(جاستا).. عصا امريكية جديدة

أجاز الكونغرس الأمريكي يوم الاثنين وضمن قانون الاعتمادات المالية للمؤسسات الفدرالية الأمريكية التشريع الخاص باعتماد اتفاقية التسويات التي تم التوصل إليها بين حكومة السودان وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يتعلق بقضايا تفجيرات السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا والمدمرة كول، والتي تم بموجبها الاتفاق على دفع حكومة السودان مبلغ 335 مليون دولار وذلك مقابل حذف السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب كخطوة أولى، يعقبها شطب الأحكام القضائية الصادرة ضد السودان في تلك القضايا ، ومن ثم استرداد الحصانة  السيادية للسودان بخصوص أي محاكمات مستقبلية تتعلق بالفترة التي كان مدرجاً فيها على قائمة الدول الراعية للإرهاب.
جاء ذلك ضمن تعليق وزارة العدل السودانية علي القانون المجاز وقد أشارت “وزارة العدل” الي استعدادها للمثول امام المحاكم الأمريكية!!؟ بخصوص اي دعوى مرفوعة ضد الحكومة السودانية وفق “قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب،” المعروف اختصاراً ب”جاستا،”!!؟ و ذلك لاصطدام قانون الحصانة الكامل بمعارضة قوية من قبل إثنين من أعضاء مجلس الشيوخ مدفوعين باعتراضات محاميي أسر ضحايا 11 سبتمبر الذين رفضوا تحويل قضاياهم المرفوعة سلفاً ضد السودان إلى قانون جاستا وبسبب ذلك قضى التشريع الذي تمت إجازته الآن باستمرار هذه القضايا وفق قانون الإرهاب وليس قانون جاستا كما طلب السودان.
وذلك يعني ان السودان مايزال في انتظار قرار المحاكم الامريكية في خمس دعاوى لاسر وضحايا الحادي عشر من سبتمر!! بالاضافة لما ينتظره من دعاوى بقيتهم الذين سوف يرفعون قضاياهم وفق قانون “جاستا”؟!!
وذلك فيما يعنيه ان امريكا لم تتخل عن عادتها في اخذها بالشمال ماتعطيه باليمين!!؟
ولايستبعد ان تواجه البلاد بسيل من الدعاوي القضائية من اسر وضحايا 11سبتمر خاصة اذا صدرت الاحكام في الخمسة دعاوى المقدمة وفق قانون الدول الراعية للارهاب لصالح الضحايا!!؟
بحيث يظل السودان وان استفاد من مزايا خروجه من القائمة الامريكية السوداء الا انه معرض لمزيد من ابتزاز المواطن الأمريكي!!؟
وذلك كما اشار بعض الخبراء تماما بما يتوافق مع طبيعة السياسة الأمريكية في التعامل مع حلفائها بعدم الندية والنزوع نحو السيطرة والابتزاز واسلوب العصا والجذرة الذي عادة ما يمثل ديدنا لسياستها في التعاون الثنائي مع الدول الاخرى!!؟
وهكذا دائما ماتكون العلاقات الثنائة بين اي دولة وامريكا مثارا للتوتر المشوب بالحذر والخشية وانها لاتستطيع بناء علاقات طبيعية لتبادل المنافع بينها وبين بقية دول العالم الا من خلال الابتزاز والعمل علي التأثير في القرار السيادي لاي دولة ترتبط بعلاقة معها!!؟لم لا تكون العلاقات بين امريكا وغيرها طبيعية من اجل تبادل المنافع المشتركة؟! كغيرها من بقية دول العالم؟!!
لماذا علي الدوام نزاعة للسيطرة والتأثير علي القرار الخاص بسيادة الدول التي تتبادل معها العلاقة الثنائية؟!
لماذا دائما ماتعطيه امريكا بيمينها عادة ماتأخذه بيسارها؟!
فهل ترى ينجو السودان من الابتزاز الأمريكي؟!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *