كتب /ماهر النهري : تسريبات المنامة والتقسيم الليبي

طالعنا في الأيام الماضية تسريبات د. مزمل أبو القاسم حول لقاء السيد/ شمس الدين الكباشي وعبدالرحيم دقلو بالمنامة ومدى الإختلاف حولها بين مؤيد ومعارض وكلا الطرفين تناول الموضوع من زواية مختلفة وجميع الزويا تتحدث عن كيفية نهاية الحرب عن طريق التفاوض أو البندقية مع إختلاف شروط كل من الجيش والتمرد وتعلية السقوفات ، هذا الطرح التفاوضي يقابله ما يحدث في الميدان ويقويه مدى صمود وتقدم كل طرف على الآخر ، فمجريات الأوضاع في الميدان ونتائج المعارك تؤكد بأن القوات المسلحة هي الأقوى ميدانياً والأجدر بتحقيق الإنتصار وإستلام مقاليد الأمور بشكل كامل وهذه الوضعية هي التي ساعدت الفريق البرهان لرفض شروط المتمردين جملة وتفصيلاً وقلب الطاولة في وجههم .
شاركت في اللقاء ثلاث دول خليجية ( السعودية ، الأمارات والبحرين ) وأخرى عربية ( مصر ) وأخيرة
دولية ( أمريكا ) وكانت مشاركة مدراء ورؤساء مخابرات هذه الدول لافته وكان غياب مدير جهاز المخابرات *السودانية أو من ينوب عنه في الإجتماع شئ ملاحظ وله مدلول خطير للغاية وله تداعيات لها تبعاتها الغير مبشرة في حدوث أي إنفراج في الأزمة السودانية بما يحقق الامن والإستقرار للمنطقة المعروفة بتقاطعاته الحادة المبنية على المصالح الإستراتيجية كما أن عدم مشاركة جهاز المخابرات السوداني يعتبر خلل واضح ودليل ضعف في مؤسسات الدولة السودانية إضافة إلى إتهام بعض منسوبي جهاز المخابرات بإنتمايهم للتنظيم الإسلامي حتى ولو ضمنيا ومما يؤكد ذلك أن الدول المشاركة في اللقاء القاسم المشترك بينها محاربة الإسلاميين الموجودين على أراضيها والتضييق عليهم بالعنف دون مراعاة لحقوقهم في خرق واضح لبنود القانون الدولي الانساني بتأئيد من الدول العظمى ومن هذا المنطلق لا نستبعد أن هذا اللقاء عقد أساساً للنظر في أمر الإسلاميين وكيفية تحجيمهم والسيطرة عليهم وإبعادهم عن السلطة بشكل كامل .
عقد اللقاء في دولة البحرين له مدلول ورمزية مهمة جدا حيث البحرين تعتبر محل إهتمام لإسرائيل وامريكا بعد الامارات وأن عقد اللقاء هناك يؤكد مشاركة إسرائيل في هذا اللقاء ومن هذا المنطلق أصبح اللعب على المكشوف وأن الضرب على الأنكل داخليا وخارجيا ضرورة تحتمها تطورات الاحداث في السودان ولابد ان نكون أمام خيارين هما الصمود أو ضياع البلد وتفرق الأحياء من السودانيين شتاتا بين الدول ويعود للسودان شتات دول أخرى!! ، ومن ثم النظر في إعادة ترتيب السودان بشكل جديد ليكون مسرح آخر وموطن مقترح لجنسيات أخرى ك الفلسطينيين والمزعجين من الاسرائليين بالقدر الذي يجعل الحكومة الاسرائلية في أمان لكي تتفرغ لمهام أخرى أكثر حساسية .
في تقديري أنه وفي حالة فشل كل الترتيبات أعلاه فإن السودان موعود بالتقسيم وفي حالة فشل ذلك فإن السيناريو الليبي هو الراجح بنسبة كبيرة وأن كل من التقسيم أو السيناريو الليبي يعتبران حلول مرحلية تمهيداً لإحكام السيطرة على السودان وتسليمه لمن يدين بالولاء المطلق للأمريكان وحلفائهم في المنطقة .

مقالات ذات صلة