ازمة الشرق وغطرسة حكام الخرطوم … بقلم تاج السرالميرغني

ازمة الشرق وغطرسة حكام الخرطوم
بقلم : تاج السرالميرغني

مانراه من تصعيد في شرقنا الحبيب واغلاق جزئي للطريق القومي لم يكن وليد اليوم و حذرنا منه عندما ظهرت مسارات صنعها دعاة الهبوط الناعم دون اشراك الاقليم و اهمال الفتنة التي تنقلت من منطقة لأخرى في الاقليم و ظلت لجان الحكومة تنسبها الى (طرف ثالث) كما فعلت لجان التغبيش الأخرى.

إن جهل الشق المدني بطبيعة الشعب السوداني و جهلهم السياسي ضرب له مثال وزيرشؤون رئاسة حكومة حمدوك-المهندس خالد عمر يوسف(سلك) داعية الهبوط الناعم الذي نادي و آخرين من قادة الغفلة باستخدام العنف تجاه اناس مدنيين سلميين يناضلون لتغيير واقعهم البائس وهو واقع مازوم ومحاط بالالغام في داخل الشرق ومن خارجه،والعامل الخارجي الاكثر تهديدا للجغرافية والسلم الاجتماعي والغريب في الأمر ان المطالبة تأتي من مدنيين يدعون انهم قادة الثورة و الرفض يأتي من العسكر ،الذي رفض استخدام القوة ضد حركة احتجاج اهلنا في الشرق لادراكه انها ليست حركة فرد بل أزمة اقليم كامل و ان الشرق ليس كباقي الاقاليم لموقعه الجغرافي و حدوده الاقليمية و الدولية،ولكن يبدو ان هؤلاء الاعزاء في الحكم لايرون ابعد من ارنبة انوفهم ،ولايعرفون طبيعة من يحكمونهم ،والسؤال لهؤلاء الحكام ماذا فعلتم حتى في مسار الشرق كمقترح من جانبكم وتزوير للحل .

هل تابعتم تزوير إرادة اهل الشرق الي منتهاها؟ ، ولكن نعمل تماما لآجابة السؤال هو رد الفعل وخناقة الحواري الشعبية المتسربة بين رئيس مجلس (السيادة) ووزير شؤون حكومة حمدوك و نعلم أن هذا لن يحدث نسبة لتعامل العسكر مع الشق المدني (بصفا انتباه) بعد خيانتهم للثورة و بيعهم للدماء.
الاعزاء والعزيزات..

من الواضح تماما ان الحكومة الانتقالية قد تم توريطها في اتفاقية جوبا وان السلام المنشود لن تستطيع تحقيقه وهي بهذا الضعف والتخبط وان كل المسارات التي تضمنتها اتفاقية جوبا ماعدا مسار دارفور ماهو إلا تغبيش للحقيقة وتزوير رسمي حكومي ، وبالتالي فإن كل المناطق–المسارات في الطريق الي الاشتعال والحريق فليتركوا شماعة الدولة العميقة و الكيزان الذين لم يحاسبوا او يحاكموا احدا منهم و يقروا بأن هناك أزمة صنعوها بجهلهم او بقصد .

لقد استثمرت الحكومة الانتقالية في الزمن لتغييب قضية الشرق وهي قضية عادلة وتحتاج من المركز تحقيق العدالة والتنمية المستدامة ومعالجة قضايا الفقر والميناء بكل شفافية ولان دفن الرؤوس في الرمال لايحل قضية كذلك فإن استخدام القوة او التلويح بها سيؤدي الي عواقب لايحمد عقباها.
الاعزاء والعزيزات..

يجب الابتعاد عن اتهامات التخوين والحديث عن انتماء هذا او ذاك الي فلول او ثورة مضادة وترك القضية الاساسية ،ومثل هذه المقولات لاتصب الإ لصالح صب الزيت على النار ،وهي نار لو اشتعلت ستحرق الجميع.. والحل في الحوار ومعالجة القصايا كلها معالجة جذرية واضحة تخاطب الحل الدائم وليس استخدام المسكنات .والمعلوم ان قضية الشرق قضية تهميش واضحة لاقليم يملك من الموارد والكفاءات مايجعله قبلة التنمية والازدهار لكل اهل السودان والمؤسف ان حتى ماتم استخراجه من ثروات الاقليم وموارده الزراعية والمعادن والمنفذ الميناء للسودان لم تنعكس يوما واحدا على تنمية انسان الشرق وصحته وتعليمه ومستقبل اجياله وكانت كل الحكومات تتعامل مع الشرق بالتجاهل والتهميش..يجب على حكام الخرطوم العمل على حلحلة مشاكل السودان او التنحي و افساح المجال لكفاءات ثورية و وطنية لها مواقف مشهودة و واضحة ضد نظام الانقاذ لأن التاريخ لايرحم والشعب لم يخرج من اجل زيادة معاناته وانما رسم طريق الحرية والتنمية والتحول الديمقراطي..
تاج السر الميرغني.
19/سبتمبر/2021م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *