مرصد مشاد يدين الهجوم على مدينة النهود ويحمل قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين

يدين مرصد مشاد بأشد العبارات الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في مدينة النهود بولاية غرب كردفان والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 240 مدنيًا بينهم نساء وأطفال وإصابة العشرات بجروح متفاوتة من بينهم 19 أطفال في اعتداء دموي وممنهج استهدف السكان العزّل في خرق صارخ للقانون الدولي الإنساني وكل الاتفاقيات الدولية التي تضمن حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة.

ويوثق المرصد ارتكاب قوات الدعم السريع لحملة اعتقالات تعسفية واسعة طالت أكثر من 400 مدني تم احتجازهم في ظروف غير إنسانية وترافقت مع أعمال نهب وسلب شملت الممتلكات العامة والخاصة بما في ذلك المنازل والمتاجر والمرافق الحيوية كما تلقى المرصد إفادات موثوقة عن تعرّض عدد كبير من المدنيين للتعذيب الجسدي والنفسي على نحو مروّع مما اضطر مئات الأسر إلى الفرار من المدينة نحو المجهول في ظروف إنسانية قاسية دون مأوى أو غذاء أو رعاية طبية.

ويؤكد المرصد أن ما جرى في النهود يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب أحكام نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ويحمّل قيادة قوات الدعم السريع بكامل تركيبتها العسكرية والسياسية المسؤولية الجنائية الكاملة عن تلك الانتهاكات الممنهجة التي تأتي في سياق نمط مستمر من الاعتداءات الوحشية ضد المدنيين في السودان.

ويطالب المرصد بتحرك عاجل من المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية المختصة لوقف هذه الجرائم وتوفير الحماية الفورية للمدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية كما يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتقصي الحقائق وتوثيق الجرائم ومساءلة مرتكبيها وتقديمهم إلى العدالة الدولية كما يؤكد على ضرورة تسريع آليات العدالة الانتقالية في السودان بما يكفل جبر الضرر وإنصاف الضحايا وتحقيق المصالحة الوطنية القائمة على الحقيقة والمساءلة وعدم الإفلات من العقاب.

إن استمرار الصمت الدولي إزاء الجرائم والانتهاكات الجسيمة المرتكبة في السودان لا يمثل فقط إخفاقًا أخلاقيًا فادحًا بل يشكّل تواطؤًا ضمنيًا يعمّق من معاناة المدنيين ويقوّض كل فرص السلام والاستقرار ويبعث برسالة خطيرة مفادها أن الإفلات من العقاب ما يزال ممكنًا.

#انقذوا_السودان

#منظمة_مشاد

مقالات ذات صلة