مع اشتداد الازمة الاقتصادية بالبلاد (يونيتامس) تسهم بمزيد من الاستشاريين؟!!

اثار المؤتمر الصحفي الذي عقده ممثل الامين العام للامم المتحدة رئيس البعثة السياسية المتكاملة لمساعدة الحكومة الانتقالية للانتقال (اليونيتامس) العديد من التساؤلات نتيجة لما عقده السودانيون من آمال وعلقوه من احلام لوجود البعثة الاممية بصورة اكبر مما كشفه “فولكر” الذي اكد ان المهمة الاساسية للبعثة تهدف الي مساعدة الحكومة الانتقالية للانتقال من خلال الاستشاريين والخبراء والتجارب المتراكمة لمنظمة اممية كالامم المتحدة في المساعدة والاسناد! موحيا من خلال كلامه استبعاد فكرة تقديم الامم المتحدة الدعم المالي المباشر! وغاية مايمكن ان تقدمه البعثة هو المساعدة في حشد قدرات الدول المانحة وحثها للايفاء بالتزاماتها دون ان يكون للامم المتحدة خاصية الزامية عليها وانما غاية مايمكن ان تفعله بهذا الخصوص هو التدخل فيما بعد ومراقبة هذه التدفقات المالية الموعودة والاشراف من خلال خبرائها بكيفية انفاقها في ما خطط لها من مشاريع متفق عليها مسبقا كبرنامج “ثمرات” مثلا
لكل ذلك اصاب الجميع نوع من خيبة الامل الذي يؤكد فشل تقديرات “حمدوك” الخبير الاممي في الوقت الذي يحتاج فيه السودانيون للخبز والوقود والسلع الضرورية والخدمات الاساسية، نؤكد الامم المتحدة انه ليس في جعبتها ماتقدمه للسودان سواء الخبراء والاستشاريين! وكأن المواطن يكتفي بوجودهم ويشبع برؤيتهم!؟ والامم المتحدة ليس لديها القرار في تحديد مساهمة الدول او اجبارها علي الايفاء بتعهداتها المالية؟ انتظر السودانيون العصا السحرية للبعثة الاممية ودخلوا فيما بينهم بجدالات كثيفة حول اهمية البعثة بالنسبة للبلاد ومايمكن ان تقدمه من دعم للمساعدة علي الانتقال ، ليتضح ان كلما تقدمه البعثة مجرد استشاريين لا يمكن ان يسدوا جوعا او في وقت البلاد فيه احوج ماتكون لاساسيات الحياة وما يمكن ان يجنب شعبها من الجوع الذي يتهدده بحسب احصاءات الامم المتحدة نفسها التي تقدر ان حوالي التسعة ملايين من الشعب السوداني معرضين لخطر الجوع وان كل واحد من اربعة سودانيين يعاني سوء التغدية!؟
امام هذه الاحتياجات الملحة يشير فولكر الي ان مهمته الدعم الساسي للانتقال ؟ وكان دعم الانتقال في ظل ماتعيشه البلاد من ظروف لا يعني سوى مده بالسلع الضرورية للحياة؟ ادا نظرنا للاحتياجات الملحة للشعب السوداني الان الذي بات همه كيف يستطيع تلبية احتياجاته الضرورية وتوفير الدواء والغذاء والعمل من اجل استكمال السلام؟ هي الاحتياجات الملحة والماسة والمعروفة لكل من يريد دعم ومساندة الحكومة الانتقالية! لا الكلام او الاستشاريين الذين يدبجون السياسات لبلد لايملك خبز شهره او وقود شهره او حتي غاز طهيه لمدة خمسة عشر يوما دون انقطاع؟! اما العلاج والادوية المنقدة للحياة فهي معدومة تماما بحسب تصريحات الجهات الرسمية دات الصلة بالبلاد!
لكل ذلك ونتيجة لهدف البعثة الاممية ومهمتها الاساسية نجد ان فولكر يحاول ان يكون صريحا ويزيل الغشاوة التي غيمت الرؤية لعدد من القيادات السياسية بالبلاد ممن وضعوا كل البيض في سلته ويقول لهم نحن لا نقدم مالا وانما مجرد استشاريين ومزيد من جيش المتكلمين الذين لا ينهضون بديلا لخبز في فم جائع او دواء لعلاج مريض! انها الحقيقة العارية التي تكشف وهم المساندة ودعم الانتقال؟! ولهذا ماتزال معاناة المواطنيين مستمرة وفي ازدياد مالم يقطعوا (العشم) من دعم مالي من قبل الامم المتحدة او تمويل وتدفقات مالية تكفي لانعاش الاقتصاد من قبل المجتمع الدولي الذي ظل وما زال يقدم الوعود! وعلي حكومة حمدوك الاعتراف بفشلها ولن يكون اول اعتراف لها بالفشل فقد اعترفت من قبل كل مكونات الفترة الانتقالية السابقة بالفشل؟ علي الاقل مثل هذا الاعتراف يعجل بالنظر في بدائل سريعة تجنب البلاد خطر الانزلاق اكثر في ماهي فيه من ازمات متتابعة!
ولا يستبعد عدد من الخبراء ان تتوالى المؤتمرات الصحفية لرئيس البعثة الاممية بالسودان حول كثير من القضايا الانصرافية مثل هيكلة واصلاح الجيش وضرورة تعويم العملة وقوانين الحريات الدينية والشخصية وكل ما يمكن ان يحاول الهاء الشعب به دون ان يلامس القضايا الحقيقية له مثل الدعم المالي والعمل علي حشد التدفقات المالية او سبل توفير الاحتياجات الضرورية لانها ببساطة ليست من مهامه التي انشئت من اجلها البعثة الاممية؟! فمن ينتظر من البعثة الاممية المساعدة في قضايانا الملحة من توفير الخبز والسلع الضرورية والانعاش الاقتصادي اللازم لمعالجة ازمة الاقتصاد الوطني ، سوف ينتظر كثيرا دون ان يرى من ذلك شيئا متحققا في ارض الواقع؟! الايام تمضي والاحوال تزداد سوءا والاسعار تزداد ارتفاعا والمواطن اصبح عاجزا عن تلبية احتياجاته الضرورية او توفير علاجه وطعامه، والبعثة الاممية ماتزال تتحدث عن تقديم مزيد من الاستشاريين ومزيد من الوعود الفارغة التي لا تسد رمقا او تشبع جوعا وحكومة حمدوك ماتزال تنتظر منها المزيد؟!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *