من أعلي المنصة … ياسر الفادني … ودق الجرس الحزين

⤵️ من أعلي المنصة

✍️ياسر الفادني

ودق الجرس الحزين

التعليم الآن في وضع أليم ، العام الدراسي المنصرم والذي أجريت له ولادة قيصرية أسفرت عن طفل ناقص الإكتمال ، اولادنا درسوا شنو؟ لا يفهمون؟ معظم المواد المقررة لم تكتمل دراستها لضيق الفترة والعقبات التي لازمت العام الدراسي الأليم المنصرم ، الآن الوضع كله أليم وفي غاية الألم الشديد ، الوضع السياسي والإقتصادي والإجتماعي والأمني ، السواد الأعظم من الشعب السوداني أصبح تحت خط الفقر إلا (أردول) وصحبه ، قبل الثورة كانت تكتب علي الجداريات في عهد البشير (بليل) عبارة( لا تعليم في وضع أليم ) حينها كانت تعريفة المواصلات ذهابا خمسة جنيهات واعلاها عشرة جنيهات وكان سندوتش الطعمية ١٥جنيها وطلب الفول ٢٠ جنيها والشنطة المدرسية ٢٠٠جنيه ودسته الكراسات ٨٠ جنيها وكل هذا و كان التعليم في وضع أليم الان كل ماقلته زاد بنسبة أكثر من ٥٠٠ % أقل مواصلات ٢٠٠ وعلي ذلك فقس ….

العام الدراسي الجديد بدأ اليوم ، دق الجرس الحزين، رنينه كأنين أم موسي عندما وضعته علي التابوت ، وصوته ليس فيه حلاوة بل طنينا يورق عقول وقلوب أولياء الأمور ، بعده رفع نشيد العلم من الطلاب بصوت فيه حشرجة الجائع وغصة النحيل الذي شنطته فارغة من نقود يسد به رمقه ب (سندة) والذي لم يجد يرجع إلي البيت يصيبه الدوار جراء الجوع وربما لا يجد في بيته ماياكله ، هنا اتحدث عن السواد الأعظم لهذا الشعب الشعب الذي أصبح (كاليتيم في مائدة اللئام ) فيا بؤس ما نحن فيه…

هذا العام الدراسي يمكن أن نطلق عليه عام الرمادة التعليمي ، فيه تضاعفت أسعار المدارس الخاصة أقل مدرسة بمبلغ وقدره ١٢٠ الف جنيه للطالب واقل روضة ٨٠ ألف جنيه ، أسعار المستلزمات المدرسية ارتفعت بصورة جنونية ، هذا كله بسبب الوضع الإقتصادي المتكلس والتضخم الذي أصاب اقتصاد البلاد بسبب السياسات الرعناء والاعتماد علي الهبات والمنح الدولية التي كانت أحلاما فقط ولم تكن واقعا….. دون تطوير المشاريع الانتاجية والاهتمام بها … كثير من أولياء الأمور تركوا المدارس الخاصة ولجاؤا إلي المدارس الحكومية التي هي الأخري تدهورت بنياتها التحتية إلي حد كبير ، الآن أصبح أولياء الأمور لا حيلة لهم إلا…. الإستجارة من الرمضاء بالنار…

المعلمون لوحوا بتنفيذ اضراب مع فتح المدارس لمطالب تتعلق بزيادة مرتباتهم الضعيفة جدا واخشي ما اخشاه ألا تستجيب الحكومة لمطالبهم ويذهب العام الدراسي الجديد في خبر كان ، أساتذة الجامعات دخلوا في إضراب أيضا والآن الجامعات اصبح استمرارها في خطر ، بكل المقاييس نحن في دولة الفشل ونحن في دولة الوضع الأليم ، حتي متي يزول هذا الألم ياربي؟….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *