نقطة سطر جديد .. د. حيدر البدري : عيدٌ بأية حال عدتَ ياعيد..؟!. ….

المسلمون في كل بقاع الأرض يحتفلون بالعيد.. فهو عيد التضحية والمحبة والغرس الطيب..
يحتفل المسلمون ..في كل عام بهذه المناسبة العظيمة وبها يفرحون.
وللعيد في السودان طعم خاص…
يجتمع فيه الأحباء ..من كل حدب وصوب ..في البيت الكبير …في السودان للعيد نكهة خاصة ومذاق خاص ..لا يعرف طعم ذلك الا السودانيون. ولا يحلو العيد ولا تكتمل الفرحة فيه الا باللمة من بعد طول افتراق.
والعيد في القرية ومسقط الراس له حلاوة وطلاوة فوق الوصف والتخيل.
يسافر السودانيون من العواصم البعيدة والمدن الشريدة الى قراهم واهليهم …خاصة في العيد الكبير …والذي يجمع كل العائلة في مكان واحد.
والسوداني لا يذق للعيد طعما ..اذا لم يك وسط اهله واحبابه وخلانه.
….
وهذا العيد…
تفرق السودانيون ..وتشردوا …فالاب في بلاد …والام في اخرى ..الاخ في مصر والاخت في مروي …والاخ في كسلا…وآخرين تحت التراب…
كل افراد الاسرة في شتات وفراق اجباري….لاندري متى يلتئم الجمع ومتى يلتقي الأحباب ..وكيف سيكون الحال غدا وبعد غد.
ياتي العيد وبلادنا تتمزق …ياتي العيد وأحزاننا تتفاقم….ونحن في متاهة التوهان والتشرد …والضياع.
…قتلتنا السياسة ..والسياسيون…قتلتنا الثورة التي يزعمون…ورحنا بلا عقل نخرب اوطاننا …وننكث غزلنا بايدينا…نتجرع كأس الأسى والخوف والموت والدمار …ولا عزاء لنا .
…عاد العيد بما مضى ..بلا تجديد ولا جديد….الرصاص مازال يأز فوق ألرؤوس …وصيحات الموت والإغتصاب والكراهية والحقد والحسد مازالت تغبر سماءنا …وتسوًد صباحات الخرطوم ومدني والفاشر…و…و.
لا اطفال يلعبون في حدائق الفرحة والنشوة..لا اغنيات عيد تصدح …فقد مات فينا ابراهيم عوض ..فما عاد العيد ..بالخير علينا جديد.
لكننا نظن بالله كل الخير..وماظنكم برب العالمين ؟!… هو كاشف الغمة…وناصر الأمة…
وبأذن الواحد الأحد ..الفرد الصمد…سينتصر اهل السودان على احزانهم…سيعمرون الارض وسيبنونها بسواعد شبابهم الفتية، .سيعود المهجرون الى بيوتهم …وسنغني كما غنينا من قبل اغنيات العيد والفرحة والمحبة والسلام.
سيعود العيد وبلادنا باذن الله اكثر تماسكا وقوة ومنعة.
سينتصر السودان ..وسنفرح بالعيد
نقطة سطر جديد.