أسعار الإيجارات في مصر تتراجع فجأة.. ما علاقة عودة السودانيين؟

لم تتوقع إنجي ناصر، الطالبة الجامعية المقيمة بشارع فيصل، أن تضطر لمغادرة شقتها على عجل. كانت تدفع مع صديقتيها 3500 جنيه شهريًا، قبل أن تفاجئهن مالكة العقار بقرار تأجير الشقة لسوداني مقابل 10 آلاف جنيه، في انعكاس مباشر للطفرة التي شهدها سوق الإيجارات مع موجة نزوح السودانيين إلى مصر بعد اندلاع الحرب في بلادهم.

لكن المشهد اليوم تغيّر. فقد بدأت أسعار الإيجارات في مناطق مثل فيصل، الهرم، وأكتوبر تشهد تراجعًا كبيرًا مع عودة أكثر من 122 ألف سوداني إلى بلادهم منذ مطلع 2025، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة.

وقال خالد القيسي، سمسار عقارات، لـ”العربية Business” إن الإيجارات التي كانت قد قفزت إلى 9 آلاف جنيه للشقق الخالية من الأثاث وتجاوزت 60 ألفًا للمفروشة، تراجعت بأكثر من 50%، لتعود إلى مستويات تتراوح بين 2000 و3000 جنيه للشقق العادية.

ظاهرة الإيجارات المبالغ فيها التي اجتاحت مناطق مثل فيصل، حدائق الأهرام، 6 أكتوبر، بدافع الطلب المتزايد من الوافدين السودانيين، بدأت تتراجع بفعل تغير تركيبة السوق، مع مغادرة أعداد كبيرة من السودانيين ووجود قرابة 12.5 مليون وحدة سكنية مغلقة يمكن أن تعيد التوازن إلى السوق حال ضخها مجددًا.

في مناطق مثل الدقي والمهندسين، ظل الوضع أكثر استقرارًا نظرًا لارتفاع الأسعار المسبق فيها، وفق ما أكده محمد الأسواني، الذي أشار إلى أن هذه الأحياء لم تشهد نفس الكثافة من الوافدين السودانيين.

أما على صعيد المحال التجارية، فقد لوحظت زيادة في عدد المحال الشاغرة التي كانت قد استأجرها نازحون سودانيون لإقامة مشاريع مؤقتة.

من جانبه، توقّع أيمن سامي، مدير مكتب JLL مصر، أن يستمر هذا التراجع في الربع الأول من 2025، مدفوعًا بعدة عوامل، من بينها مغادرة الأجانب، انخفاض القدرة الشرائية، وتراجع الفائدة البنكية.

المشهد العقاري في مصر إذن يدخل مرحلة جديدة، وسط توقعات بمزيد من التغيرات في أسعار الإيجارات خلال الشهور المقبلة… فهل تنخفض الأسعار أكثر؟ الأيام القادمة ستكشف الكثير.

مقالات ذات صلة