قلم وطني .. رسالة إلى د. كامل الطيب إدريس: من رماد الدمار إلى فجر التنمية.. رحلة السودان نحو المستقبل .. بقلم: خالد المصطفى إعلام لواء الردع

(نموذج رواندا خارطة طريق.. والإرادة الجماعية سلاح التغيير)

المقدمة: “الزمان يمتحنك، والمكان يناديك.. السودان بين يديك!” السيد د. كامل الطيب إدريس، واقول لك إن اللحظة التاريخية التي يعبرها السودان اليوم تُشبه مفترق طرق مصيريه: إما أن ننزلق نحو الهاوية بفعل جراح الماضي، أو نصنع من الألم وقودًا لنهضة تُعيد تعريف الهوية. رواندا التي قُتلت فيها الروح الإنسانية عام 1994، صارت اليوم تُلقَّب بسنغافورة أفريقيا.
هذا ليس حلمًا، بل واقعٌ ملموس.. فكيف نستلهم دروسها؟
١. رواندا: عندما يتحوَّل الرماد إلى قصور
الأسطورة التي أعادت اختراع ذاتها
دستور الوحدة: محو التصنيف العرقي (الهوتو/التوتسي) من الهوية الوطنية عام 2003، وإحلال مفهوم “المواطن الرواندي” مكانه.
عدالة تُحيي القلوب: محاكم “جاشاشا” جمعت 120 ألف جاني مع ضحاياهم، فتحوَّل الاعتراف إلى غفران، والانتقام إلى مصالحة.
اقتصاد المعجزات: من 30% نموًّا سكانيًّا تحت خط الفقر (1994) إلى 60% انخفاضًا في الفقر (2023) عبر تحويل المزارع إلى مصانع تصديرية.
التعليم سلاح الهوية: 12 سنة تعليم إلزامي مجانيٌّ تركَّز على التاريخ المشترك، مع توزيع مليون حاسوب محمول على الطلاب بسعر دولارين.
القيادة التي حوَّلت الجنود إلى بنَّائين
الرئيس بول كاغامي خصَّص 30% من المناصب الحكومية للنساء، و20% من الموازنة للابتكار المحلي.
مبادرة “أوميغا 2025” حوَّلت 99% من الخدمات الحكومية إلى رقمية، وجذبت 5 مليارات دولار استثمارات أجنبية خلال عامين.
٢. السودان: دروس رواندا على أرض الكنانة
البناء على ثلاث ركائز
١. الهوية الجديدة
دستورٌ يُلغي التقسيمات القبلية، ويُكرِّس مفهوم “المواطنة المتساوية”، مع حملات ثقافية تُعيد كتابة السردية التاريخية.
إطلاق “الجامعة الافتراضية السودانية” لتوحيد المناهج التعليمية، واستلهام نموذج رواندا في دمج التراث المشترك.
٢. الاقتصاد التشاركي
تبني نموذج “الشباك الواحد” لخفض إجراءات الاستثمار من 6 أشهر إلى 48 ساعة، مع إعفاءات ضريبية للمشاريع الصغيرة.
تحويل الزراعة التقليدية إلى صناعة ذكية، عبر استصلاح 10 ملايين فدان باستخدام التكنولوجيا الحيوية.
٣. العدالة المُجَدِّدة
محاكم مصالحة وطنية تُطبِّق مفهوم “العدالة الانتقالية”، مع دمج القوات المشتركة والمقاومة الشعبية ومن استسلم من المليشية في برامج إعادة التأهيل المجتمعي.
منصات رقمية لمحاربة الفساد (مثل نظام “إي-غوازو” الرواندي)، مع عقوبات صارمة تُصلِح المنظومة القضائية.
٣. خارطة طريق السودان الجديد: من الفكرة إلى التنفيذ
أولًا: التحالف الوطني للفعل المُشترك
المجلس الاقتصادي الأعلى: يضم 50% شبابًا و30% نساءً، مهمته إقرار خطة عشرية تركز على:
رفع حصة التعليم إلى 25% من الموازنة.
بناء 100 مدينة صناعية ذكية تعتمد على الطاقة الشمسية.
ثانيًا: الثورة الرقمية
مشروع السودان الذكي:
ربط كل المدارس والجامعات بشبكة إنترنت فائقة السرعة بحلول 2030.
تحويل 70% من الخدمات الحكومية إلى منصات إلكترونية (محاكاة لنموذج رواندا).
ثالثًا: تمكين جيل الأمل صندوق الابتكار الوطني: برأسمال أولي 500 مليون دولار، لدعم مشاريع الشباب في الزراعة الرقمية والطاقة المتجددة.
برنامج “سفراء التنمية”: إرسال 10 آلاف شاب سوداني للتدريب في رواندا وسنغافورة الى تجارب دول نهضت من الركام الى الحداثة للاتجاه الى اقتصاد المعرفة.
الخاتمة:
المعجزة تبدأ بخطوةالسيد د.كامل الطيب إدريس، رواندا علَّمتنا أن الأمم تُبنى ليس بالمال، بل بالإرادة التي تحوِّل اليأس إلى إبداع. السودان يمتلك كل المقومات: شبابٌ طموح، مواردٌ ضخمة، وإرثٌ ثقافي عريق. كل ما نحتاجه هو: قيادة ترفع شعار (( “لا للعودة إلى الماضي”))
مواطن يُدرك أن الهوية تُبنى بالإنجاز لا بالشعارات عالم يتعلَّم من دروس التاريخ: أن النهضة لا تحتاج قرونًا، بل إرادة جيل “الشمس لا تغيب عن أمةٍ أبت أن تموت” لتكن رواندا أفريقيا البارحة، والسودان عاصمة الأمل غدًا.

مقالات ذات صلة