مشهد جديد .. عبدالسميع العمراني يكتب : مابين كاميرا المخرج العالمي مصطفى العقاد وعدسة موبايل ابوطاقية قاهر القحاتة في باريس

حينما اعلن المخرج السوري العالمي مصطفى العقاد في العام ١٩٧٦ م، انه قد انتهى من تصوير فيلم الرسالة والذي يعتبر واحدا من أبرز ما انتجته السينما العالمية بمشاركة النجم الأمريكي العالمي انتوني كوين والذي لعب دور سيدنا حمزة بن عبدالمطلب أسد الله في حين لعبت النجمة العالمية ايرين باباس دور هند بنت عتبة، وقد مول الزعيم معمرالقذافي الفيلم الذي تم تصوير مشاهده في المغرب العربي، ووقتها كان المخرج مصطفى العقاد قد واجه حملة اعلامية شرسة من بعض علماء الدين خاصة في مصر (الازهر الشريف) وبالمغرب والمملكة العربية السعودية إذ تم انتقاده بكونه قد تجرأ في تصوير وتشخيص بعض الصحابة رضوان الله عليهم، واستنكروا استعانته ببعض الممثلين العالمين ذوي الديانات السماوية الأخرى غير الإسلام ، وعرف عن المخرج مصطفى العقاد دفاعه المستميت عن أفكاره وأفلامه التي تتناول التاريخ الإسلامي إذ يقول ان مايقدمه يعتبر نوعا من انواع الدعوة إلى الإسلام وفي واحدة من مناظراته تحدي أصحاب الدعوة ان يتمكنوا من إدخال عدد عشرة في يوم واحد كما فعلت الكاميرا التي استطاع عبرها إدخال عدد يفوق المائتي أمريكي بعد مشاهدتهم لفيلم الرسالة منذ اليوم الأول لعرض فيلم الرسالة بدور العرض الأمريكية خاصة وأن الممثل العالمي انتوني كوين كان أحد نجوم الصف الأول البارزين في السينما الأمريكية في حقبة السبعينات ، وقال مصطفى العقاد ان كاميرا صغيرة بمبلغ بسيط استطاعت ان تؤدي دورا كبيرا في نشر الدعوة إلى الإسلام.
وبالعودة الي ماحدث من زلة واهانة وتوبيخ لوفد قحت او مايعرف بتكتل تقدم الحرية والتغيير سابقا ، نعلم ان هذه المجموعة قد وضعت نفسها في مواجهة مباشرة امام الشعب السوداني وهي قطعا ستتعرض لمحاكمات أخلاقية وأخرى جنائية وهي قد اتخذت خلال الشهر الماضي في مواجهتهم وهم الآن في وضع لايحسدون عليه، فقد تمسكوا وتداروا خلف عبارة (لا للحرب) وهي العبارة التي يدرك حتى أطفال السودان انها نوعا من التدليس والنفاق والالتفاف على الحقيقة والواقع الذي يؤكد ان القوات المسلحة السودانية تخوض حربا مفروضة عليها، حرب ترعاها بالوكالة وتمولها دولة الإمارات العربية المتحدة وهي الوكيل والمنفذ أجندة و مخططات الكبار من الدول الأوربية وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وهي دول تساند في الخفاء طرف الدعم السريع من اجل احداث تغيير عسكري و سياسي واجتماعي شامل بالسودان، ولاجل تحقيق ذلك المخطط اللئيم تغاضت وتخلت هذه الدول عن مباديء انسانية سامية عديدة وداست عليها الأقدام مثل حقوق الإنسان والابادة الجماعية والاغتصاب التطهير العرقي ، وهي مباديء ظلت تنادي بها وكانت تحاصر بها حكومة الإنقاذ مايقارب الثلاثة عقود من الزمان وزادت عليها عصابات الجنجويد جرائم اخري مثل السلب والنهب وبيع حرائر السودان في غرب افريقيا وتدمير البنيات التحية للمشاريع التنموية بالسودان .
اختارت مجموعة تقدم او قحت سابقا، اختارت ان تكون في هذا الوضع الضبابي والمخزي ضد جيشها الوطني فخسرت كل جموع الشعب السوداني ولعل ماصورته وعكسته كاميرا الشاب السوداني المقيم بفرنسا (ابوطاقية) ومجموعته من الشرفاء ولعل ابلغها هي لقطة لحمدوك وهو يهم بالخروج وحينما رأي شراسة هؤلاء الابطال الشرفاء قليلي العدد ولكن صوتهم جهور وحجتهم قوية ، فقد أظهرت كاميرا موبايل ابوطاقية حمدوك وهو مكسور و خائف يرتجف و يتحسس خطاه، يقدم رجل ويؤخر الأخرى مرتعدا متوترا، وبعد تردد قرر العودة إلى الداخل وفضل الهروب من الأبواب الخلفية للقاعة ، هرب حمدوك من عدد لايتجاوز عشرة متظاهرين سودانيين موجودين بالمهجر اجبروه على الاختفاء والهروب الحزين ، وبكل تأكيد ستكون هذه الليلة حزينة عليه وعلى صحبه القحاتة فلابد من ان يكون قد تصور كيف سيكون الوضع لو جاء مرة أخرى الي السودان ليتقلد منصب دستوري كما تتمنى دوائر اجنبية ويتمنى بضع مئات من العلمانيين بالسودان فهذا قد حدث له خارج السودان في أول مواجهة مباشرة مع قلة قليلة جدا من الشعب الغاضب، فكيف يكون الحال لو واجه الملايين التي تغلى بالسودان.
نعتقد ان مافعله ابوطاقية وجماعته بموقفهم القوي وخطوتهم الشجاعة في توصيل رأي الشعب السوداني وانطباعاته عن قادة قحت الذين باعوا الدم السوداني رخيصا ، كما أن تصوير هذا الحدث بكاميرا موبايل صغيرة رخيصة وقد لاتتعدي تكلفتها وخمسمائة دولار ، استطاعت هذه الكاميرا ان تنسف مؤتمر مشبوه تم التخطيط له منذ فترة بتكاليف قد تكون تعدت المليون دولار ، وربما مافعلته كاميرا ابوطاقية تعجز ان تفعله وزارات مثل الخارجية والاعلام او اجهزة مثل الاستخبارات والمخابرات حتى لو صرفوا الاف الدولارات ، ابوطاقية هزم قادة قحت مع كبيرهم الذي علمهم السحر و التأمر والتخابر وبيع الأوطان بأبخس الأثمان
اذن انقلب السحر على الساحر والمؤتمر الذي أرادت له فرنسا الدولة المنظمة ان يكون شوكة في خاصرة الدولة السودانية بعد ان تجاهلت الحكومة وساوتها مع المليشيا المتمردة ، استطاع ابوطاقية وصحبه الكرام ان ينسفوا كل ذلك بكاميرا صغيرة ولافتات بسيطة في شكلها وقليلة التكلفة وهتافات محددة وحجة قوية عجز كل اعضاء قحت عن مقارعتهم ولعل التصوير كان باحترافية لانه كان يركز على الوجوه التي شاحت وظهرت عليها علامات الرعب والخجل والضعف والهوان وختام السقوط كان بكائية مريم المنصورة وهي ودواخلها تقول لعيونها بكاؤكما يشفي وأن كان لايجدي.

مقالات ذات صلة