مشهد جديد .. عبدالسميع العمراني يكتب : علي خلفية زيارة المبعوث الروسي بغدانوف… من يساندنا في حرب الكرامة

منذ تفجر الصراع الدامي في السودان والذي كانت أبرز أسبابه هي حماقات وغرور وغباء الدعم السريع الذي فقدت قيادته (ال دقلو) عقلها ، نعم الأخوين دقلو هما الساس والرأس ولا ثالث لهما في الرأي والقرارات المفصلية والمصيرية في الدعم السريع، فقد اتخذ الأخوين دقلو قرارا كارثيا بالانحياز الي جناح فولكر وقحت وهو الجناح الإماراتي المدعوم من الغرب وإسرائيل وبعدها بدأت سلسلة من الحرب الكلامية العدوانية تجاه القوات المسلحة السودانية، وسلم الدعم السريع حبل غاربه الي جناح فولكر وقحت ، وهو الجناح الذي حاول استغلال القوة العسكرية الضاربة للدعم السريع وتوظيفها عسكريا لفرض الاتفاق الإطاري
ولعل الجميع يعرف حجم المؤامرة التي ترعاها وتمولها دولة الشر برعاية ومباركة وربما تمويل سري من دول عديدة بالاتحاد الأوربي أبرزها النرويج وفرنسا وكذلك بريطانيا المتمردة على الاتحاد الأوربي وقطعا ايادي اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ملطخة بجوال الدقيق .
يزور السودان هذه الأيام المبعوث الروسي نائب وزير الخارجية الروسي بغدانوف وبحسب ماورد انه سيلتقي برئيس مجلس السيادة الا ان المراقبون والمحللون لم يعرفوا بعد فحوي الرسالة التي يحملها المبعوث الروسي للبرهان.
اجمالا فإنه ومنذ حرب الخامس عشر من ابريل ٢٠٢٤ م، فان معظم دول الجوار ان لم يكن جميعها عدا إريتريا ومصر وقد اتخذتا موقفا صامتا اقرب للحياد ، اما متبقي دول الجوار الخمسة وهي ليبيا، تشاد، أفريقيا الوسطى، جنوب السودان، اثيوبيا ، كل هذه الدول قد باعت السودان، البعض منها كان ثمنه رخيصا وضيعا فقد باعنا بثمن بخس لووكيل المشترين وهي إمارات الشر ، فليببا جناح حفتر هي في الأصل صنيعة اماراتية لذلك فان الثمن لم يكن باهظا لتمرير السلاح والمعدات والوقود الي الدعم السريع ، اما تشاد والتي كانت ومنذ بداية الأزمة تدرك جيدا ان الدعم السريع عدو مشترك بينها والجيش السوداني فان تمكن الدعم السريع من حرق السودان فأن وصوله الي تشاد واحراقها يبقي مسألة وقت ، ومع بداية الأزمة قد رصدت تصريحات قوية للرئيس محمد كاكا، عبر خلالها عن عدم سماح دولته بمرور اي أسلحة او متمردين لزيادة التوتر بالسودان ، الا ان الإمارات سرعان ما استدعته الي أبوظبي وكانت الاغراءات حاضرة والدفع كاش حيث تم تسليمه مباشرة مبلغ مليار ونصف المليار دولار دعم للاقتصاد التشادي لحقتها بسلسلة من الدعومات ووعد بتنفيذ مناورات مشتركة بين الجيشين الإماراتي والتشادي وقد كانت المناورات المشتركة فكرة وخطوة ساذجة ومضحكة بحق ، بعدها توالت المطالب الإماراتية إذ طلبت من الحكومة التشادية تسليمها مطار مدينة ام جرس المتاخمة لمدينة الطينة الحدودية مع السودان ، فقد تم إجراء عمليات صيانة عاجلة لمطار ام جرس لاستقبال طائرات الشحن الإماراتية التي كانت تحمل معدات الموت والخراب والدمار المرسلة للدعم السريع والموجهة الي صدور السودانيين، كما أنشأت الإمارات مستشفى ميداني لاغراض حربية واضحة، وقد رمت الإمارات بثقلها في تشاد فكانت الطائرات تهبط وتغادر بشكل يومي مابين رحلتين الي ثلاثة رحلات يوميا وكلها ذات طابع عسكري ، اذن الحكومة التشادية قد باعت شرفها وباعت العلاقات الازلية والمصالح المشتركة بينها والسودان وضحت بأمنها الإقليمي وسمعتها داخل تشاد وخارجها، الان مع تفجر الأوضاع الداخلية في تشاد قبل الإنتخابات فأن كاكا قد بدأ في دفع ثمن مواقفه المخزية والخائبه تجاه جاره وشقيقه السودان .
اما أفريقيا الوسطى فهي شبه حكومة وتغيب فيها سلطة الدولة على اراضيها لذلك فان مايدخل و مايخرج بالحدود ربما حتى لايعرفون عنه شيئا ، والجار الرابع جنوب السودان فحاله مثل تشاد فقد باع كل مابينه وبين الاخ الكبير والجار الشقيق السودان سيد الاسم و الذي تربطه مع جنوب السودان كثير وشائج و مصالح وكثير تشابه وكثير هموم مشتركة في العديد من القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ولكن استجاب جنوب السودان لاغراءات الإمارات فباع جاره السودان واصبحت دولة جنوب السودان المنفذ الثاني لتوريد الأسلحة الإماراتية للدعم السريع، اما الجار الخامس اثيوبيا وأن تعذر دخول السلاح عبرها بسبب صمود القضارف وسنار ولكن هي متأمرة مساندة للدعم السريع لمجموعات قحت الجناح السياسي للدعم السريع علنا فهي توفر لقيادات الدعم السريع وقادة قحت كل التسهيلات اللازمة لتحركاتهم السياسية ومؤتمراتهم الصحفية التي يسخرون خلالها من رئيس مجلس السيادة ويضحكون علنا ويتندرون بصوت عالي خلال المؤتمرات الصحفية ومنها لقائهم المشهود مع الروبوت حميدتي
اما إريتريا فقد رفضت اغراءات الوكيل المشتري، وكان موقفا مشرفا وأن لم تعلنه صراحة ولكن الصمت والحياد وضعها في قائمة الشرف بانها لن تساند الدعم السريع ضد القوات المسلحة السودانية وكان افورقي قد حذر بعض دول الإقليم من تفكك الجيش السوداني بل الحق هذا الموقف بمجموعة قرارات قوية لصالح المواطنين السودانيين وتسهيل عمليات دخولهم وإجراءات اقامتهم في إريتريا، فهو موقف يحفظه له الشعب السوداني الذي لاينسى الجميل .
ومصر الجارة الاعز للسودان لم تخذله ابدا فقد كانت ارض الكنانة هي الوجهة الأولى لكل الهاربين من جحيم الحرب من سكان الخرطوم وود مدني وبعض ولايات دارفور المتأثرة بالحرب ، ساندت مصر السودان وكانت لها مواقف مساندة للجيش السوداني برغم من مجموعة الاغراءات والوعود التي تلاحقها من الإمارات وقد حاولت دولة الشر كثيرا اثناء مصر وكسبها لتغيير موقفها المساند للجيش السوداني ولكن لم تنجح المساعي الإماراتية لان مصر دولة مؤسسات محترمة ، مؤسسات تقرأ الحاضر وتعتبر من الماضي جيدا فهي تدرك ان تفكك الجيش السوداني سيكون وبالا على مصر والإقليم عامة ، فمصر وأن لم تعلن صراحة تاييدها للجيش السوداني ولكن الشعب السوداني يعلم أن الحكومة المصرية داعمة للجيش السوداني وهي تختلف مع الامارات في نهجها الهدام.
ومن واقع الجولة التي طفنا من خلالها على مواقف دول الإقليم نخرج بنتيجة واحدة هي ان السودان الان يخوض حرب الكرامة وحيدا دون وجود سند واضح ودعم فني او لوجستي او عسكري من اي من جيرانه بل ان معظم جيرانه كما أشرنا قد انقلبوا عليه يدعمون التمرد بتمرير الأسلحة والمعدات العسكرية المقاتلين الأجانب ، وعلى ضوء زيارة المبعوث الروسي لبورتسودان سنستعرض في المقال القادم المواقف الإقليمية والدولية تجاه الحرب في السودان.

مقالات ذات صلة