفة يوماً بعد يوم خير شاهد علي ذلك ، بالأضافة الي بعض الأدلة الأخري والتي نجدها في أقوال بعض النافذين في مظآن الفضاءالإسفيري العام والخاص ، وإذا أتيحت لك فرصة الحديث مع بعض المدنيين فرادي من المنتمين الي نسخة قحت القديمة والنسخة المعدلة بعد سلام جوبا ، فستسمع قدحاً في كل مؤسسات الحكم بصورة تؤكد أننا نعيش في ظل دولة مضطربة وكذلك سيحدثك الأخوة العسكر إذا جالستهم عن كمية العمالة والارتزاق والخيانة التي واجهتهم في هذين العامين مما يزكم النفوس ٠٠٠٠الخ ، ولذلك فهذه الحكومة وبهذا التحالف الهش والمضطرب لا تصلح لتأسيس دولة القانون والمواطنة ، ولكي يبقي الوطن متماسكاً لابد من مواجهة هذه الحقيقة بمسئولية ٠
وها نحن قد تجاوزنا العامين ولا أحد يدري متي ستُجري الانتخابات ، ولم نسمع مجرد مفردة إنتخابات في كل منتديات هؤلاء القوم عسكريين وتنفيذيين وسياسين ، مع العلم بأن التحالف مهمته في الأساس هي الانتقال بصورة سلسلة من دولة الثورة الي دولة المواطنة والقانون ، والمتأمل لهذا الحلف وما يعتريه من تشاكس وتنازع لا أعتقد أنه سيتخلي عن السلطة بالتي هي أحسن ، ولو أدي ذلك الي الانهيار الكلي للدولة ، فالتحالف تحكمه موازنات يخشي الطرفان من إنهيارها فتقع ورقة التوت وتنكشف السواءات ويصبحوا بعد ذلك علي ما فعلوا من النادمين ، ولكي تبقي هذه الورقة في مكانها يجيد التحالف اللعبة السياسية التي تحكمها شعرة معاوية بين الطرفين مما يؤدي بنا الي خيارات حتمية ومخيفة تتمثل في :
١/ خيار ثورة الجياع والحروب الأهلية والفوضي العارمة والانفلات الأمني العام
٢/ خيار الحكم العسكري الذي تفرضه هذه الفوضي وفيه عدد من السناريوهات الواقعية
عندئذٍ من تحالفات و توازن للقوي بعد الاقتتال بين القوات المسلحة وحميدتي وحركات سلام جوبا والخلايا النائمة و٠٠٠٠٠ الخ
٣ / خيار أن يصبح السودان عدة دويلات وقد بدأت مؤشرات هذا الخيار تتضح شيئاً فشيئاً حتي عند مثقفي وسياسي الأقاليم التي كانت تعتقد أن مجرد الحديث عن خيار الانفصال يعد جريمةً في حق الوطن ٠
ربما يقول المستفيدون من هذا الواقع أن هذه نظرة تشاؤمية ، ولهؤلاء أقول بل هي نظرة واقعية ومسئولة ، ولا علاقة لها البتة بالعاطفة وتنمق الكلم ، خاصة ممن هم خارج جغرافية الوطن مع كامل إحترامي وتقديري لهم ولدورهم الفاعل في الثورة ، إلّا أن الجمرة كما يقول المثل بتحرق الواطيها فليتهم قالوا خيراً أو صمتوا ٠
ولتجاوز هذه السيولة في الحكم أختم قولي بما ظللت أردده دائماً منذ سقوط الإنقاذ وهو تسوية الصف والذي هو من تمام أي عمل صالح ، وأن اعتصموا بحبل هذا الوطن جميعاً ولا تفرقوا فيه فإنه يسع الجميع ، وليكن شعار المرحلة القادمة (المصالحة الوطنية ) قبل أن يقع الفأس في الرأس وتجربة جنوب أفريقيا ورواندا خير مثال(ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) ونسأل الله أن يحفظ السودان وأهله ٠

مبارك الكوده
٢٧ / فبراير / ٢٠٢١

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *