تقرير .. الارضه التي أكلت الاوطان

لم تمضي اتفاقيه اوسلو والعقبه الا وقد ايقن الصهاينه ان عقبتهم الكؤد هي هذه الشعوب الرافضه للتطبيع وليس فقط حكامها والا ما الذي يجمع انسان السودان مع انسان اليمن في كرهه لاسرأئيل وبالمقابل فان أسرائيل ليست فقط الطفل المدلل لامريكا وأنما اسرائيل يد امريكا والغرب الاستعماري في اهم منطقه غنيه بالموارد في العالم ويجب الا تطالها يد الاعداء المنافسين وعليه فان وجود اسرائيل هو جزء من الامن القومي الغربي. كل هذه العناصر شكلت مشروعا امنيا كبيرا استخدمت فيه اسرائيل والغرب عمليات اشبه بالخوارزميات حتى تمضي بلا نسق واضح ولكنها مع الايام تتشابك ليكون مشروعا يطيح ببعض هذه الشعوب وبعض الحكام الممانعين للوصول الي شعوب بلا اوطان او تحت طائل الفقر والفتن والصراعات. ثلاثون عاما او اكثر من العمل المتواصل بحجم مهول من الامكانيات الماديه والبشريه والذي يشارك فيه الجميع. وعلى صدد الحديث عن السودان سأركز على بعض النقاط المرتبطه به.

اولا شكل انقلاب الترابي وتنفيذه لبرنامجه السياسي صدمه كبيره لمعسكر الاعداء كونهم كانو قد بدأو لتوهم لمشروعهم الكبير فكان بمثابه محطه رده لما يراد التوصل له عبر شعاراتها الاستعدائيه للهيمنه الامبيرياليه. فكان المشروع الامبيريالي العسكري في التسعينات الذي حاولو به كسر الدوله السودانيه وفشل بسبب تضحيات شباب انصار الترابي.
ثم كان مشروع الحصار الاقتصادي والذي نجحت الحكومه السودانيه بتخفيف اثره اولا باستخراج البترول وثانيا بالتحايل على المقاصه الدوليه بفتح الحسابات الحكوميه باسماء افراد او شركات في دول مجاوره وايجاد بعض الحلول لتخطي الحصار.
ثالثا وهي اهم مرحله فتح جبهه اخرى بعد الجنوب في دارفور
رابعا انشاء شبكه مواليه للعدو داخل جسم الاسلاميين انفسهم كان لها دور كبير في توسيع رقعه الفساد ونشره على الملاء كاداءه لتوسيع قاعده المستفيدين وجعلهم اشبه بعصابه اقتصاديه مهيمنه والتي كان مدخلها هو حسابات الحكومه السودانيه الماليه التي الت لشركات خاصه بغيه تخطى العقوبات الاقتصاديه ثم توسع الامر حتى طالت الكثيرين.

خامسا صاحب هذه الفتره دخول الامارات كحليف قوي للمشروع الامبيريالي في المنطقه فتم وبمساعدتها مشروع اضعاف الاقتصاد السوداني في اواخر الخمسه عشر عاما الاخيره عبر التلاعب بالعمله المحليه وصناعه التضخم مما ادى انهاك الدوله السودانيه وافقارها وزياده شرائح الفقراء وسط عالم صاخب من الكماليات وبالاخص ما يخص جيل الشباب مما يجعل استقطابهم سهلا.

سادسا تمت صياغه مشروع سياسي من معارضي النظام القائم ان ذاك وجندت له منصات اعلاميه داعمه في اخر عشره سنين من عمر نظام البشير.
سابعا تمكنت شبكه العدو داخل النظام الحاكم من اختراق الرئاسه نفسها استطاعت في ذات الوقت انشاء علاقه مع ازرع عسكريه داخل المؤسسه العسكريه بل و اقناع الرئس البشير وتحت الضغط والتحكم في قراراته من تمرير تكوين جناح عسكري جديد (الدعم السريع) مقابل مؤسسه الدوله ذات الثقل للاسلاميين المتمثل في هيئه العمليات. وقد قام هذا الزراع بتوريط الحكومه السودانيه في مجازر اخرى متعمده بغرض توريط النظام بجرائم حرب.

ثامنا تم تهيئه الداخل بمشاريع اجتماعيه تتعلق بالحقوق والحريات وسخرت لهذه التهيئه الامكانيات لتوظيفها في تشكيل وجدان شعبي وسط جيل الشباب والجامعات للرغبه في انتزاع اسقف اعلى للحريات كما لعبت شبكات العدو داخل جسم النظام من توسيع وسائل الترفيهه والحريات الشخصيه وعصابات المخدرات من صناعه مناخ مناسب للحريات والذي كانت تنقصه الضمانات ببقائها واستدامتها كنظام مقنن لا يمكن الارتداد عليه كماجرت العاده احيانا بالحملات التي تشن ضد الظواهر السالبه.

تاسعا. تمت صناعه مشروع سياسي من كل العناصر السابقه بعلمها او من دون علمها بالتنسيق المباشر او بالعمل المنفرد لكل مكون وكل ذلك تشرف عليه اداره المشروع المسؤله عن اجهاض الدوله السودانيه هذا المشروع سقفه هدم مقومات الدوله باعتبارها ادوات للخصم السياسي الاسلاميين واقامه دوله جديده بمؤسسات جديده تكون مضمونه الولاء لمشروع الدوله الجديد.

عاشرا كانت عقبه الجيش السوداني الذي هو المؤسسه التي يمكن ان تتصدى لعمليه السقوط الكليه للدوله السودانيه وبفضل شبكه العدو الداخليه تم تنفيذ خطوات تؤدي الي تأكله بوتيره اكبر مما كانت في عهد الرئس البشير خصوما بعد اختراقه بواسطه عملاء العدو داخل القصر الرئاسي. كما تم تبني الفصيل الجديد الموالي للعدو بتمويل صناعته كجيش بديل يطيح بعمليه عسكريه بالجيش السوداني على اسؤا الفروض ان تعصى اذابه الجيش السوداني بمجموعه من المشاريع السياسيه كتصفيته بالتدريج من بعض مراكز القوى فيه او اي اتفاقات تلجمه وتطيح بقياداته المناوئه للمشروع الامبيريالي.

اخيرا فان لتحجيم العدو لاي متدخل لتعزيز موقف الدوله السودانيه امام ماتواجهه من عدوان بغرض اسقاطها هو دورا خارجيا لنفس العدو الداخلي وهم بذلك (العدو من الدول الامبيرياليه وذراعهم في المنطقه اسرائيل وحلفائها من دول الخليج) يسعون للوصول للهدف وهو مشروع اللاوطن ومشروع كسر الشعب نفسه بحاله الشتات والافقار والتهجير لينهي بذلك احد ازرع المقاومه للصهيونيه والامبيرياليه العالميه مثل ماوصلت اليه دول وشعوب قبله ، وقطعا بعد وصول المشروع لحبكاته المتقدمه اصبح من السهل توقع المحطه التاليه داخل جسد هذه الامه المستهدفه.

مقالات ذات صلة