هيثم محمود يكتب : الإسلاميون .. أقبل بعضهم على بعض يتلاومون

*هيثم محمود يكتب:*
*الإسلاميون .. أقبل بعضهم على بعض يتلاومون*

*أمسكت عن الكتابة والتعليق على فشل ٣٠ يونيو لأكثر من أسبوع، وذلك لعدة أسباب: أولها الإحباط الشديد الذي انتابني كغيري من عضوية التيار الاسلامي وثانيها الخيبات المتلاحقة التي ظلت تلاحق برامج ومبادرات التيار الإسلامي الذي أثبت أنه لا يجيد تكتيك المعارضة ويستعجل في اتخاذ القرارات التي لا تؤدي لنتائج.*

*الفشل الذي لازم المبادرات الأخيرة للتيار الإسلامي (الحركة الإسلامية.. المؤتمر الوطني.. الأحزاب والكيانات الإسلامية المساندة) يرجع لعدة اسباب واحتمالات.. إما أن القيادة الحالية لا تجيد تكتيك المرحلة وليس باستطاعتها قراءة مجريات الأحداث بصورة سليمة والتعامل معها وفق مقتضيات المرحلة وهنا يجب عليها أن تغادر مشكورة وتفسح المجال لغيرها فحواء التنظيم ولود لم تعقم عند علي كرتي وابراهيم محمود وجوغتهم.*

*أو أن القيادة مغشوشة ومخدوعة من قبل القيادات الهشة والضعيفة والمتسلقة التي اختيرت في احلك الاوقات وهذه مسؤولية تتحملها القيادة، إذ أنها لم تحسن الإختيار فبعض المرتزقة واللصوص الذين التفوا حول القيادة لا يعرفون سوى مصالحهم الشخصية ولا يهمهم فشل البرامج أو نجاحها.*

*أو أن القيادة خائنة ومتواطئة مع هذا النظام البائس وتعمل على إطالة عمره لذا تقود عضوية التيار الإسلامي للمحرقة والاعتقالات وتتسبب في احباطهم مرة تلو الأخرى.*
*وربما أن القيادة الحالية ضعيفة وبسيطة يسهل خداعها بالتقارير الملفقة والحديث المعسول وتقبض السراب في كل مرة.*

*فالأمر لا يخرج تلك الاحتمالات وأن كنت ميالا للاحتمال الأخير، فإن لم تتدارك القيادة الأمر فستجد نفسها وحدها ولن تغني عنها القيادات الكذوبة شيئا.*

*أما عن العضوية فرغم الإحباط الذي أصابها من الخيبات المتلاحقة إلا أن عضوية التيار الاسلامي رغم كثرتها إلا أنها كغثاء السيل، فقد ظلت تناضل خلف الكيبورد ولا تكلف نفسها عناء الوصول لمواقع المظاهرات.. تجلس في بيوتها في انتظار أن يخرج غيرهم ليعتقل أو يصاب بالبمبان والرصاص ليصلوا في اللحظات الأخيرة ويحتفلوا بسقوط قحت ولذا فعليهم أن ينتظروا طويلا!!.*

*الاحباط جعل الصديق بابكر يحى يكتب مقالا يطالب فيه عضوية التيار الإسلامي بعدم الخروج في المظاهرات بعد اليوم وأن يتركوا الشعب وشانه*
*أقول لصديقي بابكر أنهم لم ولن يتركوا التظاهرات ما دام أن لصوص الحشود ولجان النهب وفاقدي المواهب والعطالى لا زالوا يتشبثون بالحزب ويجثمون على صدرة دون أن يقدموا شيئا.*

*لم ولن تتوقف المظاهرات البائسة لأن بعض ضعاف النفوس جعلوا من المظاهرات موسما للنهب واكتناز المال الحرام.. نعم نهبوا الأموال وسرقوا المليارات فلم يبلغوا العضوية بالحضور ولم يرحلوهم للمواقع كما التزموا ولم يرشدوهم إلى المسارات الصحيحة.*

*اما القادة قاتلهم الله فقد وزعوا الأموال على المتعهدين وناموا في انتظار امتلاء الساحات بالحشود ليتحرك الجيش ليعيد لهم فردوسهم المفقود ولكن أنا لهم ذلك.*

*ليعلم هؤلاء القادة أن قحت قد أسقطتنا بالفعل والحراك المستمر والتضحيات الجسام ووجدوا خونة بين صفوفنا فساعدوهم على ختام الهجمة.*

*أما نحن فلم نتعلم المعارضة بعد ويبدو اننا نحتاج لعقد من الزمان حتى نصل لما وصلت إليه المعارضة التي تسلمت السلطة الآن.*

*انتهت جولة ٣٠ يونيو وأخرجت قحت لسانها طويلا للإسلاميين بعد أن كتبوا لها عمرا جديدا وسنين مديدة، واقبل بعضهم على بعض يتلاومون ويعضعون بنان الندم.*

*اكتفي بذلك فالكتابة مرة وقاتلة في ظل الخيبات المستمرة.*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *