محجوب أبو القاسم يكتب : والدتي الشريفية زينب الشريف المحجوب المجمر… ما زال الحنين أقوى من الصبر

اليوم تمر علينا الذكرى السابعة عشرة على رحيل والدتي الشريفية زينب الشريف عبد الله المحجوب.
سبعة عشر عاما مضت يا أمي وكل عام منها يمر وكأنه طيف حزن جديد يطرق أبواب القلب فيوقظ الدمع الساكن ويبعثر الذكريات التي لا تموت.
يا من كانت الدنيا تضيء بوجودها وتطمئن الأرواح بكلماتها وترتق شقوق التعب بدعائها كيف للعمر أن يمضي دونك؟ كيف للنهارات أن تشرق وقد غابت شمس قلبك عن داري؟
الحاجة زينب الشريف لم تكوني أما فقط بل كنتي وطن ومأوى حنان وذاكرة أخلاق.
علمتينا أن الحياة ليست بما نملك بل بمن نحب وأن الخير لا ينتظر جزاؤه بل يمنح لوجه الله.
كنتي صابرة على الشدائد كريمة في الرخاء وكنتِ فينا نورا يهدي ونبضا لا يخفت.
ياوالدتي كم من مرة حاولت أن أكتب عنكي فأخذني البكاء من بين السطور وخنقني الشوق في أول الحروف.
وها أنا اليوم في الذكرى السابعة عشرة لرحيلك لا أملك إلا أن أقول:
رحمك الله كما ربيتني صغيرا، وغمرتني بحبك كبيرا وعلمتني كيف يكون الصدق طريقا، والعفة مبدأً والدعاء سلاح.
لم تنسينا السنوات يا أمي فما زال طيفك يزورني في صمتي وصورتك محفورة في قلبي وأدعيتك التي كنتي تهمسين بها قبل النوم ما زالت تسبقني في ظلمات الطريق.
رحمك الله يا والدتي وجعل قبرك روضة من رياض الجنة وجعل لكِ من كل حرف يقال عنك صدقة جارية ومن كل دمعة نسقطها شوقا إليكي رفعة في مقامك.
ااه يا أمي كيف يمر علي يوم مثل هذا وقد بكتك السماء قبل البشر والصغير قبل الكبير؟
بكاكي الأعزاء والأهل والأحبة والجيران وبكاكي حتى الغرباء الذين أبكاهم الحديث عما سمعوه عن كرمك وفضلك وخصالك الجميلة وحبك للجميع.
نامي قريرة العين يا أمي فما زال ابنكي يذكرك كل ثانية ودقيقة وساعة ويوم وما زالت الدعوات تتردد باسمك ماحييت.
اللهم اغفر لها وارحمها وأسكنها فسيح جناتك مع الصديقيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
اللهم اغسلها بالماء والثلج والبرد ونقها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
اللهم لا تحرمنا أجرها ولا تفتنا بعدها واجمعنا بها في جنات الفردوس الأعلى.
اللهم آمين يا رب العالمين.