تأملات : جمال عنقرة يكتب.. صندوق رعاية الإعلاميين .. الفكرة والهدف

تأملات : جمال عنقرة يكتب..
صندوق رعاية الإعلاميين .. الفكرة والهدف

الخرطوم – أثير نيوز

قبل الحديث عن موضوع صندوق رعاية الإعلاميين الذي كنت قد وعدت بالحديث عنه، في معرض حديثي عن مبادرة الوقوف مع الأستاذ الجليل مامون الطاهر التي قادها مجموعة من زملاء وأصدقاء وتلاميذ الأستاذ مامون، فقبل الحديث عن فكرة الصندوق وأهدافه، لا بد من الوقوف عند بعض المفاهيم التي يبدو أنها لم تصل إلى كثيرين كما هي، فأهمية فكرة الصندوق لم تأت في مقامها الأول لسوء أوضاع كثيرين من زملاء المهنة، وحاجة بعضهم إلى رعاية، لا سيما الذين تتقدم بهم السن، أو يتقاعدون عن العمل، ولكن الداعي لها أولا هو سوء أوضاع المؤسسات الإعلامية والصحفية علي وجه الخصوص، ففي مجال الصحافة مثلا لا تكاد يذكر عدد المؤسسات التي يمكن أن تنطبق عليها شروط المؤسسة، وكثيرا ما كتبت خلال العهد السابق عن ضعف رقابة مجلس الصحافة علي المؤسسات الصحفية، فهو لم يكن يهتم بغير الرسوم المفروضة علي هذه المؤسسات، لكنه لم يكن يعر الضوابط اهتماما، فكثير من المؤسسات لا تتقيد بالحد الأدني للمرتب، وكثير منها لا تسدد استحقاقات صندوق الضمان الاجتماعي، بل بعضها يستقطع نسبة الصندوق من راتب الصحفي، ولا يسددونها للصندوق، ولا أظن توجد مؤسسة صحفية لديها تأمين صحي للعاملين عندها، وهذه هي بعض العلل الأساسية التي بسببها ساءت أوضاع صحفيين كثير، ولم يعودوا قادرين علي مواجهة متطلبات الحياة البسيطة، وصار كثيرون منهم في حاجة إلى رعاية.
مفهوم آخر لا بد من تصحيحه، وهو أن كثيرين فهموا أن صندوق رعاية الإعلاميين الهدف منه جمع نقود من داعمين، لتكون حاضرة عندما تلم بأحد الزملاء حاجة تستحق الدعم والمساندة، وهذا الفهم ليس صحيحا هكذا، فقد تكون واحدة من مهام الصندوق أن يفعل ذلك، ولكن مهمته الأساسية أن يحشد المجتمع عبر مؤسساته الحكومية والأهلية، وفي مقدمتها المؤسسات الإعلامية والصحفية لتقديم منظومة خدمات خاصة متكاملة للصحفيين، ولنا في ذلك إرث وتاريخ.
أولا لا بد من الإشارة إلى أعمال جليلة كان يقوم بها الإتحاد العام للصحفيين السودانيين خلال العقدين الأخيرين، صحيح أن كثيرين كانوا يأخذون علي الاتحاد ضعف اياقعه السياسي، وكذلك المهني، ولكن لا أحد يستطيع أن ينكر كسب الاتحاد في جانب الخدمات الأساسية للصحفيين، فلقد استطاع توفير سكن لآلاف من منسوبيه عبر السكن الشعبي والاقتصادي، أو عبر السكن الفئوي، وكذلك استطاع توفير سيارات بأقساط مريحة إلى كثيرين من الصحفيين، وملك آخرين وسائل إنتاج مختلفة ومتنوعة.
تجربة وقوف المؤسسات الحكومية والأهلية مع الإعلاميين والصحفيين ليست جديدة، ولدينا في “مركز عنقرة للخدمات الصحفية” تجربة طويلة في ذلك، ولم يكن لنا فضل في هذه التجربة سوي المبادرة، ولكن الفضل من بعد الله تعالي كله يعود إلى المؤسسات التي كانت استجاباتها عالية جدا، ومن الخدمات التي وفقنا في تقديمها بمشاركات مجتمعية، الحج لنحو مائة من الصحفيين والإعلاميين، والعمرة لنحو 250 إعلاميا، ودورات تدريبية لعدد مقدر داخل وخارج السودان، وعشرات الأنشطة الثقافية والاجتماعية وغيرها، ومن الجهات التي كانت تقف معنا وتشارك في رعاية هذه الخدمات والمناشط، وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، والإدارة العامة للحج والعمرة، وسفارة خادم الحرمين الشريفين بالسودان، ووزارة رئاسة الجمهورية في عهد الوزير الدكتور فضل عبد الله فضل، وسفارات السودان في السعودية والقاهرة، والسفارة المصرية بالسودان، وسفارة الإمارات العربية بالسودان، والناقل الوطني شركة الخطوط الجوية السودانية، وشركات الطيران الوطنية، تاركو، وبدر، وشركة سوداني للإتصالات، وفندق إيواء، وصالة أمسيتي، وقاعة الصداقة، وقناة النيل الأزرق، وقناة الخرطوم، وإذاعة ام درمان، وقناة أنغام، وكثيرون غيرهم من المؤسسات والأفراد، نذكر منهم الأصدقاء جمال الوالي ووجدي ميرغني، ومن وجهاء جدة الأحباب السماني عمارة، وحاتم تاج السر، والدكتور مامون حميدة، ومستشفي مكة ورائده الحبيب الدكتور العاص، ومستشفي أحمد قاسم، والمديرة الطبيبة الإنسان الملاك هدي حامد، وكل طاقم المستشفي.
وقيام الصندوق في نهضته الجديدة يستوعب كل هؤلاء الشركاء وغيرهم، ولا بد من الإشارة أيضا إلى أن مبادرة الصندوق هذه، مبادرة لكل الصحفيين والإعلاميين، ومن الذين شاركوا في إطلاق أول نداء لها الزملاء عادل سيد أحمد، وعاصم البلال، وبكري المدني، وعلم الدين عمر، وعبد المنعم شجرابي، ومحمد أحمد دسوقي، ومحمد فرح عبد الكريم، وعادل سنادة، والصافي سالم، والدكتور عبد الوهاب السيسي، ومن الجهات التي أعلنت مباركتها للمبادرة مجلس السيادة ممثل في عضو المجلس الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، ومستشار رئيس المجلس العميد الدكتور الطاهر ابو هاجا، ومدير عام الشركة السودانية للتعدين المهندس مبارك أردول، ومنظومة الصناعات الدفاعية، والأمين السياسي لحركة العدل المساواة الفريق سليمان صندل، ومن الزملاء الذين نشطوا في ذلك بهمة، عبود عبد الرحيم، ومني ابو العزائم، وعبد السلام القراي، ومحمد الصادق،وشرف الدين عليش، وكثيرون غيرهم.
وتلك بعض ملامح عامة لفكرة صندوق رعاية الإعلاميين الذي ينشط فيه عدد من الزميلات والزملاء، ونحن معهم من الناشطين بإذن الله تعالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *