زيارة ناجحة .. تعاون إستراتيجي بين مصر والسودان .. بقلم : علي يوسف تبيدي

عاد الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة للبلاد ، بعد زيارة استغرقت يوما واحدا، للقاهرة التقى فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي ، اتفقا فيها على جملة من الموضوعات التي تخدم البلدين ، وتنشط جمهورية مصر في جهود احلال السلام بالسودان وإنهاء معاناة شعبه الناجمة عن الحرب المستمرة منذ عامين ، وفي هذا الاتجاه عقدت مصر لقاءات واجتماعات ومبادرات مختلفة على المستوى الإقليمي والدولي ، الى جانب جهودها مع القوى السياسية السودانية.

زيارة البرهان أمس إلى القاهرة جاءت بعد دعوة رسمية بعثها السيسي وتم تسليمها قبل أيام بواسطة سفير جمهورية مصر لدى السودان هاني صلاح ، و بعد زيارة رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء حسن محمود رشاد إلى بورتسودان يوم الثامن من أبريل 2025 ، كما جاءت بعد مؤتمر لندن الذي انعقد في 11 أبريل 2025 وشهد خلافات حادة بين أطرافه ، بين داعمي الحلول المنحازة للمليشيا وبين الأصوات الدعم للحكومة و الجيش السوداني ، إضافة إلى تحفظات بعض الأطراف الدولية على نهج الحل العسكري ، أفشلت مخرجاته وأفرزت مناخًا جديدًا دفع القاهرة إلى اتخاذ خطوة بدعوة البرهان لزيارة مصر، كما انها جاءت عقب جولة خارجية للبرهان شملت عدد من دول الجوار خلال الأسابيع الأخيرة ، الامر الذي يؤكد بحسب مراقبين تحقيق مكاسب دبلوماسية كبيرة للسودان في سياق العمل على هزيمة المؤامرة التي يتعرض لها ، وهو نصر يضاف الى الانتصارات الميدانية على ارض المعركة والتي تحققها القوات المسلحة ضد مليشيا الدعم السريع ، ويعول السودان كثيرا على الدور المصري في دعم البلاد ومساندتها لمواجهة المخططات الخبيثة في المحافل الدولية والاقليمية، الى جانب التنسيق بين البلدين في القصايا المصيرية وذات الاهتمام المشترك ، لذا فان زيارة البرهان للقاهرة انتهت الى توافق واتفاق كبير في جملة من القضايا.

وعقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ، جلسة مباحثات ثنائية يوم الاثنين بقصر الاتحادية في القاهرة ، بحثا خلالها آفاق التعاون المشترك بين السودان ومصر في مختلف المجالات.
تناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين والارتقاء بها بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
كما ناقش الجانبان تطورات الأوضاع في السودان ، وجهود تحقيق السلام والأمن والاستقرار ، فضلاً عن خطط إعادة البناء والإعمار لما دمرته الحرب ، بالإضافة إلى تناول قضايا إقليمية ذات اهتمام مشترك.
الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عبر عن تقديره العميق لمستوى العلاقات بين السودان ومصر ، واصفًا إياها بالعلاقات الاستراتيجية ذات الطابع التاريخي والخصوصية الفريدة. وأكد البرهان حرصه الشديد على تعزيز هذه الروابط لخدمة مصالح الشعبين وتحقيق تعاون استراتيجي مشترك.

وأشاد رئيس مجلس السيادة بالمواقف المشرفة لمصر وقيادتها الحكيمة ، مشيرًا إلى دعمها المتواصل لمؤسسات الدولة السودانية ، ووقوفها الدائم إلى جانب الشعب السوداني ، وحرصها على أمن واستقرار وسيادة السودان.

من جانبه ، جدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تأكيده على موقف مصر الداعم والثابت تجاه قضايا السودان ، مشددًا على دعم مؤسسات الدولة السودانية وسعي بلاده لتحقيق الأمن والاستقرار ووحدة الأراضي السودانية ، إضافة إلى دعم جهود إعادة الإعمار والبناء.

وأكد السيسي حرصه على تمتين علاقات التعاون الثنائي بما يلبي تطلعات الشعبين ، معربًا عن اعتزاز مصر الكبير بالعلاقات الاستراتيجية الراسخة التي تربطها بالسودان على المستويين الرسمي والشعبي.

كنا بحث الجانبان خلال المباحثات تعزيز التعاون الثنائي في عدة مجالات حيوية ، منها الربط الكهربائي ، السكك الحديدية ، التبادل التجاري ، التعاون الثقافي والعلمي ، إضافة إلى مجالات الصحة والزراعة والصناعة التعدين ، وذلك بهدف تحقيق التكامل الاقتصادي والاستفادة من الإمكانات الضخمة التي يمتلكها البلدان.

كما تم الاتفاق على مواصلة العمل المشترك في تنفيذ المشروعات الكبرى ، بما يسهم في إعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب وتحقيق التنمية المستدامة.

وناقش البرهان والسيسي التطورات الميدانية الأخيرة في السودان ، خاصة التقدم الذي حققته القوات المسلحة السودانية في استعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم ، واتفقا على ضرورة تكثيف الدعم والمساعدة للسكان في مناطق النزاع.

وتبادل الجانبان وجهات النظر حول القضايا الإقليمية ، خصوصًا الأوضاع بحوض نهر النيل والقرن الأفريقي ، وأكدا على تطابق رؤاهما حيال أهمية التنسيق والعمل المشترك لضمان الأمن المائي للدولتين وحفظ الاستقرار الإقليمي.