د. ميادة سوار الدهب تكتب .. المسرح العبثي في المشهد السياسي السوداني !!..

📍📍

*د. ميادة سوار الدهب تكتب:*

*المسرح العبثي في المشهد السياسي السوداني !!..*

– بات المشهد السياسي السوداني اشبه بعرض السيرك العالمي بمنظور سوداني .. مما يستدعي قراءه تحليليه لمحاولة الانقلاب الاخيره التي وضحت بجلاء حجم تعقيدات الأوضاع السياسيه التي انتابت المشهد السياسي السوداني … وهذه التعقيدات تتطلب قراءه متأنيه ودقيقه ودراسة لاطراف العمليه السياسيه سواء داخل السلطه التنفيذية اوخارجها مع الاخذ في الاعتبار كافة المكونات التي تشكل المشهد السياسي ..

– هنالك العديد من الاسئله لابد من النظر اليها باهتمام فمن شأنها أن تقراء بشكل صحيح مع محاولة الانقلاب الاخيره: أهمها تعاطي الشارع وردة فعل المواطن وتعامله لحظه اعلان الحدث وتفاعله مع تداعياته مقابل مناشدات المكون المدني للدفاع عن الثوره والبلاد في ظل الضائقه المعيشية وارتفاع الاسعار التي يكابد عنائها المواطن البسيط الذي أصبح يبحث عن طوق نجاه لمواجهه صعوبات الحياه والمعاش رغم التضحيات التي قدمها الشباب ومهروها بدمائهم الغالية .. ايضا في ظل الانفلات الآمني الخطير الذي عم كافة أرجاء البلاد حتى اخذ منحنى خطير وبات كمهدد رئيس يمس حياة المواطنين بشكل مباشر ..
– التوتر البائن بين طرفي الحكومه المدني والعسكري يتضح عند كل منعطف وسط تحديات تمر بها بالبلاد ويكشف حجم الهوة وانعدام الثقه بين مكونات السلطة الانتقاليه بشقيها وهذا يظهر بوضوح في التناقض البائن للتصريحات التي ادلي بها رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش ورئيس مجلس الوزراء .. فبينما أكد الجيش على لسان البرهان انه لم يثبت حتى الآن صلة الجماعة الانقلابية الفاشلة في السودان بأي جهة سياسية أكد رئيس الوزراء حمدوك ان فلول النظام السابق وراء هذا الانقلاب ..
– التصريحات المتبادلة بين المكونين المدني والعسكري تكشف حجم الصراع الداخلي لأطراف السلطه الانتقالية والاتهامات المتبادله بين الطرفين تشير إلى أن الصراع قد وصل إلى مداه الأخير وتداعياته قد تعيد تشكيل المشهد السياسي بأطراف اخرى ..
– التشظي والانقسامات بين جميع مكونات الفتره الانتقالية ينذر ببوادر مواجهات محتدمه قد تكون عواقبها وخيمه على التحول الديمقراطي فالمحاولات المتكرره منذ بداية الفترة الانتقالية وحتى هذه المحاوله الاخيره تعد مؤشرا خطيرا عما يجري داخل أروقة الجيش السوداني من تملل وتزمر ويكشف شكل العلاقه بين القياده الحالية للجيش وقواعده من الضباط والصف والجنود وهذه هي النقطه الجوهرية التي يجب أن ينطلق منها التحليل الدقيق بل هي النقطه الأخطر: ماذا يحدث داخل القوات المسلحه مستقبلا ؟؟ .. وهل هذا مؤشر إلى مزيد من الانقلابات ؟؟..
– على الأرجح ان المحاوله الانقلابيه الاخيره التي لم تكتمل فصولها بعد هي تحرك الجيش على نفسه اوقيادته وخلفية المنظمين للمحاوله الانقلابيه الايدولوجيه لن تخدم شيء ولن تغير من حقيقة ما حدث حيث ان الانتماء السياسي لم يكن الدافع المحرك للمحاوله الانقلابيه والذي يدعم ذلك الاتجاه ان التسريبات الاعلاميه عن التخطيط للمحاوله الانقلابيه أكدت أن الأمر تم رصده من قبل فتره زمنيه ليست بالقصيرة رغم النفي المتكرر من هنا وهناك ويظل نفي النفي أثبات ..

– سؤال ملح يتبادر إلى الأذهان حول مايجري في شرق السودان وانعكاساته على وحدة البلاد وتاثيراته على الاستقرار السياسي والاجتماعي وماهي الخطط السياسيه والتنمويه لمعالجة مثل هذه القضايا ..
– مالات المحاوله الانقلابيه الاخيره وتداعياتها ستنعكس على كل أطراف العملية السياسية فالكل سيسدد اهداف داخل شباك الخصم .. ويمكن رصد الاهداف على النحو التالي:

– مزيد من تشديد القبضه الآمنيه على الاسلامين ..
– محاولة احزاب قحت لاستعادة الشارع بعد ان فقدته والجماهير في ظل حالة الاحباط العام الذي يتسيد الشارع السوداني ..
– إعادة الحديث حول تفكيك المنظومه الآمنيه وإعادة هيكلة الجيش على لسان رئيس الوزراء عبر تصريحه الاخير بدت بوتيره اقوى من السابق كمطلب أساسي نصت عليه الوثيقه الدستوريه للحكومه الانتقالية ..
– هل ستكون المحاوله الانقلابيه الاخيره بعد ربطها بالحركة الاسلاميه
المسمار الأخير في نعش القوات المسلحه كمدخل لتفكيك وإعادة هيكلة الجيش ..
– على الضفه الاخرى فهي فرصة لإعادة ترتيب صفوف الجيش وكشف منابع الضعف وإوكار التمرد وأسبابه !!..

– اما على المستوى الدولي بمنظماته وتقاطعاته الاقليمية يظل السؤال المحوري حول موقف الخارج من تداعيات المشهد الاخير وما قد يحدث لاحقا من متغيرات قد تعيد تشكيل المشهد السياسي السوداني على إثر التدخلات المستمره في الشأن الداخلي السوداني منذ بداية الفترة الانتقالية وعلى ضوء صراع المصالح الإقليمية ووفق المطامع الدولية ..
– كل السيناريوهات ممكنه ..

فهل ستكون المحاوله الانقلابيه الفاشله مدعاة لفرض قانون الطوارئ واخماد حراك الشرق الذي يتمدد يوما بعد يوم مستصحبا معه كيانات الشمال والوسط ؟؟ .. ام هي بداية لخطوات تصعيديه احادية ؟.. فما بين احتواء التململ داخل الجيش وما بين فرض هيبة الدولة وحماية الثوره تظل كل الاحتمالات مفتوحه وكل الخيارات متوقعه ..
– في ظل كل هذه التحديات التي تواجه الفتره الانتقالية
والتعقيدات التي
تمر بها البلاد وحالة الانقسامات والنعرات الجهوية وبروز الحركات المطالبه بالانفصال تمزق وتشرزم القوى وغيابها عن المبادره السياسيه المسؤولية الوطنية تحتم على الجميع وحدة الصف الوطني والالتفاف حول مشروع وطني متكامل يفي بتطلعات اهل السودان ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *