بعد أحداث الجنينة الفاشر ونيالا.. دارفور تحترق..

 رصد- اثير نيوز
نقلا عن السوداني-
على نحو مباغت عادت أثقاب النار للاشتعال مرة أخرى بإقليم دارفور، إذ شهدت مدينة الجنينة في الأسبوعين الماضيين اشتباكات دموية سقط على إثرها أكثر من150 قتيلاً والمئات من الجرحى. قبل أن تنطفئ حرائق الجنينة، اشتعلت مدينة الفاشر شمالي دارفور بالحرائق أصيب على إثر ذلك ستة نظاميين واثنان من المواطنين فيما شهدت جنوب دارفور اضطرابات أمنية أودت بحياة عدد من النازحين .

أحداث الجنينة
شهدت مدينة الجنينة أحداثاً دموية راح ضحيتها أكثر من 144 قتيلاً وأصيب 236 آخرون . وتعود الأحداث التي جرت بالجنينة لخلاف قديم متجدد بين فصائل عرقية بالمدينة، تناوشت في أوقات سابقة قبل أن تتدخل الحكومة وتوقف الصراع بينها، ثم تجدد الصراع مرة أخرى بينها ، ازدادت وتيرته بشكل أكبر مما كان عليه سابقاً حيث سقط عشرات الجرحى والمصابين ، والي غرب دارفور د. محمد عبدالله الدومة فسر الصراع بأنه نوع من الهجوم الذي تقوده ما وصفها بالمليشيات القادمة من تشاد وليبيا وأن المليشيات أحدثت خراباً وفوضى بالجنينة ، فيما رأت أصوات أن الدومة يعتبر جزءاً من الصراع بسبب تصريحاته التي تبدو شبه منحاز لأطراف الصرأع وطالب البعض بإقالته بيد أن الدومة قال إن إقالته تعني مزيداً من الاقتتال كما حدث في كسلا عقب إعفاء صالح عمار صالح من حكم الولاية ، إزاء شلالات الدماء التي سألت بالجنينة اضطرت السلطات المركزية لإعلان حالة الطوارئ بها ، ثم قام رئيس المجلس السيادي والقائد العام للقوات المسلحة بزيارتها أمس “الإثنين” للوقوف على الأوضاع الأمنية بالولاية .
أحداث الفاشر
في مدنية الفاشر انطلقت تظاهرات طلابية صباح أمس الأول بسبب المطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية ووصل المتظاهرون سوح منزل الوالي وحطموا الواجهة الأمامية للمنزل قبل أن يدخلوا في اشتباك حاد مع الحراسات الأمنية المنصوبة أمام منزل الوالي. إزاء تزايد الاحتجاجات بالفاشر اضطرت حكومة الولاية لتعليق الدراسة بكافة المراحل الدراسية وإعلان حالة الطوارئ فيما قال والي الولاية محمد حسن عربي ان الاحتجاجات خلفت ستة جرحى من القوات النظامية واثنين من المواطنين وأنه وقف على أوضاعهم الصحية بعد هدوء الأحوال بالمدينة ولم ينس عربي دمغ المتظاهرين بالمخربين. اصوات متعددة انتقدت عربي بسبب دمغه للمتظاهرين بالمخربين سيما وأن بيانه الصحفي المذيل بتوقيعه لم يشر لاحقية المتظاهرين بالاحتجاج من أجل الأوضاع الاقتصادية. وكانت شمال دارفور قد شهدت الأسبوع قبل الماضي صراعا دمويا عند منطقة بن حسين وقع على إثرها خمسة عشر قتيلاً بحسب تصريح محمد حسن عربي “للسوداني” . في سياق منفصل ما زال يقبع بسجن الفاشر أكثر من ثمانية معتقلين سياسيين تم توقيفهم في فبراير الماضي بعد الاحتجاجات التي شهدتها الفاشر ويعانون من أوضاع صحية مزرية أحدهم يعاني من مرض السرطان وبحاجة للعلاج وهو المعتقل كمال الدين يحيى.
أحداث قريضة
لم تكن ولاية جنوب دارفور بمعزل عن الاضطرابات الأمنية التي تشهدها ولايات دارفور هذه الأيام، حيث شهدت منطقة قريضة أحداثاً مسأويةً بعد حرق معسكر قريضة للنازحين وعلى إثر ذلك سقط ستة قتلى وأصيب آخرون. وناشد مواطنو قريضة المنظمات الإنسانية بأهمية توفير الإغاثة لقاطني المعسكر بعد الحرائق التي اجتاحته وجعلت قاطنيه في العراء. حاضرة الولاية مدينة نيالا شهدت هي الأخرى احتجاجات طلابية”الأحد” ووصل المحتجون إلى منزل الوالي موسى مهدي إسحاق مطالبين بتوفير الكهرباء والوقود ، وتعاني نيالا من شح في الإمداد الكهربائي منذ أكثر من عام دون الوصول لحلول عاجلة ، وبسبب التوترات والاحتجاجات التي اجتاحت مدينة نيالا أعلنت اللجنة الأمنية بالولاية تعليق الدراسة بمرحلتي الأساس والثانوي، فيما أعلنت اللجنة الأمنية عن إصابة ستة من أفراد الشرطة وتحطيم النوافذ الزجاجية لبنك فيصل الإسلامي.
مخاوف بالضعين
في شرق دارفور لا تختلف الأوضاع الأمنية كثيراً عن شمالها وغربها وجنوبها ، سيما مع أقتراب موسم الخريف، وبحسب معلومات تحصلت عليها ” السوداني” فإن الولاية شهدت حشداً من بعض الجماعات المسلحة التي تمارس النهب مع اقتراب موسم الخريف بيد أن والي شرق دارفور محمد عيسى عليوة قال إن الأوضاع الأمنية مستقرة ولا يجد ما يقلق وأن القوات الأمنية المشتركة تراقب الولاية. الضعين تعد أكثر مناطق شرق دارفور اضطرابات أمنية في السنوات الماضية .

ما وراء التوترات
ثمة من يعتقد بأن الأحداث التي تشهدها ولايات دارفور مفتعلة وتقف من ورائها جهات لا ترقب في استقرار الأوضاع بدارفور وشد الأطراف للضغط على الحكومة المركزية وإضعافها ومن ثم الانقضاض عليها ، فيما يرى مراقبون أن صراع الأرض والموارد بدارفور هو صراع قديم متجدد لا يمكن حسمه إلا بفرض هيبة الدولة عبر تفعيل الآليات القانونية الرداعة لإيقاف نزيف الدماء بدارفور .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *