حسين خوجلي يكتب: عزيزتي الجمعة تحيةً واحتراما (هذه الورقة للسادين الفرقة في ثغر الفشقة)

“دمع ودم”

فضل هذا الحديث الكريم أنه يجمع ما بين الدم والدمع، كما يقول الحكماء (ان الدم ثمرة الجسد وإن الدمع ثمرة العين)
ومن الاحاديث التي يحفظها المجاهدون والقائمون قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (ما من قطرة دم أحب إلى الله تعالى من قطرة دم في سبيله، أو قطرة دمع في جوف ليل من خشيته)

“وكان الصديق على تقواه فصيحا”

هذه البرقية لم نكتبها إلى شباب القوات المسلحة بحدودنا بالفشقة بل كتبها الصديق أبو بكر إلى خالد بن الوليد وجنده فقال في رسالة يحفظها التاريخ قليلة الكلمات كثيفة المعاني -وكان أبوبكر من فصحاء العرب في حديثه صدق وحكمة وكيف لا وهو خريج مدرسة النبوة وصديق المصطفى ورفيق دربه – قال: (أعلم أن عليك عيونا من الله ترعاك وتراك، فإذا لقيت العدو فاحرص على الموت توهب لك السلامة، ولا تغسل الشهداء من دمائهم، فإن دم الشهيد يكون له نوراً يوم القيامة)

ما دايرالك الميتة أب رمادا شح
دايراك يوم لقا بدميك تتوشح

ومن الصحابة الذين ظلوا متوجعين لأن موقعة بدر قد فاتته أنس بن النضر عم أنس بن مالك رضي الله عنه. لم يشهد بدرا فلم يزل متحسرا يقول : أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غيبت عنه، فلما كان يوم أحد قال: واها لريح الجنة دون أحد، فقاتل حتى قتل فوجد في بدنه بضع وثمانون بين ضربة وطعنة ورمية. فقالت اخته الربيع بنت النضر: (فما عرفت أخي إلا ببنانه)

“النية زاملة سيدها”

ولأصحاب النية الخالصة للقتال في سبيل الله والوطن والضعفاء ضد المستكبرين حديث سهل بن حنيف رفعه: من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه)

“براغيث وفيلة”

ومن الوصايا الذهبية التي اعتني بها هذه الايام مدربو كرة القدم ولم يعتني بها قادة الجيوش العرب والمسلمين ولا وزراء الدفاع حتى هزمتهم دويلة اسرائيل التي لا يفوق عددها ٦ مليون وتجاوزوا هم المليارين، نعم مليارين لكنهم حين فارقوا العقيدة صاروا كغثاء السيل
قال الحكماء: (من الحزم الا يحتقر الرجل عدوه وإن كان ذليلا، ولا يغفل عنه وإن كان حقيرا فكم برغوث أسهر فيلا، ومنع الرقاد ملكا جليلا)

“ولو بعد حين”

إلى جماهير شعبنا الذين اصابهم اليأس وهم في صفوف الخبز الحافي وابواب المشافي المغلقة وانعدام الدواء والحمى تحاصر الكبار والصغار، وأراذل العواصم الأجنبية يقودون الركب. استبشروا بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يرشُ على وجوه اليائسين قطرات الندى وماء الرجاء. يروي ابن مسعود رضى الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم ( لو كان العسر في جحر لدخل عليه اليسر حتى يخرجه) وقال عليه الصلاة والسلام: ( عند تناهي الشدة يكون الفرج، وعند تضايق البلاء يكون الرخاء)

“ضد الاحباط”

ومن الأبيات التي تشكل ترياقا ضد اليأس والاحباط قول الشاعر:
عسى الهم الذي أمسيتُ فيه
يكونَ وراءه فرج قريب
فيأمنَ خائفٌ ويُغاثَ عانٍ
ويأتي أهلهُ النائي الغريب

“روشتة شيخ صادق”

كان الراحل الشيخ المجاهد صادق عبدالله عبد الماجد حين يشتد وطأة السجان علينا في كوبر وتتردى الخدمات يرسل هذه الأبيات بابتسامة راضية حتى حفظها الجميع:
لئن صدع البين المشتت شملنا
فللبين حكمٌ في الجموع صدوعُ
وللنجم من بعد الرجوع استقامة
وللشمس من بعد الغروب طلوع
وإنْ نعمة زالت عن الحرِ وانقضت
فإن لها بعد الزوال رجوع
فكن واثقا بالله واصبر لحكمه
فإن زوال الشر عنك سريع

“الطالبيون السمر”

كان خالنا العابد الراحل الشريف مصطفى طه محمد المهدي وهو أحد ثقاة التجانية بمدينة القضارف يقول لنا إن الإمام الشهيد علي بن ابي طالب كانت رسائله تصل للطغاة فيصاب بعضهم بالخوف وتتنزل على بعضهم الحكمة فيثوبون الو رشدهم ويستدل بالحكاية:
لما حبس الخليفة العباسي المهدي موسى بن جعفر رأى في المنام عليا رضي الله تعالى عنه وهو يقول: يا محمد (فهل عسيتم إن توليتم أن تِفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم)
قال الربيع: فأرسل المهدي إليّ ليلا فراعني ذلك فجئته فاذا هو يقرأ هذه الآية وكان حسن الصوت فقص علي الرؤيا، ثم قال: ائتني بموسى بن جعفر فجئته به فعانقه وأجلسه إلى جانبه
وقال: يا أبا الحسن رأيت أمير المؤمنين يقرأ علي كذا فعاهدني أن لا تخرج عليّ ولا على أحد من ولدي
فقال: والله ما ذاك من شأني
فقال: صدقت ثم قال: يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينا ورده إلى أهله بالمدينة
قال الربيع: فأحكمت أمره ليلا فما أصبح إلا على الطريق.
وعلى فرح الرواية كان خالنا يبكي

“دعوة المكروبين التي لا تخيب”

وكان الشريف أحمد بن الشريف بركات حفيد الشريف احمد ود طه قدس الله سره يُوصي عند اشتداد الكرب والمصيبة أحبابه ومريديه بدعوة علي بن الحسين عليه السلام المفرجه للكروب والمصيبة والمحنة.
وقد أسر لي عليه الرحمة بحكايتها وكان يحكيها بصوت فيه كثير من الجلال والحزن.
روي أن الوليد بن عبد الملك كتب إلى صالح بن عبد الله عامله على المدينة المنورة أن أخرج الحسن بن الحسن بن علي من السجن، وكان محبوسا واضربه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة سوط، فأخرجه إلى المسجد واجتمع الناس وصعد صالح يقرأ عليه الكتاب، ثم نزل يأمر بضربه فبينما هو يقرأ الكتاب اذا جاء علي بن الحسين عليه السلام، فافرج له الناس حتى أتى الى جنب الحسن
فقال: يا ابن العم ما لك؟ أدع الله تعالى بدعاء الكرب يُفرج الله عنك. قال: ماهو يا إبن العم؟ فقال: لا اله الا الله الحليم الكريم، لا اله الا الله العلي العظيم، سبحان رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، الحمدلله رب العالمين ثم انصرف عنه. وأقبل الحسن يكررها فلما فرغ صالح من قراءة الكتاب ونزل قال: أراه في سجنه مظلوما أخرجوه، وأنا اراجع أمير المؤمنين في أمره فأطلق بعد ايام وأتاه الفرج من عند الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *