مرصد مشاد: الشباب السوداني يواجه الإبادة الصامتة وانتهاكات جسيمة تستدعي تحقيقًا دوليًا عاجلًا

يتابع مرصد مشاد ببالغ القلق والاستنكار تصاعد الانتهاكات الجسيمة والممنهجة التي تستهدف الشباب السوداني منذ اندلاع النزاع المسلح في أبريل 2023 حيث باتت أجساد الشباب وكرامتهم وأحلامهم هدفًا مباشرًا لآلة العنف التي لا تعرف حدودًا في استباحة الحقوق الأساسية والقيم الإنسانية فقد وثق المرصد وقوع أكثر من 59366 انتهاكًا خطيرًا استهدفت الشباب على نحو واسع ومنظم في انتهاك صريح لكل المعايير الدولية المتعلقة بحماية حقوق الإنسان وحماية المدنيين وقت النزاعات المسلحة.

تشير معطيات الرصد الميداني إلى أن نحو 11409 شابًا جرى تصفيتهم ميدانيًا عبر الإعدام خارج نطاق القضاء رميًا بالرصاص بناءً على دوافع عرقية ومنهجيات قتل منظمة بينما أصيب أكثر من 14685 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة نتيجة الاستهداف العشوائي والمباشر كما تعرض أكثر من 9000 شاب وشابة للاعتقال التعسفي في ظروف لا إنسانية حيث يتعرض المعتقلون لتعذيب وحشي ممنهج يرقى إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية ويعرض حياتهم لمخاطر جسيمة تصل حد الموت تحت وطأة الإهمال وسوء المعاملة.

كما سجل المرصد وقوع أكثر من 1906 جريمة اعتداء جنسي اتسمت بالقسوة المفرطة والانتهاك السافر للسلامة الجسدية والنفسية للمعتدى عليهم فيما لا تزال قضية المفقودين تؤرق الضمير الإنساني إذ بلغ عدد الشباب المفقودين قسرًا أكثر من 2366 شابًا وسط صمت محلي ودولي مريب بينما اضطر أكثر من 20000 شاب إلى الانخراط القسري في العمليات القتالية بعد تعرضهم لتهديدات مباشرة وإجبارهم على حمل السلاح في خرق فاضح لاتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الإضافية واتفاقية حقوق الطفل والقانون العرفي الإنساني.

وتحمل قوات الدعم السريع المسؤولية المباشرة عن نحو 87% من هذه الانتهاكات بينما تتحمل قوات أخرى مسؤولية ما نسبته 13% منها في ظل تفشي مناخ الإفلات من العقاب واستمرار التدهور الكارثي للأوضاع الإنسانية والأمنية.

إن ما يتعرض له الشباب السوداني اليوم يمثل جريمة كبرى في حق الإنسانية بأسرها ويستدعي استنفار الضمير الإنساني العالمي بأسره لوقف مسلسل التصفيات الجسدية والانتهاكات المروعة التي تهدد جيلًا كاملًا بالاستئصال من الحياة السياسية والاجتماعية.

وعليه يدعو مرصد مشاد المجتمع الدولي بكافة مكوناته الأممية والإقليمية والدولية إلى التحرك العاجل والفوري لحماية الشباب في السودان من براثن العنف الممنهج والمحاسبة العادلة لكل الضالعين في ارتكاب هذه الجرائم عبر آليات دولية مستقلة وشفافة تضمن تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا ورد الاعتبار لكرامة الإنسان السوداني.

كما يطالب المرصد بإدراج ملف الانتهاكات المرتكبة ضد الشباب في السودان ضمن أولويات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية ومختلف آليات الرصد والتقصي الدولية والعمل على فرض تدابير عاجلة لمنع استمرار نزيف الدم وانتهاك الحقوق الأساسية للشباب السوداني.

إن الصمت أمام ما يحدث هو مشاركة في الجريمة وإن التضامن مع شباب السودان هو واجب أخلاقي وإنساني لا يقبل التأجيل أو المساومة.

مقالات ذات صلة