المقدم الركن ابراهيم الحوري رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة يكتب … العفو عند المقدرة

*المقدم الركن ابراهيم الحوري رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة يكتب✍️…*
*العفو عند المقدرة*
في حدث لا يحدث الا في السودان يعفو قاتل ابنه ويتناول معه الافطار
عثمان فتى العقد الثالث من عمره اكمل اجراءات سفره إلى موريتانيا وقام بوداع اهله لكن القدر لم يمهله ليسافر إلى بلاد الشناقيط اذ حدثت مشاجرة بينه وبين شاب في محطة 12 بالما يقوما وتوفي على اثرها.
هرع المعزون إلى بيت والده ليشاطروه مصابه الجلل فوالده عبدالله بلال حسب الخالق احد رموز قبيلة البطاحين رجل كريم وشهم يمتهن الكرم والجود مضياف يعرفه الجميع عرف بالبسالة والشجاعة والاقدام وحل المشاكل يعتبر من مشاهير هذه القبيلة البكر التي طالما أنجبت الفرسان والمغاوير والشجعان الذين تغنى بهم الشعراء ومجدوهم بقصائد سار بها الركبان الرجل يعتبر احد اعلام شرق النيل واحد رموز المنطقة ذائع الصيت بكل المكارم والاخلاق.
ثبت الرجل كالجبال الراسيات ولم يهزه هذا الحادث وحار المعزون فيه ولكنه هذا طبعه وخلقه عرف به واشتهر فالرجل من قبيلة تفخر بالفرسان وتحترم الشجعان.
ولم يكتفي الرجل فحسب بل قام بزيارة الفاتل وحمل معه ثلاثون صينية محملة بما لذة وطاب من الطعام إلى كل المسجونين وقام بتناول الفطور مع القاتل وعفا عنه ا مام الجميع بدون ان يطلب احد منه ذلك بل قام بذلك ايماناً منه بالفعو واهميته في رتق النسيج الاجتماعي نسأل الله له الثواب ونسأل الله أن يربط على قلبه وان يغفر لولده.

الحادثة سارت به الركبان مشيدين بموقفه ولكن ليس غريباً على كل من عرفه والرجل كما اسلفنا يعتبر من اعيان شرق النيل ولم يبلغ هذه المنزلة عبثاً وانما بجوده وسخائه عمر شنقول الذي يعتبر من المقربين له وكان شهوداً لحظ العفو لم يتمالك نفسه ولم يستطيع كبح جماحها تاركاً لها العنان اعجاباً بهذا الخلق الرفيع الذي تم في صمت بدون ان تنصب له الصيوانات والخيام ويجتمع اليه الناس ليشهدوا مراسم العفو التي تعتبر من اعراف قبيلة البطاحين ولكن عبدالله بلال كسر هذا الامر وعفا بصمت دون ان يحوج أهل القتيل بالحضور إلى منزله وما قام به يجب ان يضاف إلى مكارم الاخلاق ويدرس في المناهج وجادت قريحة الشاعر عمر شنقول في حينها قائلاً:
المحن الكبار يا الملكة نحن جبالا
سمحة المحنة في الناس بالتستر حالا
حال الدنيا يوم باردة ويوم ملالا
للتعب الخشي بكل التكوين حالا
شفنا الزمان كم رفع كم دلى
وانت يا السمتان دوام تتعلى
بسأل ربي ينجيك من شرور العلة
وانا سميت عليك عشان يشبهك عبدالله
عبدالعزيز المقدم افاد للصحيفة ان عبدالله بلال رجل بقامة وطن عنه ومنه تبتدي مكارم الاخلاق كان صديقاً لوالدي ولا زال يصلنا برغم وفاة والدي وهذا يدل على طبعه النبيل وخلقه الكريم وما قام به يعتبر مفخرة لكل قبيلة البطاحين.

الصديق محمد عباس قطب الهلال ارسل تعازيه الحارة للفقيد وقال ان ما قام به عبدالله بلال يعتبر مفخرة لهم كقبيلة وهذا ديدنه منذ ان عرفوه وهذا طريق ابائه ومن شابه اباه فما ظلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *