(3) من مصانع السكر تبدأ الاضراب وتشييع صناعة السكر الى مثواها الأخير

اثيرنيوز

تعتزم ثلاثة مصانع سكر هي “سنار- عسلاية- الجنيد” الدخول في إضراب مفتوح يوم الثلاثاء، وفق برنامج تصعيدي .

وتشهد مصانع السكر تراجع مريع في الانتاج حيث بلغت انتاجية الموسم الحالي ٥٥ ألف طنا خلافا للمتوقع ٨٠ ألف طن.

في وقت تقدر الطاقة التصميمية لمصانع السكر الأربعة بنحو ٣٥٠ ألف طن.

ولعل مشكلات كثيرة مزمنة عانت منها المصانع طيلة عام ونصف بحت فيها أصوات العاملين بها تستعجل فيها شركة السكر السودانية المسؤول الأول من هذا الانهيار لمعالجة الامر دون ان تجد اذن صاغية لها.

ويعد تخوف وزير الصناعة من انهيار وشيك يصيب صناعة السكر عقب زيارته للمصانع تأكيدا لما ظلت تنادي به تلك الأصوات.

وبالمقابل يرى عضو اللجنة الإقتصادية بقوي الحرية والتغيير عادل خلف الله، أن طبيعة السلطة الحاكمة غير حريصة على الصناعات الوطنية ولم تسعى إلى تطويرها والتوسع فيها، ووصفها في حديثه لـصحيفة ”الراكوبة” أنها رأس مالية طفيلية تنشط في انشطة سريعة العائد خلافا للانشطة ذات الدورة الإنتاجية الطويلة.

وأضاف أنهم توسعوا في استيراد السكر من الخارج دون البحث عن ممول من السوق الإقليمي او الدولي، وقال ان صناعة السكر ترتبط معها صناعات تحويلية، مؤكدا أن مصالح السلطة الخاصة هي التى أدت الى هذه النتيجة.

وبين أن اللجنة الإقتصادية بقوي الحرية والتغيير نبهت قبل عام للذي يحدث في القطاع عندما قامت بزيارة ميدانية لمصانع السكر الأربعة، وذكر أن إصلاح الري وحل النزاعات التقليدية بين المزارعين والرعاة أحد الحلول المطلوبة لمعالجة الوضع.
وجزم بوجود تدهور كبير جدا في الكفاءات لعدم مواكبة التطور وضعف التدريب بجانب عدم الصيانة الدورية للمصانع وتأهيلها بالتقنيات الحديثة.
وطالب بإعادة تأهيل الشركات العامة واعتماد نظام البورصات لتقليص التهريب ومنافسة الصناعة المحلية للأسعار العالمية.

وأكد خلف الله، أن تدهور مصانع السكر لم يحدث فجأة بل هو محصلة مسيرة طويلة من الإهمال وعدم الكفاءة الإدارية وتوفير المعينات وقطع الغيار للصيانة الدورية، وقال ان التراجع الذي تم في المساحات الزراعية انعكس في ضعف حاد في كمية الإنتاج حيث مصنع سنار صمم على طاقة إنتاجية بواقع ١١٠ ألف طن تراجع الى ٧ آلاف طن هذا الموسم التي لا تكفي تكلفة التشغيل الإداري.

واعتبر تدهور مصانع السكر بالنموذج لتراجع وتدهور الصناعات الوطنية عموما، بما فيها الصناعات التحويلية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *