الشاب السوداني محمد أسامة : هل يغيّر قواعد الطيران؟

في زمنٍ تتسارع فيه عجلة الابتكار ، ويزداد فيه رهان الدول على اقتصاد المعرفة كأداة للنهضة ، يبرز اسمٌ سودانيٌ شابٌ لامع ، يقف على أعتاب المستقبل بفكرة قد تُعيد رسم خريطة صناعة الطيران كما نعرفها .
إنه محمد أسامة محمد صالح أحمد ، الطالب الطموح في هندسة الطيران بالأردن ، والحالم الكبير الذي آمن أن السماء لا تُحدّها المطارات ، بل تقودها الأفكار .
1. الطموح الابتكاري في عالم معقد
محمد أسامة ليس مجرد طالب جامعي ؛ بل هو تجسيدٌ لروح الابتكار التي يتطلع إليها جيلٌ جديد من الشباب السوداني والعربي .
بحصوله على الرخصة الأوروبية الرفيعة EASA B1 في هندسة وصيانة الطائرات ، أثبت تميزًا أكاديميًا ومهنيًا قلّ نظيره ، واختار أن لا يكتفي بالشهادات ، بل أن يحوّل المعرفة إلى حل واقعي وإبداع عملي .
2. AVFM : المشروع الذي قد يُغيّر كل شيء
جاءت فكرته الثورية في شكل مشروع أطلق عليه :
AVFM – Aircraft Vertical Flying Machine
وهو تصميم هندسي لإقلاع شبه عمودي للطائرات دون الحاجة إلى مدارج طويلة أو بنى تحتية معقدة .
المشروع مسجل لدى الهيئة السعودية للملكية الفكرية ، وهي خطوة تؤكد جدية التوجه نحو التنفيذ التجاري والتقني في آنٍ واحد .
ما الذي يميز المشروع؟
تقليص الحاجة لمساحات ضخمة لبناء المطارات .
خفض استهلاك الوقود والتكاليف التشغيلية .
الاستغناء عن المعدات الثقيلة والرافعات .
إمكانية تطبيقه دون تعديل جذري على الطائرات الحالية .
هذه ليست مجرد وعود نظرية ؛ فقد أجرى محمد نماذج فيزيائية دقيقة ، ومحاكاة طيران على طائرة Piper PA-28-181 ، ما يمنح المشروع مصداقية علمية وقابلية تطبيق واعدة .
3. التجربة الريادية : Reavo Plane
لم يكن محمد أسامة منغلقًا على الأكاديميا ، بل خاض غمار السوق من خلال تأسيسه لمؤسسة Reavo Plane ، التي قدمت خدمات الطيران الخاص والنقل الفاخر في الأردن .
ورغم توقف النشاط مؤقتًا ، إلا أن هذه التجربة أكسبته وعيًا تجاريًا مبكرًا ، ومهارات إدارة المشاريع والعملاء ، وهو ما يحتاجه كل مبتكر حقيقي .
4. التحديات التي تنتظره
رغم الإبداع الواضح ، تبقى التحديات قائمة :
الحاجة لتمويل كبير لبناء نموذج أولي بالحجم الكامل .
اختبارات السلامة واعتماد الفكرة من هيئات الطيران العالمية .
المنافسة المحتملة من شركات كبرى قد تستنسخ الفكرة أو تستحوذ عليها .
وهنا تبرز أهمية الحماية الفكرية ، والشراكات الذكية مع جامعات ، ومراكز أبحاث ، ومؤسسات تمويل الابتكار .
5. الدلالة الرمزية لقصته
ما يقدمه محمد أسامة لا يُختزل في مشروع هندسي ؛ بل هو رسالة رمزية ملهمة لكل شاب سوداني وعربي بأن الحلم لا تحكمه الحدود ، وأن الابتكار ليس حكرًا على وادي السيليكون أو العواصم الغربية ، بل يولد في العقول المتقدة ، حتى لو كانت في أحياء متواضعة أو جامعات ناشئة .
6. توصيات من منظور اقتصاد المعرفة
إشراك الجامعات السودانية في احتضان المشروع وتبنيه كمصدر فخر علمي وطني .
البحث عن حاضنات أعمال دولية لاحتضان الفكرة وتمويل مراحلها المقبلة .
العمل على تسويق الابتكار عبر المنصات العالمية والمعارض الكبرى للطيران والتقنيات المتقدمة .
تعزيز التعاون مع هيئات الطيران المدنية والعسكرية في الدول الراغبة في تقنيات الإقلاع العمودي .
*ختامًا*
محمد أسامة يمثل بذرة نادرة في تربة خصبة تُدعى *”السودان”* ، تنتظر فقط بيئة تتبنى الطموح لا أن تُجهضه .
فكرته ليست مجرد تقنية ، بل إعلان بأن أبناء السودان قادرون على التحليق عاليًا متى ما أُتيحت لهم المساحة والأدوات .
> “ليس بالضرورة أن تمتلك مطارًا لتُحلّق ، يكفي أن تمتلك فكرة … وأنا أؤمن أن هذه الفكرة قادرة على التحليق” .
— محمد أسامة
فلنصغِ إلى هذه الرسالة ، ولندعم صانعها .
عمان : الطيران بأفكار سودانية … وقريبًا ، السماء لن تكون الحدود .