السودان.. قلق إزاء سلامة رجل دين اقتاده الجيش إلى جهة غير معلومة

عبَّر حقوقيون وسياسيون في السودان، اليوم الثلاثاء، عن قلقهم البالغ إزاء سلامة رجل الدين الصوفي الأمين عمر الأمين، الذي اقتادته قوة من الجيش السوداني من منزله إلى جهة غير معلومة.

وقالت مجموعة محامي الطوارئ الحقوقية في بيان صدر عنها إن “مجموعة تتبع للقوات المسلحة السودانية اقتادت شيخ الأمين عمر الأمين وأسرته وبعضًا من أتباعه إلى جهة غير معلومة، قبل أن تطلق لاحقًا سراح أفراد الأسرة فيما ما زال هو وبعض مريديه رهن الاعتقال”.

وأشارت إلى أن “اعتقال شيخ الأمين جاء بعد نشره فيديو أوضح فيه تفاصيل ما حدث من إطلاق نار على مسيده من قبل مجموعة تتبع للجيش السوداني قبل اعتقاله بساعات”.

وحمَّلت المجموعة الحقوقية، الجيش السوداني “مسؤولية سلامة شيخ الأمين ومن معه”، مطالبة “بالكشف عن حيثيات اقتياده وإطلاق سراحه فورًا”.

من جهته، قال القيادي بتنسيقة “تقدم” خالد عمر، إن “اعتقال شيخ الأمين يأتي في سياق الجنون الكامل الذي ضرب البلاد عقب اندلاع الحرب الجارية، حيث يتم قلب كل الحقائق رأسًا على عقب، وتجريم أمثال شيخ الأمين، رغم أنه وقف ومريديه وقفة أسطورية جعلت من مسيده ملاذًا للمستجيرين من نار القتال، حيث وفَّر الغذاء، والعلاج، والمأوى، واعتزل الفتنة كليًا”.

وأضاف عمر على منصة “إكس” أن “المجرمين لا يُقيمون وزنًا لقيم الإنسانية والتكافل، فإما أن تشاركهم في إجرامهم أو أنك عدو وخائن تستحق الاستهداف بكل شكل من الأشكال”، مشددًا على أن “حماية شيخ الأمين، والتضامن معه، هما واجب لكل من يحمل في قلبه ذرة إنسانية،” منوهًا إلى أن “الموقف المناهض للحرب الذي يعمل على تخفيف وطأتها هو الموقف الأخلاقي الصحيح”.

وكان شيخ الأمين، قال قبل ساعات من اعتقاله في مقطع فيديو جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي إن قوة من الجيش اقتحمت داره، وفتحت النار على المصلين حين خروجهم من المسجد، قبل أن يأتي لاحقًا أحد الضباط ويقدم اعتذارًا عن الحادثة”.

وقالت مجموعة محامي الطوارئ إن “الشيخ الأمين، والمتطوعين في مسيده ظلوا يتعرضون لحملات كراهية منسقة وموجهة من قبل الآلة الإعلامية للمجموعات الإسلاموية المتطرفة، تدعو للتعامل معه بالعنف بعد سيطرة الجيش على المنطقة”.

وكشف الأمين عمر لـ”إرم نيوز”، في وقت سابق، عن “تعرضه لتهديدات بالتصفية الجسدية من قبل أفراد من الجيش السوداني، الذين يتهمونه بموالاة قوات الدعم السريع، وتوقع أن تُنفَّذ التهديدات بحقه، لكنه أكد أنه لن يتوقف عما يقدمه من مساعدات إنسانية لسكان منطقة أم درمان المدنيين والمتمسكين بالبقاء في منازلهم”.

وذكر الأمين أن “التهديدات بحقه تأتي من قِبل المستنفرين الذين يقاتلون في صفوف الجيش، وأن ما يحركهم في ذلك اتهامات ظلت تطاله من بعض الجهات بأنه من مؤيدي قوات الدعم السريع ويؤوي قادته داخل مسيده”.

وكالات

مقالات ذات صلة