يوسف الكودة يرد علي رؤيا محمد هاشم الحكيم

بقلم: د. يوسف الكودة
من المعلوم عند أهل الفقه أن بعض العباد والصالحين من المتقدمين، رغم صلاحهم، وقعوا في خطأ جسيم حين تعمدوا وضع أحاديث على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحت ما يُعرف بـ”وضع الصالحين”.
وقد دفعهم إلى ذلك ظنهم الحسن بأنهم يخدمون الدين، ما دامت نيتهم صادقة. لكنهم غفلوا عن قاعدة أصولية مهمة تنص على أن: “النية الحسنة لا تُصلح العمل الفاسد”. فهم بذلك ارتكبوا فعلاً باطلاً مهما حسُنت نواياهم، لأن ميزان الشريعة لا يزن بالأمنيات، بل بالموافقة للحق.
وقد نُقل أن قائد الفرقة العسكرية المصرية التي ساهمت في تحطيم خط بارليف – في نصر مشهود للأمة – قد جمع جنوده قبيل المعركة، وقال لهم إنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام يبشرهم بالنصر، وذلك من باب رفع المعنويات، لا من باب الإفتاء أو التبليغ عن الوحي.
وفي هذا السياق، أجد لزاماً أن أتناول ما صدر من أخي الدكتور محمد هاشم الحكيم، وهو رجل نحسبه على خير، عُرف بمعتقد سليم ولم يُعرف عنه الكذب. لكنه – كما أظن – لما رأى أن الحوار مع قوات الدعم السريع ربما يكون السبيل الأسرع لإيقاف الحرب وتقليل الخسائر، أفتى لنفسه بأن نسج رؤية منامية يُعد من باب “الكذبة البيضاء” إذا كانت غايتها إصلاح ذات البين وحقن الدماء، دون مكسب شخصي أو قصد للإفتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
غير أن ما صدر منه لم يلقَ القبول المرجو، بل قابله عامة الناس بالاستغراب والرفض، إذ لم يتقبلوا أن تُنسب مثل هذه الرؤى إلى النبي الكريم في سياق سياسي حساس. وقد يؤثر ذلك سلباً – في تقديري – على مكانة الشيخ محمد الدعوية بين مريديه وتلامذته، وإنني أرجح أن هذا هو ما دفعه إلى الإقدام على ما قاله.
والله أعلم.
والله ولي التوفيق.
د. يوسف الكودة