تباينات حول مبادرة عقار بشأن وقف الحرب والحل السياسي

تباينت المواقف والآراء بين القوى السياسية والمدنية بشأن خارطة الطريق التي طرحها مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة و تضمنت وقف الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية وصولاً إلى الحل السياسي وتشكيل حكومة تسيير أعمال فيما هاجم منسوبو المؤتمر الوطني المحلول وقوات الدعم السريع المبادرة .

قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي طاهر المعتصم لراديو دبنقا إن المبادرة التي طرحها مالك عقار خطوة إيجابية تتسق مع منبر جدة ومبادرة الاتحاد الافريقي والإيغاد ومبادرة دول جوار السودان.

وأوضح إنه يعتقد إن عقار طرح المبادرة بالتشاور مع قيادات الجيش وإنها تعكس رؤية الحكومة السودان، وأعتبرها محاولة لتحريك الأوضاع، وقال إن بمثابة إلقاء حجر في البركة الراكدة، في ظل الجمود الذي يشهده منبر جدة وبقية المبادرات.

وأكد إن رفض قوات الدعم السريع للمبادرة سيؤدى لتطويل الحرب ، وقال إن هجوم المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية على المبادرة يأتي في إطار الرسائل التي وجهها مالك عقار لهم التي طالبهم فيها بمراجعة تجربتهم ووصف بضاعتهم بالكاسدة.

ذر الرماد في العيون

من جانبه قلل الخبير القانوني صالح محمود من أهمية مبادرة مالك عقار بشأن وقف الحرب واعتبرها ذر للرماد في العيون متوقعاً عدم التجاوب معها.

وأشار في مقابلة مع راديو دبنقا إلى جدل حول أهلية مالك عقار حيث تم تعيينه بواسطة رئيس الانقلاب البرهان. وقال إن الجيش لا يحتاج إلى مبادرات بإمكانه وقف الحرب فوراً ولو من طرف واحد، وقال إن قرار وقف الحرب ليس في يد البرهان أو مالك عقار بل في يد تنظيم الإخوان المسلمين داخل الجيش .

المبادرة تضمنت ايجابيات

من جانبه قال محمد عصمت رئيس الحزب الاتحادي الموحد والقيادي في الحرية والتغيير لراديو دبنقا إن خارطة الطريق التي طرحها مالك عقار، لم تطرح على الحرية والتغيير والقوى الموقعة على الاتفاق الإطاري، وأكد إن المبادرة تضمنت ايجابيات منها الإقرار على مبدأ التفاوض كوسيلة لحل الصراعات، والاهتمام بالجوانب الإنسانية وايصال المساعدات بجانب الرسالة التي وجهها عقار لمنسوبي النظام السابق بمراجعة تجربتهم، ولم يستبعد أن تشكل خارطة الطريق التي طرحها عقار بادرة من النظام الحاكم للتوجه نحو طاولة التفاوض.
وقلل عصمت من أهمية حديث عقار عن تشكيل حكومة لتسيير أعمال، مؤكداً إنها لن تجد قبولاً واعترافاً من أي جهة.

من جهة أخرى قال محمد عصمت إن الفترة المقبلة ستشهد ظهور أكبر وأوسع جبهة مدنية تضم كل قوى الثورة والتغيير.

وأوضح في مقابلة مع راديو دبنقا إن الجبهة المدنية الموسعة مفتوحة أمام جميع الأحزاب والمنظمات المدنية والمجتمعية الرافضة للحرب وانقلاب 25 اكتوبر وتستثني المؤتمر والوطني وحلفاءه.

وأوضح إن اجتماعات أديس أبابا أمنت على رؤية سياسية لبناء الجبهة المدنية الموسعة وسيتم طرحها خلال الأيام الماضية لكل القوى لتضع عليها لمساتها ومقترحاتها لتصبح خارطة طريق للجبهة المدنية الرافضة للحرب.

مقالات ذات صلة