هجو احمد يكتب بقلم مراقب: خلفيات صراع حرب ( تجراي) وتأثيراتها علي السودان

قلم مراقب … هجو احمد

اثيرنيوز
مشكلة شعب و إقليم التجراي في اثوبيا   قديمة قدم التاريخ فالصراع والحرب الدائرة الان لها كثير من الابعاد التاريخية السلطوية وصراع النفوذ السياسي والاقتصادي الاثيوبي منذ امد طويل والحلف الذي يدير الحرب الان ضد  التجراي بقيادة ابي احمد يتكون من عدة قوميات اثنية تجمعها العديد من المصالح المشتركه تقوم علي اسس تاريخية منذ سقوط منقستو هيلا مريم وافول نجم قومية (الامهرا) كبري القوميات الاثنيه الاثيوبيه وسيطرة جبهة تحرير تجراي علي مقاليد ومفاصل الدوله الاثيوبيه لفترة طويلة  وبعد ان عاشت الدولة الاثوبيه استقرارا نسبي تحت لواء الفدراليه الاثنية المتوافقه خلال فتره طويله الا ان الواقع قد تبدل حين تم استدعاء ذاكرة التاريخ  من اجل اعادة المجد والسيطرة والنفوذ والسلطوي لمجموعة (الامهرا) وقد وضح ذلك جليا  منذ وصول ابي احمد للحكم واستقالة رئيس الوزراء السابق (ديسالين) وهو من شعوب الجنوب، ومنها قد تبدل الحال وتغير ونشأ حلف جديد (حزب الازدهار) وظهور ارتريا بعد غيبة طويلة تمد اياديها طويلا داخل الشأن الاثيوبي عبر المصالحة التاريخية الشهيره وقد شهدت الساحة الاثيوبيه منذ هذه اللحظات عمليات الاقصاء السياسي الممنهج من قبل حكومة أبي أحمد لقومية التجراي   من مفاصل الدولة ، وبدأ ذلك بإقالة رئيس أركان الجيش الأثيوبي وهو (سامورا يونس) ويعتبر من أقوى رؤساء الأركان الذين مروا على الجيش الأثيوبي واحد القادة البارزين من  قومية التجراي ، وتعيين (سعارا مكنن) خلفا له كرئيس أركان رغم أنه ينتمي لذات القومية (تجراي) إلا أنه لم يكن قويا كسلفه وتميز بالضعف الشديد حسب مايقوله (تجراي انفسهم) ، ولذا تمت السيطرة عليه وإحتوائه وتمرير بعض أجندة حكومة ابي أحمد، ثم اخيرا تم اغتياله، وفي نفس الوقت تم إقصاء مدير الامن ومدير الاتصالات وكلاهما من (تجراي) وكذلك مدير الاستخبارات(قبري دلا) واحالته للتقاعد ،
ومن بين الأسباب التي أدت إلى بروز العداء المعلن من قبل  حكومة ابي أحمد للتجراي ، هو عدم قبولهم ورضائهم بالمصالحة والتسوية بين اثيوبيا وارتريا في مثلث( باديمي زالمبسا) حيث تم سحب القوات الاثيوبية من المثلث علي الحدود الشماليه لاقليم تجراي اذا علمنا ان قائدها  ومعظم افرادها القياديين وافرادها العسكريين  من التجراي  ثم تواصلت حملات  التضييق والخناق علي قومية التجراي حتي اعلن قائدهم (ديبرصون) الانتخابات التي رفضها ابي احمد بحجة جائحة كورونا ورفض الاعتراف بها  ثم تزادت التوترات حتي وصلت مرحلة اعلان الحرب التي تشهدها اثوبيا اليوم.

خطورة الوضع ومآلاته علي السودان

يقع اقليم تجراي  في الجزء الشمالي الغربي لاثيوبيا وتحده من الشمال ارتريا (العدو التاريخي للتجراي) ، ومن الجنوب والشرق أقاليم اثيوبية بها قوميات موالية لحكومة ابي احمد اشهرها قوميه (الامهرا) ، كما أن اقليم تجري  ليس لديه  منافذ للإمداد والمناورة سوى المنفذ الوحيد الذي يقع غرباً في إتجاه السودان خلال الفشقات الكبرى والصغري.

تأثيرات الحرب علي السودان

في البدء لابد التأكيد ان هناك كثير من الخبراء والاستراتيجيين قد اعدوا كثير من الاوراق والدراسات السابقه التي تحيط بجذور الازمة فيما يتعلق بتداعياتها واهدافها ومراميها واجنداتها المتعدده المرتبطه بالاطماع والمصالح التاريخيه لعدد من القوميات خاصة المرتبطة بشرق السودان عموما ومناطق والاراضي السودنيه علي الحدود مع الجاره اثوبيا خصوصا مناطق  الفشقات الصغري والكبري وهذا الدراسات مدعمة بالخرط والاحداثيات والمعلومات والحقائق اضافة الي التقارير الامنيه التي تحيط بتفاصيل وبواطن الامور في اضابير جهاز الاستخبارات ووزارة الخارجيه السودانيه  مما يجعل السودان في كل تحركاته وتوجهاته  لحماية مصالحه واراضيه ينطلق وهو علي بينة من امره بالتالي كل مايحدث ويجري داخل الشقيقة اثوبيا معروف مآلاته واهدافه وأن مايقوم به الجيش السوداني علي الحدود حسب تقديرات المواقف يتسق تماما مع  مبادئ واهداف الامن القومي السوداني وحماية المصالح السودانيه دون دون الخوض في وحل التدخلات وخدمة اي  طرف من الاطراف.
تدفق اللاجئين علي الحدود الشرقيه
حينما انطلقت اول رصاصة كصافرة لاعلان  الحرب ضد اقليم تجواي  لم يمضي وقت طويلا حتي تدفقت اعداد مهولة نحو السودان فرارا من الحرب وويلاتها وقد شكل ذلك عبئا كبيرا علي السودان بغرض توفير الاحتياجات من المأوي والغذا والصحة والدواء والكساء وحماية اللاجئين وقد اشاد المجتمع الدولي ومنظماته  بالدور الانساني الذي لعبه السودان في القيام بواجباته بما يتماشي مع الاعراف الدوليه والانسانيه في هذا الصدد خاصة ان عدد اللائجئن يتوقع ان يتزايد لاكثر من ٨٠ الف لاجئ ويزيد مما يشكل عبئا ثقيلا علي الحكومة السودانيه لذلك رغم ان مايجري في اثوبيا هو شأن وصراع داخلي الا انه ينعكس بقوة علي السودان في تأثيراته ومؤثراته وقد تتطور هذه التأثيرات الي تدخلات وتفلتات هنا وهناك ليشكل ذلك  مهددات حقيقيه للامن القومي

اعتداءات المليشات علي الاراضي السودانيه

السودان كدوله جاره ثمثل عمقا مهما لاثوبيا وفقا للعلاقات الاذليه التاريخيه   يجد قبولا واسعا لدي كل الاطراف عدا بعض القوميات التي تحارب الان بجانب حلف ابي احمد ضد تجراي بغرض تحقيق اطماعها التاريخيه في السيطرة علي الاراضي السودانيه الزراعية الخصبة وكان يتوقع ان يقوم بدور فاعل في التوسط  بين الاطراف لنزع فتيل الازمة وايقاف القتال والحرب وبالفعل بادر بواسطة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الا ان ابي احمد رفض كل الوساطات بما فيها الاتحاد الافريقي ووساطة الرئيس الجنوب افريقي واصر علي المضي في الحرب مما ارسل رسائل سالبه لم ترضي كثير من الاصدقاء في المنطقه فحين تشتعل النار في ليت جارك قد يمتد لهيبها اليك ان لم يتم التعاون المشترك لاطفاءها وهذا ما احدث ويحدث تاثيرات سالبه ومضره علي الجوار الاثيوبي خاصة السودان.
ومعلوم ان اثوبيا تعاني كثافة سكانيه مكتظة (١١٠) مليون نسمة ونقص حاد في الغذاء مما يجعل اراضي السودان الزراعية هدفا لليسطرة عبر الاعتداءت المتكرره من قبل مليشيات الجيش الاثيوبي وعصابات الشفته.
ترسيم الحدود من يقف ضده
متذ عهد الراحل ملس زناوي ظلت قضية ترسيم الحدود بين الدولتين تراوح مكانها دون تحقيقها ولعل ذلك يعود الي كثير من الضغوط التي تمارسها بعض القوميات وتستخدمها ككرت ضغط واشهارها في وجه الحكومات المتعاقبه ورغم العلاقة الطيبه مابين ملس زناوي والرئيس المعذول البشير الا ان فشلت كل محاولات البلدين في اعادة ترسيم الحدود بسبب مطالبات بعض القوميات وممارسة الضغوط وكان كلما تنشأ توترات وهجمات واعتداءات علي الحدود الشرقيه يتم حسمها بالحكمة تارة وبالموازنه تارة اخري بفضل جهود قادة حكومات البلدين.

اما الان فقد تغير الوضع وتبدل وصارت الامور خارج سيطرة ابي احمد باعتبار ان اهم المجموعات المواليه له وتقاتل بجانبه (الواليغات) من مجموعة (الامهرا) التي تمارس ضغوطها لتحقيق اهدافها لدفع ثمن الحرب وعلي راسها السيطرة علي الاراضي السودانيه الممتده علي حدود البلدين ابي احمد لن يستطيع سحب المليشيات والقوات من محيط الفشقة السودانية والشروع في وضع العلامات علي الارض كما فعل ذلك مع ارتريا في مثلث (بادمي) وتجنب نذر المواجهات والتوترات ووقف اعتداءات المليشات الاثوبيه علي الحدود السودانيه الشرقية وفقا لكثير من المعطيات والمؤشرات المتعلقه بموازين واهداف الحرب الجاريه الإن

تبقي الحقيقة ماثله وهي انه ليس امام الحكومة السودانيه وجيشها الا ان تقوم بكثير من التدابير الامنيه والعسكرية لحماية الحدود الشرقيه وصد الهجمات والاعتداءات علي المناطق الحدوديه والانتشار لحماية الاراضي السودانيه وانهاء سيطرة المليشيات الاثوبيه عليها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *