(زينب بنت بيلا) اشهر سودانية صاحبة الوقف الكبير في قلب الخرطوم

زينب بت بيلا

كتب بواسطة محيي الدين

* قصة (زينب بنت بيلا) اشهر سودانية صاحبة الوقف الكبير في قلب الخرطوم*

عبد الله بيلا : والدها كان تاجر رقيق وعمل في الذهب مع تركي
احتمت بقائد الجيش المصري فتزوجها فرد من الاسرة : غازي سليمان تصدى للاوقاف لهذا السبب
نعم كانت تدير بارات بقلب الخرطوم وتابت في اخر ايامها
تحقيق / محيي الدين شجر
من هي زينب بنت بيلا التي اطلق اسمها على اوقاف ولاية الخرطوم تلك الشخصية المثيرة للجدل  والتي حامت حولها كثير من الاتهامات ولم تكتب كتب التاريخ عنها شيئا بل حتى اوقاف ولاية الخرطوم التي تسكن في مقر تابع لها لم تدون عنها اي معلومات مع انها تشكل جزءا مهما من تاريخ السودان ..فما هي القصة الحقيقية لزينب بنت بيلا وهل صحيح انها كانت تدير بارات بالخرطوم يرتادها المصريون والانجليز   وهل صحيح انها تملك عقارات واراضي بعدد الحصى والرمل ولماذا سميت بزينب بنت بيلا ؟ وماهي نجوى توفيق المصرية التي تحضر كل عام لاستلام وقفها ولماذا لم توقف ريع وقفها لسودانيين .نادوس نيوز اجرت تحقيقا حولها وخرجت بالتفاصيل التالية :_
حواء الطقطاقة
تحدث لي عبد الله بيلا وقال زينب هي (حبوبتي ) واخرج عبد الله بيلا  قسيمة زواج والدته ( بتول) بمديرية النيل الازرق  وقال انها صادرة في يوم اثنين ربيع الاول1368 الموافق 1949 وقال ان والدته بتول هي *بنت علي بن محمد ابن احمد ابن صالح ابن بدوي وان جدنا ود صالح ابو نجيلة وزاد بقوله  لهذا كنت حريصا على معرفة حقيقتها وبالبرغم من مرور اكثر من سبعين عاما على وفاتها تمكنت من الحصول على معلومات كثيرة عنها مضيفا : *  *الاعلام الشرعي الصادر عام 1946 بهيئة الاوقاف بولاية الخرطوم فيه معلومات غير صحيحة حيث يذكر ان لزينب اخت شقيقة اسمها ستنا  وانا في بحثي لم اجد ان لها اخت بهذا الاسم بل وجدت ان ستنا هي بنت اختها ولقد اخبرتني حواء الطقطاقة بان ستنا ليست شقيقتها وذكرت لي بان ستنا لها اخت اسمها نفيسة ومدفونتان سويا.
ويضيف عبد الله بيلا لقد زرت من قبل اوقاف ولاية الخرطوم ووجدتهم مخطئون في سيرتها الذاتية وزينب محمد بيلا مدفونة في مقابر احمد شرفي وفي قبرها شاهد مكتوب فيه اسمها كما اننا من اسرة غنية ووالدي كان تاجر وكان يملك تراكتور في بركات ولم يكن ترزيا كما يقولون.
والدها تاجر رقيق
وقال ان اهلنا اخبرونا ان زينب بنت بيلا كانت تدير بارات وتزوجت من انجليزي ولكن ماعلمته في بحثي انها لم تكن كذلك وكانت امراة فاضلة وتساعد الفقراء ويروي لنا عبد الله قصة اسم بيلا فيقول: والدها محمد  كان تاجر رقيق وعمل مع شخص تركي في تجارة الذهب في بني شنقول في الحبشة وانهما مرا ذات يوم بجبل بيلا جنوب شرق الحواتة قرب القضارف وجبل بيلا مسطح يصعب تسلقه وكان محمد  بيلا حينما يحط رحاله في البطانة يردد ( انا الكلس انا جبل بيلا المابنطلع بي جيهة ) ومن هنا جاء اسم بيلا وكشف عبد الله بيلا معلومات عن قضية قامت برفعها اسرتهم في محكمة الديم بالخرطوم لاثبات نسب زينب بت بيلا اليهم وانها اصدرت حكما لصالحهم .
نعم كانت تدير بارات
سمسار العقارات ابراهيم عبد الله رجل على مشارف السبعين حينما قرأ معلومات اولية عن زينب بنت بيلا اتصل بي قائلا : اسرتي كانت تسكن بالقرب من منزل زينب شرق الخرطوم ووقتها كنت صغيرا وسمعت بزينب بنت بيلا وعلمت انها كانت تدير بارات ووقتها لم تكن البارات شيئا محرما كما عرفت بانها تابت واوقفت بعض مقارها ..
نجوى المصرية
ولمعرفة من هي نجوى توفيق المصرية  صاحبة وقف زينب بنت بيلا يقول عبد الله بيلا : اوقاف ولاية الخرطوم بعد ان ذهبت اليهم بكل الاشهادات الشرعية التي تثبت نسبها الينا ذكروا لي بان مصرية تدعى نجوى توفيق عبد الرحمن تحضر كل عام لاستلام ريع وقف زينب بنت بيلا وقالوا لي ان زينب وهبت البيت اولا ثم تراجعت وجعلته وقفا فقمت بتجهيز اعلاماتي الشرعية وذهبت اليها بفندق داما بالخرطوم واستقبلتني استقبالا طيبا وقلت لها انت (مننا وفينا) نحن (لحمك ودمك)  كان ذلك في العام 2011م في التاسع عشر من يونيو  وقبل ان التقيها اتصلت عليها هاتفيا وقالت لي ( هي بت بيلا عندها اهل في السودان ) تزوجها قائد الجيش المصري والحديث لعبدالله بيلا : كانت نجوى تقيم بفندق داما بالسوق العربي الخرطوم حضرت نحوي مرتدية بدلة (فل ست) واحتفت بي وبعد ان اخبرتها بالاعلامات الشرعية قالت لي لا تظنوا ان ابي احضروه من الملجأ وربته زينب بالتبني مثلما يقولون واضافت : (بص ياحاج عبد الله) والد ابي هو اللواء محمد عبد الرحمن علي كان قائد الجيش المصري وحاكم السودان بعد الحاكم الانجليزي في الحكم الثنائي وزينب جاءته من اهلها مقهورة شاكية اهلها وجدي كتب لاهلكم في بري للحضور للمحكمة الشرعية فرفضوا ورحلوا الى الصعيد .
وقالت لي جدي هو من تزوجها على يد السيد عبد الرحمن المهدي ووالدي توفيق كان صغيرا عمره خمس سنوات ولي جدة تعرف كل شئ عن زينب بنت بيلا وقالت لي  نحن ارمن  ومسلمين من محافظة قنا وفيها مساجد باسم محمد بيلا ومدارس باسم محمد بيلا كما سمعنا ان له عقارات واوقاف في الحرم .
باب التوبة
عمر مصطفى محمد الحاج  ابن امنة علي بيلا المقيم بالولايات المتحدة الامريكية ذكر لي بانه بحث عنها كثيرا وخرج بمعلومات جديدة حولها فيقول :  نعم كانت تدير بارات بالخرطوم ولكن كما نعلم فان باب التوبة مفتوح للإنسان مهما إقترف من ذنوب إلا الشرك بالله… لان العبرة بخواتيم الأمور. ليضيف متحدثا عن زينب بنت بيلا : حدثني غازي سليمان رحمه الله عن توبتها وقال انها ذهبت للسيدين فقالا  لها (مالك ده مابحججك) بمعنى أنه حرام فصارت تبكي بكاء شديدا فقال لها احد مرافقيها (حا أوديك لي ابوي الشريف) ويقصد الشريف الهندي ببري (فعبأت ) بنت بيلا السيارة بكل ما لذ وطاب وذهبت اليه فقال لها الشريف عبارة لاداعي لذكر نصها لكن مضمون الحديث ان لها توبة ..(ومالك دا سوي لي الله) أي أن تهبه لعمل الخير كاوقاف… وبالفعل تابت و ذهبت للحج
غازي سليمان
ليقول قبل فترة أرادت وزارة الأوقاف ان تغير إسم وقف زينب بنت بيلا فذهب اليهم غازي سليمان المحامي رحمه الله وهددهم بالمقاضاة ان فعلوا ذلك وقال إن هذا جزءا من تاريخ السودان و لايمكن فعل ذلك .ويواصل :  سمعت ان والد جدتي لأمي و قد كان محسوبا من الفقهاء في زمن التركية قد تزوج من زينب بنت بيلا ولم ينجب منها …. إسمه الحاج موسي شبو الركابي  من قرية بورتبيل بالجزيرة … تبرأت منها أسرتها الأنصارية ،فأتخذت إسم بيلا كلقب لها ،وكانت هذة السيدة ذات نفوذ وشخصية قوية و محترمة لها وزنها في ذلك الوقت والاشهاد الشرعي الموجود باوقاف ولاية الخرطوم كتب فيه ان لها أبن بالتبي يسمي (توفيق) وقد اوقفت ريع بعض أملاكها له ولكنه رجع لمصر وتوفي فيها وماتزال أبنته نجوى تتردد لإستلام ريع الأوقاف ويضيف :قيل أن توفيق قد نجح في تجارته وأصبح ثريا جداً وقد جسد شخصيته الممثل يحي الفخراني في مسلسل (للثروة حسابات أخري). وكانت بنت بيلا تتبع للطريقة الختمية .وتقيم الحوليات السنوية علمي أوقفت قطعتين بالخرطوم – شارع المك نمر مكان مبنى الأوقاف حاليا … شرط وقفها ان يعود الريع لأبنها بالتبني ونسله من بعده ثم للأعمال الخيرية و على فقراء طلبة المعهد العلمي بأم درمان فأن لم يكن المعهد العلمي فيكون لطلبة المعاهد العلمية بالسودان وإلا فالجامع الكبير بالخرطوم ولنظارة قاضي قضاة السودان تاريخ السودان ليقول : و صلتني العديد من الرسائل في بريدي الألكتروني حينما طرحت موضوع زينب بنت بيلا  ومنها علي سبيل المثال رسالة من احدهم قال فيها : سبب اهتمامي بهذه المرأة  لأنها جزء مهم من تاريخ السودان في أوائل القرن العشرين. هناك الكثير من القصص التاريخية التي فقدت و لم يتم توثيقها ، هذا هو تاريخنا و يجب الحفاظ عليه ، يجب أن نتذكر زينب ، كونها امرأة شجاعة جدا و غيرها من أمثالها ينبغي أيضا أن نتذكرهن يجب ألا نشعر بالخجل من ذكرها . فلقدكانت معروفة جيدا لسكان الخرطوم القديمة. أنهم أحبوها . انها ساعدتهم في الجنازات و حفلات الزفاف
حولية بنت بيلا
ليضيف عمر مصطفى : ولدت خالتي الكبرى عام 1927 ,لا تزال على قيد الحياة ولها ذاكرة قوية اخبرتني بقولها :  عندما كانت طفلة صغيرة في التاسعة من عمري كنت اشاهد  زينب في مستشفى الخرطوم تقريباً 1936 ، تتأثر بالمرضى والمتسولين وسمعتها تقول حينما رات امراة تتسول امام المستشفى   : (يارب أتمنى ن تأخذ كل أموالي ولكن أعطني الصحة )  مما يدل على أنها كانت تعاني من مرض مزمن ليقول : هي أول امرأة في السودان تملك سيارة، كان هناك ثلاث سيارات في الخرطوم، الحاكم العام الانجليزي، السيد عبدالرحمن المهدي، و زينب بت بيلا. و أغنية ست العربية صيغت أصلاً لها. ليضيف :  هناك قصة مشهورة سمعتها من والدتي و هي سمعتها عن أمها. السيدة زينب بت بيلا كانت تقيم حولية سنوية للطريقة الختمية، و في مرة رفضوا الذهاب أرضاءاً لبعض الشخصيات النافذة في الخرطوم. لم تتردد و ذهبت مباشرةً للسيد علي الميرغني و قالت له هل لان مالي حرام؟ أم أن هناك أسباب أخرى؟ تأسف لها الميرغني وأصدر أمراً في الحال أن يذهب الحيران و النوبة إلى بيتها . كانت رحمها الله كريمة. غير جميلة مثل من عاصرنها أمثال ستنا بت فرع الزين ذات الجمال الخلاب ولكنها كانت صاحبة شخصية قوية جدا. لا تلبس الذهب بل تحب شراه، كانت مشهورة بقولته أنا جبل الدهب القحب الحرات; وهذه مقولة قوية جداً ….. . هناك قصص كثيرة سمعتها من خالتي و هي تستمتع بقهوتها و تردد ايام الخرطوم زما

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *