وجهة نظر/ابراهبم عثمان يكتب آلآن يا أبا هاجة ؟

اثير نيوز-

إلى ما قبل اعلان المبادئ الأخير كان أعلى سقف لسوء الظن بالعساكر هو أن عبارة الدين خط أحمر التي يكررونها إنما هي مجرد تعريض بالشركاء في سياق الصراع القائم، وإنها لا تزيد عن محاولة لفظية لمسك العصا من المنتصف، الغرض منها الإيحاء للشارع المحافظ بأن العسكر ليسوا مع العلمانية، والتخدير والنأي بالنفس عن المشروع الذي لا يعارضونه في الحقيفة وإنما يريدون من الشركاء تحمل مسؤوليته وحدهم .

منذ عودته من جوبا صمت البرهان ولم يدافع عن خطوته الأخيرة . وخرج على الناس مستشاره الإعلامي “أبو هاجة” في تصريحات من الواضح أنه أراد منها امتصاص غضب الشارع مع عدم اغضاب الحلو، ولهذا أتت تصريحاته مشوشة ..

▪️ يقول المستشار ( تصوير إعلان المبادئ بأنه حرب ضد الإسلام تعد اختزالاََ مضراََ وتشويهاََ غير مفيد لهذه المبادئ بل هو تضييقاََ لواسع ) .. معارضو اتفاق جوبا قالوا عنه إن فيه اتفاق على العلمانية، ولو كان المستشار شجاعاً وغير راغب في التلبيس فالأولى أن يقول ( تصوير فصل الدين عن الدولة بأنه حرب ضد الإسلام يعد اختزالاً وتشويهاً للعلمانية … الخ ) .. ثم ما هو الواسع الذي يشتكي المستشار من تضييقه ؟ أهو دينهم الذي يتسع للعلمانية؟ . أما إن كان يقصد أن الاتفاق حوى بنوداً أخرى بجانب العلمانية، فالبنود الأخرى تضيف لوريقة جوبا سوءات أخرى عن الدستور وكيفية إقراره، وعن لغة الدولة وعن فصل الدولة عن الثقافات وعن جيش الحركة الباقي .. إلخ

▪️ يقول أيضاً ( الحديث عن العلمانية يجب أن يسبقه النظر إلى ركائز الحرية والمساواة والعدالة والديمقراطية) .. ويمكن الرد على المستشار بأن ما دعاك إلى استنكار مجرد حديث الناس عن العلمانية ومطالبتهم بالنظر إلى ما ذكرته قبل الحديث عنها، سيدعوهم هم إلى استنكار أشد ومبرر لإقدامكم، بدون النظر إلى تلك الركائز، ليس فقط على الحديث عن العلمانية والدفاع عنها، بل على إقرارها مباشرةً وبأكثر نسخها تطرفاً .

▪️ يقول ( القيادة التي الوطنية التي بدأت مسيرة السلام أكثر حرصاً على حماية المعتقدات ونبذ التطرف ) .. وهنا يظهر بشكل جلي إنحياز المستشار للعلمانية، فالدين عند العلمانيين هو مجرد عقائد يعتقدها الناس ولا ينبغي أن يتدخل في شأنهم العام ولا في علاقاتهم ببعضهم البعض، وأقصى وعد يقدمه العلمانيون هو احترام العقائد وعدم منع ممارسة العبادات، واعتبار المطالبة بتحكيم الشريعة تطرفاً منبوذاً تحاربه الدولة، ولهذا قرن المستشار حماية المعتقدات بنبذ التطرف..

▪️ يقول ( ما حدث فى جوبا هو توقيع إعلان مبادئ وليس خواتيم، ما يستوجب الإنتظار حتى بداية التفاوض ) .. ما حدث في جوبا هو اتفاق نهائي على العلمانية وعلى ادراجها في الدستور وعلى اعتماد الوثيقة الدستورية كدستور دائم بعد اكتمال التعديلات، وعلى أن تظل بندقية الحزكة مرفوعة إلى حين التأكد من تضمين العلمانية في دستور دائم، هذا ما قاله إعلان المبادئ، وهذا ما قالته حركة الحلو دون رد من الجانب الحكومي .

▪️ يقول ( التفاوض ستشكل له وفود ولجان والتى قطعا ستستمع وتسترشد برؤى ومقترحات ووجهات النظر المختلفة التي تمثل كل الكيانات السياسية والاجتماعية وكل قوى الثورة للخروج بمايحقق الأهداف الاستراتيجية الكلية ) .. آلآن وقد وقعتم؟ .. آلآن بعد أن أخفيتم الأمر عن كل الشعب واقتصرت شوراكم قبل التوقيع على “ديڤيد ويسلي ” وبقية من تهمكم شوراه خارج الحدود؟ .. آلآن وقد قالت حركة الحلو رُفِعت الأقلام وجفت الصحف فيما يخص العلمانية ؟ …آلآن وقد أكد محمد جلال هاشم أن سقوفهم فيما تبقى من رتوش أعلى مما حواه الاتفاق وقد ثبت أنه إذا وعد، أو توعّد، فإنه لا يخلف. وقد ثبت أن إخلاف الوعد هو عادتكم ؟

إبراهيم عثمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *