د.مبارك الكودة يكتب..حميدتي رئيساً

اثير نيوز-
نَصِّبوا حميدتي في الوقت الحاضر رئيساً للدولة ليتولي مشروع الانتقال لنتجاوز بذلك طموحات العسكر والساسة الخفية التي تهدد الوطن ، وفي تقديري الخاص أن حميدتي أكفأ ممن فرضوا وصايتهم علينا بإسم الثورة وتمكنوا من مفاصل الدولة ، وهو بالطبع وآحداً منهم ويتميز عليهم بكثير من صفات القائد الفطرية ، وَطَلبُ الحكم في زماننا هذا أصبح تطلعاً مشروعاً لكل من يظن أنه كفوء ، وليس هنالك شرطاً اكاديمياً ولا معرفياً تتطلبه وظيفة الرئيس غير شرط فك الحرف ، وكل الذي يقال عن حميدتي من قدحٍ وذم لشخصيته وإمكاناته يشاركه فيها الكثير ممن هم في السلطة من العسكريين والمدنيين ، وقد أعترفت بذلك الحكومة نفسها عملياً بإسنادها إليه ملف سلام جوبا وملف الإصلاح الاقتصادي القومي ، وهذا لا يعني أن الجنرال حميدتي عالم نحرير ولكنه يعني أنهم لا يثقون في أنفسهم ، وهذه صفة لا تجوز في حق من نصب نفسه قائداً للناس ، و في تقديري تنصيب حميدتي رئيساً ينقلنا من مربع الفوضي التي تمثلها مؤسسته العسكرية والاقتصادية المفروضة علينا كشعب وعلي النظام القائم بقوة السلاح ، الي مربع القانون والرضا ، وقطعاً إذا إستمر الحال هكذا فسيقابل السلاح الذي يحمله حميدتي بسلاح آخر من الداخل والخارج وستكون عاقبة أمر وطننا خسراً ٠
حميدتي ومؤسسته العسكرية والاقتصادية يعتبران من أسوأ سواءات الإنقاذ ، لأنها تجربة مشحونة بأنانية مفرطة للرئيس السابق ، فقد صُنعت خصيصاً لحمايته ومن أجل استمراره
في الحكم ، وفجوراً بالباطل
كان الرئيس يناديها ( حمايتي ) والمصدر لهذه المناداة الشبه في نطق الكلمتين ( حميدتي ) و
( حمايتي ) ولذلك كان من أوجب واجبات القوات المسلحةز أن تفكك هذه المؤسسة الخاصة صبيحة اليوم الذي سقط فيه النظام إن كنا فعلاً نرجو تفكيكاً بمعناه الذي يحقق المصلحة العامة ، والتفكيك الذي أقصده لا يعني التسريح والاستغناء عن خدماتها ، إنما يعني تفكيك شخصيتها الاعتبارية وخاتمها العام والاستفاده منها بدمج أفرادها ومالها وعتادها في القوات المسلحة وفق القانون بلا أي تمييز ، فالجنود هم من أفراد الشعب السوداني فيلتحق بالقوات المسلحة الذي يستوفي شروط الخدمة والرتبة ، ويذهب الزبد جفاء وكذا العتاد والمال وبما أن اصلهما من خزينة الدولة يتم استلامها وفق إجراءات اللائحة المالية وقوانين التسليم والتسلم للأصول الثابته الرسمية
لا أجد سبباً واحداً لبقاء حميدتي وقواته كمؤسسه لها شخصيتها الاعتبارية وخاتمها العام بعد سقوط مؤسسها البشير ، غير الخوف سبباً أساسياً من فتنته ، وأقول لهولا الخائفين إن إفرزات البقاء السالبة أكبر خطورة وأكثر تهديداً لاستقرار الوطن من التفكيك ، كما أن التراتبية العسكرية لاتقبل هذه الفوضي ، وتقتضي أن توجه كل فوهات البنادق لهدف أستراتيجي واحد من جيش وآحد من أجل حماية أمن الوطن والمواطن ، وأن يخضع كل من يحمل سلاحاً لتحقيق هذه الغاية لتراتيبية وتعليمات رأسية واحده !! فهل هذه الشروط متوفرة لدي قوات الدعم السريع في تعاملها مع القوات المسلحة ؟ لا أعتقد ذلك والحديث الذي يقال أن الدعم السريع جزء من القوات المسلحة وتحت إمرتها وينصاع لأوامرها حديث لا يسنده الواقع ، ولا ينطلي علي شعب كله يمتهن السياسة دعك ممن هم علي معرفة ودراية وتجربة واسعة تفوق معرفة هولاء ٠
وأختم مقالي هذا بمقترح تفكيك مؤسسة الدعم السريع وتنصيب حميدتي بذات رتبته العسكرية رئيساً لفترة الانتقال لمدة عامين بذات تجربة سوار الدهب مع التعديل الذي يحقق المصلحة العامة إذا كانت هنالك ضرورة ، علي ألّا يكن له أي علاقة قيادة بالقوات المسلحة ٠
من حق حميدتي أن يكون رئيساً لكل السودان ، ولكن قولاً واحداً ليس من حقه أن يمتلك هو واسرته جيشاً جراراً في ظل دولة لها قواتها المسلحة ، بل وبكل أسف يستمد شرعيته منها ومن الدولة فانه لشيء عجاب ، ونصيحتي له ألّا يتخذ مستشاريه من الذين يستخفهم فيطيعوه ، ولامن الذين هم من خشم بيته ، وألّا يعتمد علي تحالفات القوة المادية ، فالذي يتمتع به حميدتي من إمكانات وقدرات قيادية حباها الله بها تفوق كل هذه اللافتات التي تشبه بيوت العنبكوت وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت ،وتستوجب هذه النعمة منه الشكر الجزيل بتوجيهها توجيهاً محموداً لخير البلاد والعباد ، ولتسألن يومئذٍ عن النعيم ٠
* بتكلم جد ذي ما بيقولوا الاخوة المصريين ٠
مبارك الكوده
١٦ / مارس / ٢٠٢١

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *