فواتير الغرب تحاصر عبدالواحد نور

عاد للسطح مجددا عبدالواحد محمد نور رئيس حركة وجيش تحرير السودان وهذه المرة عبر واجهة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، في مشهد جديد علي الواقع السياسي في البلاد ويري بعض المحللين السياسيين بانه لن يكون هناك جديد علي موقف نور من العملية السلمية في السودان ، وعلي خلفية البيان الصادر من الحركة والذي يؤكد فيه الموقف القديم الرافض لاتفاقية جوبا للسلام والداعي في ذات الوقت للحوار السوداني السوداني من الداخل ولكن علاقات نور بالغرب تجعله يستجيب لمكالمة هاتفية من ” يونتامس” من اول مكالمة لاجتماع جوبا في الوقت الذي يرفض فيه الجلوس في مفاوضات مع الوفود الحكومية الرسمية.
وتظل مواقف نور طيلة الفترات الماضية تمترس وراء رفض مستمر لكل محاولات التقارب وتمسكه ربفض تقارب وجهات النظر وكان أشهرها ما دار في العاصمة الفرنسية باريس ، اجتمع برئيس الوزراء عبدالله حمدوك في مقر وزارة الخارجية الفرنسية ورفض عبدالواحد محمد نور الاشتراك فى مساعي الحل السياسي ، وشدد علي عدم الاعتراف بالحكومة الانتقالية ووصف لقاءه مع حمدوك بــ” غير الرسمي” .
وكان لعبدالواحد رئيسا سالبا عقب التوقيع علي اتفاقية جوبا وقال عنها، إن اتفاق السلام الذي وقع في جوبا عاصمة جنوب السودان، بين الحكومة السودانية، والجبهة الثورية التي تضم عددا من الحركات المسلحة، (ليس بينها حركته) سيعمق الأزمة ولن يحلها، وعده «اتفاق محاصصة» ولم يخاطب جذور الأزمة.
وأضاف عبد الواحد المقيم في العاصمة الفرنسية باريس في حديث لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، أن حركته تحمل مبادرة بديلة ذات أطر جديدة، تعتمد على إشراك جميع أطياف الشعب السوداني، في كل أرجائه، وأنه سيعود إلى السودان قريبا لإطلاقها، مشيرا إلى أنه كان ينوي العودة منذ أشهر لكن جائحة كورونا أخرت ترتيبات العودة.
وظلت كافة التبريرات التي يحتمي بها نور مكشوفة للشارع السياسي الذي يعلم بان حركة جيش وتحرير السودان ظلت مرتهنة لقوي دولية ولا تستطيع عنها فكاكا ، ورغم ذلك تسعي الحركة لإظهار وجودها ومن ثم يتم تغليفه بالوجود ” غير الرسمي” ومثلما حدث بوصول نائب رئيس الحركة عبدالله حران ادم الي مدينة جوبا ، تلبية لدعوة بعث بها سلفاكير ولكن سرعان ما اعلنت الحركة بعدم رسمية المباحثات
ولم يخفي عبدالواحد نور علاقاته الدولية وزيارته المتكررة لدولة اسرائيل وبل اعلن بان زيارته تأتي في اطار ” حشد الدعم لكفاحه ضد الحكومة السودانية” وذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية في عام 2009 ان عبدالواحد التقي برئيس مكتب الامن السياسي عاموس جلعاد وحضر معه مجموعة معظمهم من اليهود الاوربيين داعمون لقضية دارفور .
وتظل مواقف عبدالواحد نور تتأثر بشكل كبير في طبيعة ورغبات الدول والمجموعات الداعمة له ويقول المحلل السياسي د. أسامة زين العابدين فى تصريحات صحفية سابقة إن قدرة عبد الواحد محمد نور تقاس وفقاً لمعطيات الداخل المتعلقة بإقليم دارفور، مشيراً إلى أن عبد الواحد ما زال يتمتع بأنصار خاصة فى معسكرات النزوح واللجوء إضافة إلى النشاط الطلابي في الجامعات، لافتاً إلى أن الاستقرار في دارفور يتطلب عودة النازحيين إلى حواكيرهم وقراهم لممارسة حياتهم الطبيعية، مبيناً أن ذلك مرهون بمؤشرات سياسية ترتكز على رؤية نور في الحراك المجتمعي في دارفور، لذلك لا يمكن أن يتحقق سلام في دارفور بغياب عبد الواحد عن المشهد السياسي في ملف السلام
وأشار أسامة في حديثه أن عبد الواحد يتمتع بكاريزما وعلاقات دولية يستند إليها بشكل كبير جداً، وهي أبرز الدوافع التي يرتكز عليها في استمرار حركته. مشيرًا إلى أنه يجد سنداً من دول غربية متعددة، مبيناً أنها تتعامل معه خلف الاسوار، ويمثل كرت ضغط لها إذا احتاجت إليه، مبيناً أن الغرب يعترف به بوصفه صاحب قضية جماهيرية.
وقال زين العابدين إن الأطروحات التي يقدمها عبد الواحد لتحقيق السلام تتوافق وتتجانس مع طرح قوى الحرية والتغيير في تحقيق السلام والعدالة، موضحاً أن التباين يظهر في مواقع التوازن بين الهامش والمركز خاصة فيما يتعلق بالدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *