النكسة والخطأ .. أ.د صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان

(لقاء حمدوك يوم 08/فبراير/2024، بى.بى سى. هارد توك)
من أبوظبى… تحدث حمدوك فى هذا اللقاء عن فترة حكومته، التى وصفت بفترة الركود السياسى والتي لم تحسم القضايا العالقة.

كانت عبارة عن تحويل السياسة من ذاكرة متفتحة أساسها الإيمان بالوطن الى جسد ذابل، فقد كانت الدولة تسير فوق نفق مظلم وتحيط بها المخاطر والفتن المنتنه الأمر الذى أضاع امننا وأبدله رعبا.

هى الحقيقة التى جعلت سفينة الوطن تبحر فى إتجاه غير صحيح لعدم دقة البوصلة، فعشنا فى دوامة الكذب فى ظل وضوح الحقيقة، تركنا مشاعرنا وأحاسيسنا الوطنية للزمان وهذه هى النكسة والخطأ والطامة الكبرى.

ومقدار ما افسدته تلك الفترة يعتبر عدوانا على قيمنا وأخلاقنا، تمهيدا لتنفيذ مخطط دويلة الإمارات المختبئ وراء ستار مكشوف والذى يسعى إلى تنفيذ المخطط الغربى وهو التفكيك الأخلاقى كبديل للثورة الخلاقة والذي يطبق على مراحل من سنة الى 5 سنوات ثم الى 10 ثم الى 15 سنة، كانت فترة حكمه عبارة عن فراغ متمادى ساعد على عدم إعادة الحياة لشرايين الدولة.

قدم إستقالته وأفاد بانه لا يستطع القيام بواجباته، وكان ذلك تمهيدا لمرحلة التفكيك الأخلاقى الثانية.

فتحركت ذئاب الخيانة والكراهية لإستلام السلطة وبدأت الحرب وكانت توقعات (قحت) بأن تنتصر مليشيا الدعم ويعود حمدوك حسب المخطط، وتذكرت المحجوب رحمه الله وقلت فى نفسى (أيعقل أن يكون هذا جلس على كرسى المحجوب؟؟).

حزين أنا ومجروح القلب إنها النكسة الكبرى ولا يمكن أن يعود مرة اخرى، فمواصفات رئيس الوزراء لا تنطبق عليه بعد كل الذى جرى ويجرى دون مراعاة للدم المراق، وحتى لا يضيع الوطن هب الشعب جيش واحد شعب واحد باصوات حناجر مدوية تفوق أعاصير الشتاء فخلع الأقنعة وظهرت تلك الوجوه القبيحة التى تنفذ مخطط دويلة الإمارات.

الشعب صبر وتحمل كفى ويكفى حمل البندقية ونزع جلد الصبر بجلد الوطن الحر، وطالب حواسه بان تسمع الحق وتفسح المجال للعقل لتلقى الفكر الصحيح وسيمسح من عينيه الغذى الذى وضعوه على عيونه وكل الذى جعله يرى الخطأ وكأنه الصواب.
لقد عاش الشعب دور الضحية لكنه أفاق وسيتجاوز هذه المحنة مهما كلف الأمر.

لا نريد لتاريخنا فى هذا العصر وصمة عار . من منا يقبل أن يتاجر بوطنه ليفجر ألغام الدمار؟… لا أحد، لينهض الشعب حتى تتبعثر دويلة الشر فيحيا الوطن وينعم بالإستقرار والأمن والوحده والرخاء ويقول الفرد منه للعالم اجمع: (انا الأمير بموطنى.. أنا حر صانع لأوامرى).

فليسأل العالم عن سمعتنا الدولية وعن سودان الشمم والإباء، عن الصدق والوفاء والكرامة والشجاعة والحرية التى لا تحجبها سقوف تقليدية، نؤاخى الانسان ونكرم ضيفنا ونرعى جارنا ونصون أعراضنا ونفى بالعهد ونسرع الى النجدة ونخاف العار ونحترم العلم والعلماء ونقدم رجال الفضل والكرامة ونطيع ولى الأمر منا فى الحق. نحب البلاغة وأدبنا الشعبى والحكمة والأدب ونتخذ الشعراء وأصحاب البيان ندماء سمرنا وزينة مجالسنا فى المدن والبوادى، لنا إفتنان بالعلى وشغف بالندى وتسابق الى الغايات وسبق فى المروءات دربنا من خلاله ضباط جيش وشرطة لدويلة الإمارات.. لكنه عطاء لمن لايستحق، هذا هو السودان وجود إقليمى ودولى ووجود راسخ فى عالمنا المعاصر: الولاء فيه للوطن كله.

أقول لدويلة الإمارات : (ياناطحا جبلا برأسه.. إرفق برأسك لا ترفق على الجبل).

∆ أستاذ الفكر المعاصر والدراسات المستقبلية – الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية

مقالات ذات صلة