ابراھيم شقلاوي يكتب: مؤتمر باريس، ولاءات البرهان، وصديق الحلو، وأشياء أخري …

(مؤتمر باريس).. غدا تستضيف باريس مؤتمر دولي لتوفير المساعدات الإنسانية للسودان.. سيلتئم برئاسة مشتركة من فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي.. كما سيُعقد بالتوازي اجتماع سياسي على المستوى الوزاري لمناقشة إحلال السلام في السودان حيث أفادت وزارة الخارجية

الفرنسية حسب بيان صادر منها (وكالات) بأن غرض المؤتمر دعم مبادرات السلام الدولية الإقليمية الهادفة لوضع حد للحرب المشتعلة في السودان.. تقول باريس أن الوضع الإنساني في هذا البلد مثير للقلق و أن المعارك

الدائرة منذ عام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أفضت إلى نتائج مأساوية بالنسبة للسودانيين في دول الجوار، الذين (يقدر عددهم بمليون نازح) حيث إن 27 مليون سوداني، أي ما يزيد على نصف سكان السودان يحتاجون لمساعدات إنسانية.

بالطبع ليست تلك المرة الأولى التي تظهر فيها باريس اهتمامها بالسودان. ففي مايو من عام 2021، عقدت قمة دولية شاركت فيها العشرات من الدول والمنظمات، وذلك تحت شعار( دعم الانتقال الديمقراطي في السودان) ومثّل

السودان فيها رئيس الحكومة ان ذاك عبدالله حمدوك، ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.. الا ان النتائج لم تعرف حتي الان.. بيد أن فرنسا ومعها الأسرة الدولية

يستشعرون الخطر فيما يتعلق بالأجندة السياسية التي ظلوا يعملون عليها لاحداث تحولات جذرية في البناء السياسي والاجتماعي في السودان عبر ترجيح موازين القوي لصالح مجموعة( الحرية والتغيير) التي ينظرون لها انها تحقق رغبتهم في هذا التحول المنشود.

نظرت الحكومة السودانية للمؤتمر باعتباره لايخدم مصالح الشعب السوداني في الاستقرار ووقف الحرب حيث شددت ( الخارجية ) السودانية على أن تجاهل السودان فى هذا الاجتماع سابقة خطيرة فى العلاقات الدولية وان الاختباء خلف ذريعة الحياد مضر بالقضية السودانية

ومعيق للحل.. وان المساواة بين الحكومة الشرعية وميليشيا إرهابية تمارس الإبادة الجماعية وأسوأ انتهاكات حقوق الإنسان من شأنه تشجيع الحركات الإرهابية الشبيهة فى إفريقيا والشرق الأوسط على تصعيد أنشطتها الإجرامية.. كذلك أكدت الحكومة ومن واقع مسؤوليتها

عن شعبها، انها سبَّاقة فى السعي لحشد الدعم الدولي اللازم لمواجهة الأزمة الإنسانية التى خلقها عدوان الميليشيا ورعاتها الخارجيين على الشعب السودانى، مشيرة إلى انعقاد مؤتمري جنيف ونيويورك، فى يونيو وأكتوبر من العام الماضى لحشد المساعدات للشعب

السوادنى إلا أن نسبة الوفاء بالتعهدات لم تتجاوز 5٪ حتى الآن. وأكدت أن المطلوب هو الوفاء بالتعهدات السابقة بدلًا من تبديد الموارد والجهود فى عقد مؤتمرات جديدة، ربما يستغلها رعاة الميليشيا لإعادة تسويقها وغسل جرائمها، وتقديم الدعم لها تحت غطاء المساعدات الإنسانية.

يري المراقبين ان المؤتمر يعمل علي إعادة انتاج الأزمة السودانية من خلال إعادة تقديم قوي الحرية والتغيير للعالم من جديد بعد ان خسرت كثير من مبررات وجودها السياسي في الداخل السوداني بعد انحيازها الواضح

لقوات الدعم السريع المتمردة_ رغم الانتهاكات التي مارستها في حق الشعب السوداني والتي تمت ادانتها عبر دول ومنظمات إقليمية_ .. و البقاء في خانة الظهير السياسي الداعم لها في جميع المحافل الدولية والاقليمية.

– (لاءات البرهان) .. في حديثه للشعب السوداني بمناسبة عيد الفطر المبارك الثلاثاء الماضي اكد قائد الجيش السوداني رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، لاءات ثلاثاً، قائلاً إنه “لا عودة لما قبل 15 إبريل 2023، ولا عودة لما قبل 25 أكتوبر 2021، ولا عودة لما قبل إبريل 2019″، في إشارة على التوالي لتواريخ اندلاع الحرب بين

الجيش وقوات الدعم السريع، والانقلاب الذي أزاح الرئيس السوداني عمر البشير.. كما أكد علي عزم الجيش والشعب علي طرد آخر متمرد وخائن من أرض السودان وتطهير كل بقعة دنّسها التمرد، فمعركة الكرامة ستؤسس لما بعد 15 إبريل 2023″، مؤكداً ان الحديث سيستكمل بعد انتهاء الحرب.

من الواضح أن البرهان قد مضي في هذا الحديث من واقع اتجاهات العمليات العسكرية الميدانية التي تشير الي قرب انتهاء الحرب وفقا لرؤية الجيش اما عبر تفاوض منبر جدة الذي أقر خروج القوات الدعم السريع المتمردة من جميع الاعيان المدنية ومنازل المواطنيين وتجميعها في معسكرات خارج العاصمة تمهيدا لدمجها حسب معايير القوات المسلحة.. او المضي في الحسم العسكري الي نهاياته.

حيث ظل البرهان وطاقم القيادة في راس الدولة يوكدون ان إدارة الحكم بعد الحرب سوف تتم بواسطة حكومة كفاءات وطنية.. علي ان تذهب الأحزاب لإعداد نفسها للانتخابات خلال فترة إعادة الأعمار. وهذا ما يجد ارتياحا واسعا لدي الشعب السوداني الذي بات يقدم أولوية الأمن والسلام الاجتماعي علي ما سواها من أولويات.

بالرغم من ذلك يري المراقبين انه قد بداءات الضغوط تنشط علي الجيش لتأخير تقدمه الميداني من جهة ولحمله علي الجلوس للتفاوض وقد وضح ذلك من خلال الحديث الذي قالت به سفيرة واشنطن لدي الأمم المتحدة ليندا غرينفيلد الخميس(رويترز) ( لدينا مناقشات مع عدة بلدان في المنطقة شجعناهم خلالها الضغط على إيران لئلا

تنخرط في الصراع السوداني) .. بالإشارة الي الطيران المسير الذي أحدث فارق كبير في العمليات العسكرية ورجح كفة الجيش في التقدم والسيطرة وانهم الامريكان قد اجروا مباحثات مع بلدان ربما كانت منخرطة في تغذية الصراع في السودان، ولدينا تواصل مستمر مع جهات

اشارت إليها التقارير الإخبارية؛ بما فيها مصر والإمارات.
هذا التحرك من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والذي تبعه مباحثات بين وزيري الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والأمريكي انتوني بلينكن الخميس الماضي فسره

البعض علي انه بداية ضغوط سياسية من أمريكا علي الجيش للحيلولة دون حسم المعركة لصالحه الذي بات ممكنا في ظل التفوق العددي للقوات المسلحة حسب خبراء عسكريين بعد بداء الجيش تغير تكتيكاته الحربية من الدفاع الذي كان يلتزمه بداية الحرب لامتصاص الصدمة وتحييد قدرات العدو الي الهجوم وتحرير الارض..

هذا بجانب رفده بالمقاومة الشعبية المسلحة التي غيرت من ميزان القوي علي الارض.. ومكنت من تحرير عدد من المواقع و تأمينها.. يخشي كثير من الناس استجابة

الحكومة السودانية للضغط الدولي والاقليمي بعودة الأحزاب السياسية بل تراجع البرهان عن جميع اللااءت او التراجع عن بعضها لذلك بداء الداخل السوداني في الدعوة الي اهمية الاصطفاف الوطني والشعبي .. لاستعادة الدولة والحفاظ عليها وحماية مكتسباتها.. كما دعا العقلاء الي

أهمية توحيد الجهود وعدم تشتيتها .. خصوصا ان البلاد تدخل مرحلة صعبة.. بداء خلالها السياسيين تسابق محموم للعودة للسلطة من جديد دون تفويض شعبي برغم المرارات التي عاشها الناس جرءا ذلك خلال الأربعة أعوام الماضية التي انتهت بحرب ماتزال تدور رحاها دون اوفق واضح للحل.

– (صديق الحلو) ظلت احلام استاذنا الاديب والروائي والقاص صديق الحلو ان يتعافي السودان الحبيب وان تسود فيه قيم التسامح والحب وان نرفل في جميل الآمال والأحلام.. وكان يحلم ان يري السودان يزدهر بين أيدينا مثل طفل يعبث بالهدايا ويمنح الورد اسم آخر غير اللون والرائحة..او كما قال.

غيب الموت الاسبوع الماضي القاص والروائي الصحفي المميز صديق الحلو اثر علة الزمتة الفراش الابيض بمستشفي كوستي.. الرجل كان حازقا مجيدا لكل ما امتهنه او أسند اليه من مهام.. فجعنا جميعا في الوسط الصحفي والثقافي برحيلة..

ذلك الرحيل المر الذي سكت قلم مبدع ينبض بالمعرفة والسرد الشفيف الباذخ أصدق التعازي الى اسرتة الكبيرة والصغيرة والى الوسط الصحفي والثقافي على وجه الخصوص سائلين الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصدقين وحسن أولئك رفيقا.. وانا لله وانا اليه راجعون.

دمتم بخير…
Shglawi55@gmail.com

مقالات ذات صلة