“بروسترويكا” .. إعادة بناء السودان .. تحديات على جدول أعمال الحكومة الانتقالية المرتقبة

د. عبد المحمود النور محمود

∆ السودان على مفترق طرق ( يكون او لا يكون ) ، نحتاج – في هذه المرحلة الجديدة – ان نستدرك ما فات من أهداف التغيير الثوري ، وما فات من أهداف استراتيجية طوال العهود والحقب السياسية السابقة ..

∆ لن يتم انقاذ البلاد والمحافظة على وحدتها وأمنها واستقرارها الا باعلاء صوت العقل ونبذ الفرقة والعصبيات وكل اسباب الفتن ، وتقديم تنازلات حقيقية من الجميع من أجل الوطن وشعبه ..

∆ نحتاج إلى تهدئة الأمور والنفوس ، وإجراء مصالحة وطنية ، وإجماع وطني حقيقي ، وعقد اجتماعي جديد ؛ يؤسس لمرحلة جديدة يعاد فيها بناء السودان بشكل مؤسسي ؛ يتجاوز كل المقعدات والعصبيات والانتماءات الضيقة ، وتعزز فيه قيم الولاء الوطني والثوابت والمكتسبات الحضارية ، ويحرر فيه القرار السياسي من الهيمنة والتبعية الخارجية ، ومن الأطماع الشخصية والحزبية والمناطقية ، وان تستكمل فيه عملية التنمية المتوازنة والتوزيع العادل للموارد الطبيعية ..

∆ نحتاج ان يختار في هذه المرحلة الانتقالية الحساسة ، رئيس وزراء بمواصفات استثنائية ، وحبذا لو مثل مناطق ما ( يسمى بالهامش ) وتحديدا ( إقليم دارفور ) ، لنتجاوز بذلك إحدى العقد العصبية والصور النمطية الاجتماعية لمشكلة النخب الحاكمة للسودان .

∆ نحتاج لأن يشكل رئيس الوزراء الجديد حكومة كفاءات حقيقية ، من وزراء يمثلون في نفس الوقت أقاليم السودان المختلفة .

∆ نحتاج أن تبدأ الحكومة في إجراءات اقتصادية إسعافية عاجلة تنقذ المواطن من جحيم الحالة المعيشية المتردية التي وصل إليها ، وتؤسس لبدايات اقتصاد مستقبلي معافى من العلل والأمراض ، ويستفيد من مزايا وخيرات البلاد الطبيعية ، وتوجيه طقات انسان السودان نحو الإنتاج الحقيقي ..

∆ نحتاج ان تبدأ الحكومة في وضع أسس دستورية مجمع عليها ؛ تحقق الانتقال والتداول الديمقراطي السلمي للسلطة ، وتقيم دولة العدالة والقانون والمؤسسات والحكم الرشيد ، ولتطوي بذلك صفحة الاحتراب والاستيلاء على السلطة بالبندقية ..

∆ السودان كذلك ، في أشد الحاجة للدخول في سلام حقيقي يستوعب الجميع ، وان يضم عاجلا المتأخرين عن ركبه من الحركات التي لم توقع حتى الآن ، وان يتراضى الجميع للانتقال إلى بناء أحزاب سياسية وفق رؤى جديدة تستوعب تطلعات الشباب وطاقاتهم وإبداعاتهم وأفكارهم ، وتستفيد من خبرات الماضي ، وإنجازات الآباء والأجداد ..

∆ نحتاج ان يتم استيعاب كافة القوات التي حملت السلاح ضمن القوات النظامية بشكل منهجي وسليم ، وبناء قوات وطنية وقومية ، تحفظ للوطن أمنه واستقراره ، وان تفعل كافة الترتيبات والتدابير المتعارف عليها للتسريح وإعادة الدمج ، والى جمع وضبط وتقنين السلاح في كافة مناطق السودان ، لتحقيق أعلى الضمانات الممكنة للمحافظة على الأمن والاستقرار ومنع التفلتات والخروقات الأمنية ..

∆ نحتاج إلى تطبيق العدالة والقانون في المرحلة الانتقالية بصورة غير انتقائية ، وان توضع ضوابط ومعايير ومؤسسات مهنية قادرة على محاربة الفساد بدون محاباة أو انحرافات ، وتحقيق الشفافية في كافة معاملات السلطة ومستوياتها ..

∆ تاريخ السودان فيه تجارب سابقة كافية ، إيجابية وسلبية ، نجاحات واخفاقات ، نحتاج أن نستفيد منها جميعاً في مرحلة إعادة البناء هذه ، حتى لا نبدأ من الصفر ، ونكرر بالتالي الأخطاء والمررات السابقة ، ونظل ندور في ذات الحلقة الشريرة المفرغة ، ودوامة الفشل السياسي العقيم ..
∆ حفظ الله السودان وشعبه ، وشكر الله جهود المخلصين من أبنائه ، وتقبل الله شهداء الوطن في مختلف الحقب والأزمنة ، ونفع الله بمساهمات الحادبين وبارك فيهم من أجل أن يظل السودان واحدا موحدا ، آمنا مطمئنا ، سخاء رخاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *