حديث المدينة .. عثمان ميرغني يكتب .. رمضان في السودان..

الرئيس البرهان في الجزائر، تسريبات وساطة في المنامة، القوى السياسية السودانية إلى جوبا، و في زحام هذا النشاط السياسي عمليات عسكرية متقدمة للجيش السوداني..
مشهد يفتح أبواب الأسئلة الحتمية العاجلة..
هل يتجه السودان نحو تسوية سلمية تنهي شلالات الدم والأشلاء؟
أم هي الخطوة الأخيرة قبل يوم القيامة؟ قيامة السودان التي تنحر آخر ما تبقى من جسده المترابط لتحوله إلى دويلات متناحرة.

من الواضح – بكل صراحة- أن قرار اطفاء النيران في السودان تحكمه بصورة مباشرة قسمة السلطة والثروة بعد الحرب، بعبارة أخرى كل الأطراف العسكرية والسياسية قابلة وقادرة على انهاء الحرب و فورا بشرط أن تضمن حظها من السلطة -وبالتالي الثروة- بعد الحرب، فإذا وصلت الأطراف إلى توافق على القسمة والنصيب فمن المؤكد أن أجراس عودة اللاجئين والنازحين ستدق بقوة..
ولا مانع أن تتفق القوى السياسية على مقاعدها في السلطة بعد الحرب، فهي خلقت لتحكم ولتتنافس على السلطة لكن الأسوأ في الأمر أن ذلك يعني ببساطة المحافظة على كل الحيثيات التي اشعلت نيران الحرب.

الذي يتابع خيوط اللعبة السياسية منذ ما قبل الاستقلال يكتشف أنها لم تكن لتفضي إلا إلى الحفرة التي سقط فيها السودان صباح يوم السبت 15 أبريل 2023، و إذا ما عادت الأوضاع بعد أن تضع الحرب أوزارها إلى نفس ما كانت عليه قبلها، فهذا يعني عمليا أن لا شيء تغير سوى عدد سكان السودان الذي نقص بأكثر من المائة ألف بفعل هذه الحرب وحدها.. والدمار الشامل للبنية التحتية و أملاك المواطنين وما أسوأ أن يعود السودان إلى ماكان عليه قبل الحرب.
بعد كل هذا الثمن الفادح يجب أن تشرق شمس سودان جديد “لنج” في كل شيء و أولها المكونات السياسية لا في مظهرها وشكلياتها بل في منهج التفكير والادارة.. هنا بيت قصيد الفشل الذي لازم البلاد منذ من قبل استقلالها إلى اليوم..

على كل حال، قدر بلادنا أن تنجو –بدعوات أهلها- من سيناريوهات التشظي إلى دويلات.. سيكتب الله لنا فجرا جديدا ولو كره الساسة انبعاثه في وهدة عراكهم حول السلطة..

قريبا جدا.. تخبو نيران الحرب وتخمد.. ويعود شعبنا ليصوم رمضانه في سودانه بإذن الله لا بإذن احد..
ويكون أول عيد فطر من سنين عددا..

مقالات ذات صلة