مشهد جديد .. عبدالسميع العمراني : القضارف لازم تشرب ، لكن بالمال وليس بالترند

شعار أكثر من رائع طرحه شباب القضارف خلال اليومين الماضيين ، إذ انتشر علي شكل ترند بوسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان ( القضارف لازم تشرب) ، وبكل تأكيد ان الهدف سامي من طرح مثل هذا الشعار اي كنوع من الاحتجاج ولكن يبقي مثله مثل أي شعارات طرحها الشباب خلال او بعد ثورة ديسمبر وهي كثيرة ومتنوعة اخذت دورتها في وسائل التواصل الاجتماعي ومن ثم اختفت او طوتها الايام بتجدد أحداث أكثر سخونية منها او ربما لاستحالة تحقيق تلك المطالب التي تمت المناداة بها لأسباب عديدة منها ماهو منطقي ومنها ماهو غير منطقي.
بكل صراحة ولنكن واقعيين يجب نحول هذا المطلب الذي طرح عبر شعار (لازم تشرب) ، ان نحوله من مطلب نظري واحتجاج جماهيري مبطن عبر شعار (ترند) قد يختفي ويتلاشي مع الايام ، يجب ان نحوله الي واقع عملي وان يكون المقصد ليس الجهات الحكومية او مجلس السيادة ، بل الي شعب القضارف المدينة والقري المستفيدة بالخط الناقل ، لان الحكومة الحالية ، هي بشكل او اخر حكومة حرب او أزمات تعلمون جميعا ان الصرف علي مشاريع التنمية يبدو شبه متوقف ، ورغم ذلك وبحسب ما تم تداوله في العام الماضي ان الحكومة المركزية قد ساهمت في مشروع مياه القضارف ولكن لم يتم الكشف عنه وان كان قد أعلن في ان المالية التزمت بأن تدفع كل المستحقات للشركة الصينية ودفعت مقدما مبلغ عشرة مليون دولار الا أنه لم يتم التأكيد هل تم بالفعل ام لا .
ونشهد للسيد الوالي الحالي الفريق الركن محمد احمد حسن ودالشواك ، انه قد بدأ اول مهمة له بملف المياه ، إذ غادر الي العاصمة الإدارية مباشرة عقب اعلان تعيينه ، وقد حاجج وعافر وقاتل واجتهد في الحصول علي دعم المالية ، والرجل مازال يبذل كل جهده من أجل أن يكتمل المشروع وتكتمل معه فرحة مواطني القضارف بزوال عطش السنين ووصول المياه الزلال الي حنفية كل بيت بمدينة القضارف وبمنازل قري الخط الناقل بشمال شرق ووسط القضارف .
المجهود الشعبي في هذا المشروع يبقي هو الأهم ، ونعتقد انه بدلا من أن نردد في الميديا شعارات وكلمات وعبارات ستاخذ دورتها وتنتهي ، من الأفضل أن تتكفل المنظمة الشعبية لمياه القضارف والتي عادت الي الحياة مرة اخري بعد أن دفنت حيه دون ذنب جنته.
يمكن أن تتكفل المنظمة الشعبية بتدشين برنامج التبرعات مسنودة و مدفوعة بحماس هؤلاء الشباب ، علي ان لاتكون الفترة عبارة عن مهرجان وأغاني بل حملة تذهب الي الأحياء لتجمع التبرعات في حساب المنظمة الشعبية ، لانريدها تبرعات نخبوية او فوقية شحيحة ، بل نود ان يشترك كل بيت بالقضارف وقري الخط الناقل في هذا المشروع.
اي بالمختصر المفيد ان تدفع كل أسرة بمدينة القضارف مبلغ (250) الف جنيه وينطبق الحال علي جميع المستفيدين بقري الخط الناقل .
فان قدرنا عدد المستفيدين بحوالي 30 الف منزل وربما يزيد عن ذلك ، فان كان العدد (30) الف أسرة ، وكانت المساهمة بمبلغ 250 الف جنيه لصالح مشروع (القضارف لازم تشرب) حتما سيكون المبلغ أكثر من سبعة تريليون جنيه ، نعم اننا نعلم ونقدر الظروف التي يمر بها المواطن في ولاية القضارف ولكن مايتم صرفه من مبالغ في الوقت الحالي لشراء المياه في كل بيت قد يتعدي هذا المبلغ .
فأن توفرت الارادة وجمعنا هذا المبلغ سيكون الحصاد باذن الله تعالى مبلغ (7500) مليار ونصف المليار اي بالأرقام القديمة تعادل سبعة تريليون ونصف الترليون وهو يعادل مبلغ ثلاثة مليون دولار ، و
نعتقد ان توفير هذا المبلغ جدير بحفز المالية الاتحادية واستفزازها لتدفع ضعفها او مقابلها وهذا بدوره سيسرع ويسهل إكمال متبقي ال 10 ٪ او الخمسة في المائة قبل الخريف بإذن الله تعالى .
نأمل ان يشرع الشباب المتحمس الذي دشن شعار (القضارف لازم تشرب) ليحوله الي واقع عملي وملحمة شعبية تنتظم القضارف المدينة ومعها عدد (23) قرية وهي مايطلق عليها قري الخط الناقل لمياه القضارف ، ومتوقع ان تكون مساهمة تلك القري في النفرة الشعبية اقوي واكبر ، فستكون الأكثر حماسا ، توقعاتي ان المبلغ سيتجاوز عشرة تريليون جنيه بإذن الله تعالى.

مقالات ذات صلة