داعش في الخرطوم رسائل لمستقبل مجهول

الخرطوم/ اثير نيوز
القبض علي عناصر خلية ارهابية تنتمي لتنظيم داعش الارهابي كان العنوان الابرز لصحافة الخرطوم امس حيث ذكرت العناوين عن مصادر مطلعة تم توقيف عناصر على أثر معلومات ومتابعات دقيقة لدخولهم العاصمة قبل أيام ونبهت المصادر إلى أن العناصر أخفت نفسها بمناطق مختلفة في المدينة ، ويمثل هذا الوجود رسائل لمستقبل مجهول لم تتضح ملامحه بعد ، ولم تكشف التحقيقات ابعاد هذا الوجود الارهابي ومن يقف حوله ؟.
وبالتزامن مع الخطوة ضبطت السلطات عناصر داعش وبحوزتها مبلغ 2 مليون دولار حسبما تردد من مصادر أخرى، فيما رجحت مصادر متطابقة أن تكون تلك المبالغ لتوفير الدعم لتنفيذ عمليات إرهابية بالخرطوم.
القبض علي عناصر من خلية “داعش ” يمثل تطورا خطيرا علي صعيد الجبهة الداخلية للبلاد ويعتبر امتدادا لحادثة اخري في العام الماضي عندما كشفت السلطات السودانية، تفاصيل عن «خلية إرهابية كانت تخطط لتنفيذ تفجيرات في الخرطوم»، وقيّدت دعوى جنائية بالإرهاب وحيازة الأسلحة والذخائر، في مواجهة أحد أفرادها، وأصدرت أوامر قبض على بقية أعضاء الخلية.
وقالت النيابة العامة، في بيان صحافي، إن المتهم الذي ألقت القوات الأمنية القبض عليه ، اعترف بانتمائه إلى شبكة إرهابية تتبع جماعة «الإخوان المسلمين» المصرية.
وأضافت أن المتهم أكد أن الخلية أرسلت إلى السودان لتنفيذ عمليات تفجيرات في مدن العاصمة. وذكرت أن المتهم أقر بتلقيه تدريبات على صناعة وتركيب المتفجرات، وإرساله وبقية أعضاء الشبكة للسودان عن طريق التهريب بجوازات سفر سورية مزورة.
ويقول د. الشاذلي الطيب الخبير فى الشؤون الدولية ان تحول داعش وعدد من عناصرها للسودان يمثل منحي جديد وخطير بعد انكماش التنظيم دوليا وهزيمته في سوريا والعراق، وبالتالي اصبح يبحث عن ملاذات آمنة تتيح له حرية الحركة وإعادة ترتيب اوراقه، واضاف بان السودان ورغم استبعاده من قائمة الدول الراعية للارهاب الا ان الاوضاع الاقتصادية وحالة السيولة الامنية تتيح امامه التحرك لكسب المزيد من المناصرين الجدد، بجانب غياب القدرة الامنية الفاعلة بعد عمليات الاحلال والابدال في الاجهزة الامنية والشرطية تتيح امام التنظيم الارهابي الاختباء في السودان دون مخاطر كبيرة قد تعترض سبيله ، مشيرا الي ان هناك خلل كبير يتمثل في القبض علي العناصر الارهابية في قلب الخرطوم وليس علي الحدود . وهذا الامر يكشف عن ضعف الرقابة القبلية التي يمكن ان تسبب اختراقات امنية كبيرة امام تنظيمات تملك الخبرة والقدرة علي الحركة السريعة .
ويربط الخبير الاستراتيجي العسكري أمين مجذوب في تصريحات صحفية سابقة بين بروز مثل هذه الظواهر والأوضاع الداخلية المضطربة والهشاشة الأمنية. ويقول مجذوب لموقع سكاي نيوز عربية إن من المتوقع أن تعمل أجهزة مخابرات خارجية بعينها على تهديد الاستقرار الداخلي للبلاد .
ويشدد مجذوب على أن ضعف الأجهزة الأمنية في مقاومة مثل هذه التنظيمات يغري تنظيمات جديدة للإعلان عن نفسها في محاولة لإيجاد روابط خارجية توفر لها الدعم والتمويل.
ولا يستبعد مجذوب أن يكون وصول بعثة الأمم المتحدة الجديدة للسودان أحد أسباب ظهور هذه الجماعة في هذا التوقيت، حيث أعلنت تنظيمات راديكالية وجماعات تابعة للنظام السابق رفضها للخطوة.
وفي كل الأحوال يؤكد مجذوب على خطورة الأمر وضرورة التعامل معه بجدية من قبل الحكومة السودانية والقوى الإقليمية والدولية حتى لا يتحول السودان إلى بؤرة لمثل هذه الفصائل الراديكالية والتنظيمات المتطرفة ومجموعات بوكوحرام وداعش الموجودة في أفريقيا وتحتاج إلى حاضنة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *