المؤتمر الوطني والسردبة

محمداحمد ود المأذون

مراجعات  المؤتمر الوطني والسردبة

في مقالنا السابق أشرنا لابد من محاكمات للمنهج والتطبيق وفق أسس المشروع لاستخلاص الدروس فسقوط الحكومه لايعني سقوط المشروع مادام يعتمد على أساس الدين فالمعياريه هي الأسس الدينيه التي بني عليها… وعليه لايجب أن تكون المعيارية هم من أتوا من بعده فكانوا أشد سقوطا.. هؤلاء هم غثاء أتى به تيار الثوره فقد جاؤوا في ظروف استثنائية لايجمعهم رابط فكري ولامشروع مدروس فهم جسم هلامي نبت في ظروف سقوط الإنقاذ كل الرابط بينهم عداءهم للإنقاذ وهو في الأصل لم يكن عداءا مبدئيا أكثر من البحث عن كراسي السلطه..

 

وعليه هؤلاء عابرين لارصيد لهم في مجال الفكر والثقافه السودانيه. فلن يكون تاثيرهم أكثر من التأثير الديواني المكتبي اما مجتمعيا فلاوزن لهم.. وذلك لأسباب موضوعيه وهي أن الذين اعتلوا كرسى السلطه بعيدين عن الريف والجماهير يحسبون ان مستخدمي الوسائط هم كل الشعب… ثم انهم من المنبهرين بالحضارة الغربيه والمهزومين أمام الشهادات والألقاب العلميه ولارهاب البعيدين أضافوا كلمة كفاءات وعلما بأن الموروث الشعبي يريد الداري أكثر من القاري وعليه أطلقوا القلم مابيزيل بلم ويوجد تعريف للبلم… هذه الكفاءات جاءت بالمعلبات الفكريه ولكن هل يستسيغها المواطن البسيط؟ قطعا هذا جسم غريب سيذهب.. ولن يكون له أثرا اجتماعيا…

 

ونعود لموضوع المراجعات.. على أهل الإنقاذ وبما اكتسبوا من خبره تراكميه وقدرات معرفيه تشكل لهم المعبر للنقد الذاتي والجرح والتعديل وتقويم المشروع مادام المشروع محدد المتن والمعالم يحتاج لإضافة شروح حسب متغيرات الزمان والمكان بمافيه تدريب وتربية الكادر البشري على الزهد والإخلاص وتقوية روح التدين والإيمان به وبمقدار التدين يكون الإنجاز وإعداد دراسات ممنهجه حول التجربه السياسيه السابقه الغنيه خلال مسيرة ثلاثين عاما لاستيعاب الدرس وإصلاح الطريق للقادمين…..

 

أما مايحدث الآن هو موقف الدفاع ورد الشبهات ودرء السهام والانحياز العاطفي للماضي وهو التعلق بحبال الشمس الغاربه والمني جدا قول السيد محمد عبدالرحمن محمد القيادي بالمؤتمر الوطني (سردبو بس) فالتقوقع في خانة الدفاع انهزامية لايعرفها الرسالي واستنزاف لطاقات لاطائل منها.. ولكن كلمه حركه اسلاميه تعني أن تكون دائما في حالة حراك فكري اجتماعي ديني فهي حركة تجديديه عمليه اما (السردبه) والبيات الشتوي هي انهزامية لاتليق برسالة تجديديه تبحث عن الأمثل… ومادام أهل المشروع يؤمنون بثلة من الأولين وقليل من الآخرين وعليه تكون الثورات والاطروحات في حالة تآكل مالم تطرا عليها يد الترميم.. وإنه للثورات اعمار كما للناس…

 

وعليه لتستمر الثوره لابد أن تكون في حالة تجديد التجديد في الوجوه والهياكل والطرح حسب معطيات الظروف المحيطه زمانا ومكانا ولكن لا بد أن يكون مبدأ التدين حاضرا مواكبا مادام الدين ثابت في أصله لجعل الحياة تابعة له اما الشعور بالهزيمة من المستحيلات في حق الرسالي.. في غزوة أحد انكسر الجيش ولم تنكسر عزيمة المؤمنين ولم ينهزم عزمهم ولكن الهزيمة الداخليه هي التي أشد وطاءا واثقل حملا لأن الرسالي صانع التاريخ يعرف ان ارتفاع الوضيع وانحطاط الرفيع شي عرضي وأمر مفيد يفتح المجال للتصفيه وتنقية الصفوف لأن حسن القصد وسوء القصد أمر يتحقق بقدر إيمان صاحب المشروع بمشروعه وقوة تدينه وعهده وميثاقه بحكم الوازع الداخلي والرادع التنظيمي. وسقطت الإنقاذ وأصبحت في ذمة التاريخ ولكن.. لابد من الاستفاده من دروسها.. وقلنا اول السقوط كان هو التشقق الذي لم يحتكم للمشروع وإنما لهوي النفس… الحركه الشيوعيه في روسيا انقسمت لأسباب أيضا نفسيه ونقرأ ماكتبه لينين في 24/12/1922 إن ستالين مفرط في الفظاظه وهذه النقيصه يمكن احتمالها في بيئتنا نحن الشيوعيين وفي الاتصالات فيما بيننا ولكنها تصبح أمر غير محتمل في منصب الأمين العام ولهذا اقترح على الرفاق في أسلوب لنقل ستالين من هذا المنصب…..

 

وكذلك انتقلت الحركه الاسلاميه من مرحلة الصفويه إلى مرحلة الجماهيريه عبر المؤتمر الوطني الذي بدأ به عهد الطلقاء وكان القدامى يريدون إدارة اجتماعاتهم بنفس الصرامه التنظيميه السابقه ولكن هل الطلقاء يحتملون الفظاظه التي يحتملها الملتزمون تنظيميا؟؟ هل بعض القدامى طمعوا أن تكون لهم القياده والرياده ماداموا وجدوا السند من الطلقاء؟؟ هل خطاب لينين هو نفس مذكرة العشره هذا مانناقشه في الحلقات القادمه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *