“مايكروسوفت ميش”.. هل تطيح تطبيقات التواصل عن بعد؟

أعلنت شركة التكنولوجيا الرائدة “مايكروسوفت” عن خدمتها الجديدة “ميش” للتواصل عن بعد، وهو ما أثار جدلا واسعا حول مميزاتها وما قد تحدثه من تغير في سوق تطبيقات العمل عن بعد حول العالم، في ظل جائحة كورونا.

وبحسب بيان صادر عن الشركة، فإن “ميش” تساعد مستخدميها من الالتقاء معا في آن ومكان واحد، متجاوزة كل الحدود والفواصل الجغرافية والزمانية على شكل “أفاتار” أو صور ثلاثية الأبعاد.

وفي هذا الصدد، يقول الخبير التقني الموريتاني الولي ولد الداه، إن “الخدمات التي تريد ميش إضافتها تعتمد على تقنيات مثل الواقع الافتراضي والحقيقة الزائدة وأيضا الواقع المختلط، إضافة إلى خوارزميات من الذكاء الاصطناعي، وكلها تقنيات موجودة منذ عدة سنوات وليست حكرا لشركة مايكروسوفت”.

وأضاف في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” أن “(ميش) سوف تعجل من حركة المنافسة والمضي قدما في تطوير مثل هذه الخدمات، خصوصا مع التغير الجذري في طريقة العمل الذي أحدثه فيروس كورونا، والذي سوف يتواصل حتما في المستقبل لأن الشركات يمكنها أن توفر أموالا طائلة باللجوء إلى العمل عن بعد”.

وفي السياق نفسه، يقول المدون التقني المصري محمد عادل، إن “(ميش) منصة للتواصل التفاعلي بين الأشخاص عن بعد والتي تسمح بالمشاركة في إتمام المهام والتفاعل على التصميمات المختلفة في الواقع المعزز والافتراضي، وذلك عبر استخدام نظارات ذكية بحيث يكون التواصل أشبه بالاتصال المباشر وكأن الأطراف في نفس المكان، بحيث إذا كان هناك اثنان يعملان على تصميم ثلاثي الأبعاد، يمكن لأحدهما إضافة لمسته على النموذج الموجود عند الآخر وكأنه في نفس المكان”.

ويوضح المدون المصري في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” أن “سبب التسمية Mesh، لأن فكرة المنصة تعتمد على تواصل المستخدمين بسهولة عبر (شبكة) واحدة تجمعهم جميعا في الوقت الفعلي وبشكل تفاعلي، كما أن المنصة تعتمد على فكرة الهولوجرام، بحيث أن الشخص يرى من يتواصل معهم في هيئة شخصية افتراضية Avatar ليتفاعل معهم، وهي أقرب لشبكة فيسبوك الاجتماعية للواقع الافتراضي Facebook Horizon”.

ويؤكد عادل أن “مميزات (ميش) تجعلها منصة فريدة من نوعها مقارنة بمنصات الاجتماعات عن بعد مثل زووم ومنصات مايكروسوفت نفسها سكايب وTeams، لأن جميعها يعمل بمنظور 2D وغير تفاعلي”.

مخاطر القرصنة

وفيما يخص النموذج الاقتصادي للمنصة، يرى الولي ولد الداه، أنه “سيكون على مستويين على الأقل، أحدهما للشركات بمقابل مادي وسيكون أكثر تأمينا ويقدم خدمات أكثر، أما المستوى الثاني فهو الخدمة الشخصية للأفراد وربما تكون مجانية إلى حد ما ولكن قد تكون أقل تأمينا وأيضا مقابل خدمات أقل مما هو موجود للشركات”.

ويعتقد محمد عادل أن مايكروسوفت ستحرص على تطبيق أعلى معايير الخصوصية وتأمين بيانات المستخدمين، “لكسب ثقة قطاع الأعمال وفرض الهيمنة على سوق وليد بلا منافسين تقريبا حتى الآن”.

ولكن يحذر ولد الداه من أن “قرصنة خدمة ميش ستمكن القرصان من انتحال هوية الأفراد وكذلك الحضور بشكل ما في أماكن لا يفترض أن يتواجد بها ناهيك عن الخطر المحدق بالبيانات وانتهاك الخصوصية لأغراض تجارية”.

قابلية الانتشار

يتوقع عادل أن “المنصة الجديدة ستكون قادرة على إحداث ثورة في عالم العمل والدراسة عن بعد”، معتبرا أن “اتخاذ مايكروسوفت خطوة إتاحتها عبر الموبايل والكمبيوتر وعدم قصرها على النظارات الذكية خطوة غاية في الذكاء، لأنها ستسمح بوجود عدد ضخم من المستخدمين الذين يمكنهم تجربة المنصة، بحيث أنهم عندما يلمسون مدى ثراء التجربة، يشجعهم ذلك على المبادرة للحصول على التجربة الكاملة بترقية تجربتهم باقتناء نظارة ذكية”.

وأوضح أن “منصة مايكروسوفت الجديدة تدعم العمل على معظم نظارات الواقع الافتراضي المتاحة في الأسواق بالفعل وليست نظاراتها الخاصة HoloLens 2 فقط”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *