معلومات تنشر لأول مرة عن القاعدة الروسية على البحر الأحمر

اثير نيوز
رصد- ظريف
وصلت البارجة الحربية الروسية PM-138 ، المياه الإقليمية السودانية بعد يومين من مُغادرة البارجة الحربية الروسية (فاسيلي تاتشاشيف) ميناء بورتسودان ورغماً عن تسريبات سابقة بإيقاف السودان إنشاء القاعدة الحربية الروسية ببورتسودان. إلا أن البارجة التي وصلت ميناء بورتسودان دحضت كل الشائعات وأكدت أن الإتفاقات مازالت سارية. وأكدت مصادر أن البارجة ذات علاقة بإنشاء مركز الإمداد اللوجستي للسفن الروسية بقاعدة فلامنغو.

أجندة ضد السودان لمروجي الشائعات

ويقول خبراء ومحللون سياسيون أن مروجي شائعة ايقاف السودان للاتفاقات مع موسكو يسعون لخدمة أجندة ليس من بينها مصلحة السودان. لأن السودان يحتاج للتوازن في علاقاته الخارجية ويجب أن لا يغلق نفسه ويسلم قياده لأمريكا لتفعل به ما تشاء. ويضيف الخبراء أن موسكو والصين ودول البريكس قدموا للسودان الكثير خلال سنوات الحصار. ويعتمد السودان كلياً في تسليحه الحربي وقطع الغيار على روسيا والصين وليس من السهل الخروج من هذا المعسكر في أشهر قليلة. ويضيف الخبراء: من المستحسن في السياسة الخارجية أن لا تغلق تجاه دولة واحدة بل يجب عليك تفعيل الشراكات والعلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع مختلف الدول وخاصة وأن السودان يحتاج لدولة مثل روسيا وكذلك الصين للوقوف بجانبها اقتصادياً وعسكرياً لمجابهة كثير من التحديات.

بداية فكرة القاعدة الروسية

الخبير في العلاقات السودانية الروسية والكاتب الصحافي المعروف د. هاشم حسين بابكر كشف معلومات تنشر لأول مرة بشأن القاعدة الروسية على البحر الأحمر وقال هاشم: (بعد الاعتداءات المتكررة من إسرائيل على السودان كان آخرها ضرب مصانع اليرموك، اقترحت على الرئيس البشير من خلال صديق أن يعطي روسيا قاعدة في البحر الأحمر، هذه القاعدة ستوفر للسودان الحماية من الغارات الإسرائيلية وبها يمكن تعزيز القدرة البحرية السودانية كما يمكن أن تكون إنذاراً مبكراً لأي عدوان عسكري علي السودان). ويضيف د. هاشم: (حمل صديقي المقترح للرئيس البشير الذي لم يمانع ولكنه وضع شرطاً أن تطلب روسيا الفيدرالية رسمياً من السودان. حملت النبأ إلى سفير روسيا الفيدرالية في الخرطوم وكان صديقاً وإسمه أنوار بيك فازيليانوف. وكان السفير في غاية السعادة وأظنه أرسل رسالة مستعجلة إلى موسكو، وبعدها حضر وفد عسكري روسي عالي المستوي وبعده بفترة زار السودان وزير الخارجية سيرقي لافروف. وتمت الاتفاقية بين البلدين وبمقتضاها أنشئت القاعدة). وقال د. هاشم حسين إن تغير نظام الحكم لا يغير الإتفاقيات التي أبرمها نظام الحكم السابق فهذه اتفاقيات دولية، ولكن مجرد زياره الملحق العسكري الأمريكي لرئيس المجلس السيادي كانت كفيلة بالحديث عن إلغاء الاتفاقية وإطلاق الشائعات دون مراعاة للنظم والقوانين الدولية.

صديق دائم

وأكد د. هاشم أن روسيا لم تفرض أي نوع من العقوبات علي السودان على مر العصور، ولو فعلوا لما كان في السودان اليوم هذه الجيوش من الأطباء والمتخصصين في جميع المجالات وهم يعدون بعشرات الآلاف إن لم يكونوا بالمئات الذين فتحت لهم روسيا جامعاتها ومعاهدها لأجل تلقي التعليم هناك. وقال هاشم أنه ما من موقف معادي للسودان في مجلس الأمن إلا وكان الفيتو الروسي الدرع الواقي للسودان من عقوبات المجلس الجائرة.

الجيش مدجج بالأسلحة الروسية

ويمضي د. هاشم حسين في إفاداته ويقول: (جيش السودان مدجج بنسبة كبيرة بالسلاح الروسي خاصة سلاح الطيران والمدرعات والمدفعية. والغريب في الأمر صمت قيادة الجيش السوداني إزاء موقف السودان من إلغاء الاتفاقية بين السودان وروسيا رغم أنه المتضرر الأول من شائعة الإلغاء. فالغليان السياسي في غرب أفريقيا وشمالها وشرقها له تأثير مباشر على السودان، بحكم موقعه الجيوبوليتيكي الذي يتوسط أفريقيا، وهذا يشكل خطورة على السودان الذي يمر بأضعف فترة سياسية في تاريخه).

السودان بحاجة لدولة عظمى

ويضيف د. هاشم: (السودان اليوم في أمس الحاجة إلى دولة عظمى كروسيا تقدم له الدعم والتأييد في المحافل الدولية. ولا ندري لمصلحة من يوجه نظام الحكم في السودان العداء لروسيا وهو لا زال يعاني من العقوبات الأمريكية).
ويختم د. هاشم حديثه قائلاً: (ان العلاقات الروسية السودانية تتخطى العلاقات الدبلوماسية إلى علاقات أوسع بين الشعبين السوداني والروسي، فما من أسرة سودانية إلا وتجد فيها طبيب أو مهندس أو جيولوجيا أو غيرها من التخصصات درس في روسيا وعلى حساب شعبها الكريم).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *