المتاريس … علاء الدين محمد ابكر… مصر والسودان دم واحد وتاريخ مشترك

المتاريس

علاء الدين محمد ابكر

𝖠𝗅𝖺𝖺𝗆9770@𝗀𝗆𝖺𝗂𝗅.𝖼𝗈𝗆

مصر والسودان دم واحد وتاريخ مشترك
_____________________

لم تكن العلاقة مابين مصر والسودان وليدة ا دخول جيوش محمد علي باشا للسودان سنة 1821 بل هي علاقات قديمة ضاربه في أعماق التاريخ حيث ترجع الي عهد الفراعنة حيث اشتهر السودان في ذلك الزمان ببلاد كوش (الاسم القديم للسودان) لهذا أطلق عليه الفراعنة لفظ النوبة، وهو اسم يعني ارض الذهب، حيث كان يتوافر هذا المعدن النفيس في بلادنا
كانت هناك وشائج صلات قويه، تربط مابين شطري وادي النيل، حيث عبد قدماء السودان نفس الإله الفرعوني أمون راع، والذي حظي بتقديس كبير، وله معابد تقدم فيها القرابين.وكذلك تشارك قدماء شعبي وداي النيل، في أشياء كثيرة منها طريقه ارتداء الملابس، والأطعمة، كما كانت طريقه الكتابة متشابه.. وقد كانت توجد كلمات وحروف فرعونية تدخل ضمن المكون اللغوي في اللغة المروية، لغة بلاط مملكه نبته السودانية، بل كان ما يعرف اليوم بالسودان دور بارز في مناهضة احتلال الهكسوس لمصر، حيث كان السودان داعم للمقاومة الفرعونية بقيادة الأمير المصري الثائر أحمس، حيث كان ضمن جيشه جنود من جنوب الوادي، حتى تم له طرد الهكسوس من مصر..
إن الناظر لطبيعة تلك العلاقة مابين شعبي وداي النيل، قد يصاب بالتعجب والاندهاش، وهو يتابع تواصل وتصاهر وتعاون شعبي وداي النيل، في وقت لم تكن البشرية عرفت في ذلك الوقت مفهوم السفارات، أو حتى وسائط إعلامية كما هو في عصرنا الحالي، لكني سوف أرد بسرعة وبدون تفكير وأقول إن رابط الدم الواحد كان خير سفير..ورغم السنوات لم تنقطع روابط التواصل مابين شطري وادي النيل، في مختلف الحقب والعصور، حيث كانت مصر نافذة السودان للعالم، كما كان لمصر دور في دخول المسيحية للسودان، ومن بعده الإسلام، فمصر كانت دار علم، نهل منها علماء السودان شتي ضروب المعرفة. ولعب الأزهر الشريف دورا محوريا كبيرا في دعم التواصل بين شطري وادي النيل، حيث حظي طلاب السودان بمكانة وقدر كبير من الاحترام بمصر، فكان إنشاء رواق السنارية بالأزهر، الذي يتبع لسلطنه سنار أو السلطنة الزرقاء أو مملكه الفونج، وكلها أسماء لمكون سياسي واحد، إضافة لرواق دارفور، لتكون ملاذ لكل طالب علم سوداني يقصد ارض الكنانة وإذا انتقلنا لفترة الحكم المصري التركي للسودان، سنجد أثر التواصل اكبر مابين شعبي وادي النيل، حيث كان لتواجد عدد كبير من أبناء السودان ضمن عساكر جيش الخديوي، الأثر الكبير في ربط هذه العلاقات بالتصاهر، حيث جلب العديد من الجنود السودانيين الكثير من عوامل الثقافة المصرية، مثل عزف العود وطرق الري ألحديثه وبعض الأطعمة التي لم تكن ضمن المطبخ السوداني..
كذلك كان لنفي الشيخ رافع رفاعة الطهطاوي للسودان، أثرا عظيما في إحياء العلم، لاسيما وان أهل السودان لهم عشق وهيام بكل رجل علم وطاء ارض النيلين.
بلغت قمة عنفوان العلاقة المصرية السودانية، في أعقاب ثورة 1919م بقيادة سعد زغلول، ضد الوجود الانجليزي، وقد تعاطف شعب السودان مع حق مصر في الحرية، حتى كانت احداث شهر نوفمبر 1924، حيث حدث اشتباك مابين جنود سودانيين من الفرقة المصرية، ضد الجيش الانجليزي، عرفت بحركة اللواء الأبيض، كان خروج الجيش المصري من السودان عقب اغتيال مستر سير لي إستاك في شوارع القاهرة، ثم أعقب تلك الأحداث القبض علي قائد الحركة البطل علي عبد اللطيف، ونقل بعدها إلى القاهرة، وتوفي فيها وتم دفنه في مقابر الشهداء التابعة للجيش المصري، باعتباره ضابط في الجيش المصري، وهو في نفس الوقت رمز وشخصيه سودانيه كبيرة تحظي بالاحترام والتقدير.كما خدم الكثير من أبناء السودان في صفوف الجيش المصري، علي سبيل المثال وليس الحصر، سعادة الفريق الزبير باشا رحمه الذي شارك في الحرب الروسية التركية، في منطقه القوقاز، واللواء عبد الله عبد الرحمن النجومي، ابن أشهر أمراء ألدوله المهدية، وقد عمل ياور للملك فاروق الأول ملك مصر والسودان.. إضافة إلى الشاعر العسكري عبد المنعم عبد الحي صاحب رائعة (إنا أم درمان)، إضافة للعديد من الأسماء الأخرى..
ومن ناحية أخرى تأثر الكثير من رواد الفن السوداني بنجوم الفن والسينما المصرية، منهم صلاح ابن البادية، الذي تقاسم بطوله فيلم (رحلة عيون) مع النجمة سمية الألفي، إضافة إلى الفنان الراحل الفاضل سعيد، وكذلك شاركت الفنانة فايزة عمسيب في فيلم (عرق البلح )، وشكل الفنان السوداني إبراهيم خان، وجودا كبيرا ومميز في الدراما والسينما المصرية، والمخرج سعيد حامد، والمطربة جواهر، والفنانة ستونه، والإعلامي حمدي بدر الدين مدير لإذاعة وادي النيل، والإعلامي الشاعر السر قدور سفير السودان الشعبي، المقيم بمصر بصورة شبه دائمة..
ويذكر التاريخ أن والدة الرئيس محمد أنور السادات كانت سودانية من مدينه دنقلا، والرئيس المصري الراحل محمد نجيب كان من مواليد السودان، وكذلك خدم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بمنطقه جبل أولياء جنوب العاصمة الخرطوم..وأعقاب حرب 1967 استضاف السودان مقر الكلية الحربية المصرية، في منطقه وادي سيدنا لتدريب الضباط من الجيش المصري. وخرج الشعب السوداني مستقبلا الزعيم جمال عبد الناصر عقب نكسه يونيو 1967، لتكون الخرطوم ملهمه جمال عبد الناصر في الصمود.
.لقد كانت مصر قبلة لكل فنان سوداني، يبحث عن المجد والنجومية، حيث سجل العديد من رموز الفن السوداني في استوديوهات مصر، أيام رواد الفن منهم محمد سرور، وعبد الكريم كرومة، وزنقار، ومهله العبادية، وعميد الفن احمد المصطفي، وحسن عطية، والعاقب محمد الحسن، والعملاق محمد وردي، والكاشف، وإسماعيل عبد المعين..
وفي المجال الرياضي لمعت نجوم في سماء ملاعب وادي النيل، ومن السودان تألق النجم سليمان فارس، والنجم عمر النور، والنجم قله، والنجم قرن شطة في السبعينات، والرشيد المهدية، وحتى جيل انس النور، وريتشارد جاستين. ومن نجوم الكرة المصرية الذين لعبوا في السودان، نذكر النجم عصام الحضري، والنجم أيمن سعيد، والنجم عاشور الأدهم، وفي التدريب حسام ألبدري، واحمد رفعت، ومحمود سعد، ومصطفي يونس..واحمد ساري والشاحت وحمادة صدقي كما لعبت المجلات والمطبوعات المصرية والدراما دورا هاما في تواصل شعبي وادي النيل، بل يكاد السودانيين يحفظون عن ظهر قلب أسماء نجوم السينما المصرية.
سوف تظل العلاقة مابين شعبي وادي النيل مستمرة قوية حميمة، لأن القدر كتب لها أن تكون علاقة حب وتاريخ ودم واحد.

𝖠𝗅𝖺𝖺𝗆9770@𝗀𝖺𝗆𝖾𝗅.𝖼𝗈𝗆

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *