القاعدة الروسية وضرورة توازن العلاقات الدولية في ظل هجمة امريكية للسيطرة والانفراد؟!

يلاحظ الجميع تواصل الحملات الاعلامية التي تؤججها الولايات المتحدة وحلفائها في وسائل الإعلام حول القاعدة اللوجستية الروسية في بورتسودان.
التصعيد في الموقف المتصلب من قيام القاعدة الروسية وتحريك غالب الادوات الامريكية داخل السودان والمنطقة كماهو في بعض القنوات الفضائية في هذا الاتجاه الذي يفرض رؤيتة السالبة يجعلنا نتساءل حول كل هذه الضجة ولماذا وماهي الاضرار والفوائد الموضوعية لهذه القاعدة وهل هي استثناء ضمن العلاقات بين الدولتين ام تطورا طبيعيا لها؟
يرى الخبراء والمراقبون أن افتتاح قاعدة روسية في السودان هو نتيجة طبيعية لعلاقات ودية تاريخية ممتدة بين البلدين ،لم تبدأ بالأمس؛ وقد تم تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1956م، ومنذ ذلك الحين؛ استمرت الشراكة بين السودان وروسيا، وتعددت الزيارات بين قيادة البلدين والتنسيق فيما بينهما وعقدت العديد من الاتفاقات بينهما، اتفاقية المساعدة العسكرية الفنية ، تدريب الشباب السوداني في الجامعات الروسية ، علاقات تجارية لتبادل المنافع بين الشعبين وقد شاركت روسيا أيضاً في ايجاد الحلول ومعالجة الوضع في دارفور عندما كانت البلاد مهددة بالفوضى!؟
في ذات الوقت الذي كانت توزع فيه الولايات المتحدة العقوبات والاتهامات التي أثرت علي الشعب السوداني اكثر من تأثيرها علي النظام السابق ورموزه وقياداته! والجميع ما زال يتذكر قصف مصنع الشفاء للادوية، ومحاولات المسؤولين الأمريكيين إسكات هذه الحقيقة! واضطرار أمريكا فيما بعد دفع تعويضات للمالك نتيجة ذلك!؟
تسعى روسيا علي الدوام بناء علاقات متكافئة مع الدول والشعوب ومن أحدث الأمثلة اللافتة للنظر التي كان من الممكن أن يراها السودانيون مثلها ومثل دول الخليج هو توزيعها للاغاثة بمبادرة شعبية من رجل أعمال روسي على المحتاجين خلال شهر رمضان؛ حيث تم توزيع عشرات الأطنان من المواد الغذائية يوميًا! بخلاف الأمريكان الذين أعدوا قدرًا واحدًا من الثريد لكل البلاد! ولكنهم صنعوا حدثًا كاملاً منه!؟
وما تزال روسيا تواصل علاقاتها مع السودان على أساس مبدأ الشراكة؛ اما الولايات المتحدة وكالعادة ، تتعامل وكأنها “السيد”. وبمجرد أن يبدأ السودانيون في طرح أسئلة غير مريحة ، ستتحول الابتسامة الودية للأمريكيين إلى ابتسامة صفراء مستعجبة من تطاول الشعب السوداني وحكومته!
لهذا يرى كثير من المراقبين ان علي السودان استثمار كل ما من شأنه خدمة مصلحة البلاد وتطورها وليس من الحكمة وضع كل البيض في سلة واحدة! وانه من الجيد والضروري خلق توازن في علاقاته الدولية ومابين المحاور المختلفة؛ وان يتمسك بعلاقاته الممتدة بروسيا دون التفريط في بناء علاقات متوازنة مع بقية المحاور؟!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *